[ماذا نفعل في يوم عرفة؟ ]
أكتب لكم هذا وأنا أقلكم عِلمًا وأقلكم بضاعة لكنها وصايا لعل الله ينفعني وينفعكم بها ..
⁃ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ)رواه مسلم.
⁃ هذا اليوم العظيم والمشهد الكبير الذي لا يتكرر إلا (مرة) كُل عام ، حريٌّ بنا أن نجتهد فيه وأن نُري الله من أنفسنا خيراً ، فيرى ضعفنا وانكسارنا واقبالنا رغم خطايانا فيرحمنا برحمته ويشملنا بعفوه وغُفرانه 🥺💛
⁃ يُستحب صيام هذا اليوم (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)رواه مسلم
⁃ ومن حبسها عُذرٌ شرعي فكرم الكريم لاحد له ، يقول الشيخ ابن باز : [فالإنسان الذي يحبسه المرض عن الجهاد أو عن الصلاة في الجماعة أو نحو ذلك يكون أجره كاملاً كأنه صلى مع الناس وجاهد مع الناس بسبب النية الطيبة؛ ولهذا قال ﷺ: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم.]
ولتعمل من الصالحات مااستطاعت (دعاء/تهليل/استغفار/تفطير صائم....) وفضل الله واسع وجبره عظيم فلاتحزني 🥺🍃
⁃ في هذا اليوم اكثري من الدعاء والحي وانطرحي واشكي لربك كل هم وكُل ضيق وكُل وجع وثقي بأن هذه الأكف الصغيرة لن تعود إلا مُحملة بالعطايا والهبات والرحمات💛
قال صلى الله عليه وسلم :(خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وعليك بجوامع الدعاء ، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة واقرني دعواتك بالخير والعافية واعزمي في المسألة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له "
وفي لفظ مسلم : " وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه " .
⁃ وبعد أن ينقضي هذا اليوم وقد وفقك الله فيه بالدعاء فلا تعجبي بعملك واستمري في الاستغفار وتجديد التوبة كُل لحظة 💛
⁃ واعلمي يقيناً أن الدعاء لا خسارة فيه وهي تجارة رابحة مع الله فإن ابطأت دعواتك في المجيء فلا تحزني ولا تيأسي واعلمي ان الله خير الحاكمين واختياره لك خير من اختيارك لنفسك
⁃ ولابن بازٍ رحمه الله كلام جميل يقول فيه :
اعلم أنه سبحانه حكيم عليم، قد يؤخر الإجابة لمدة طويلة، كما أخر إجابة يعقوب في رد ابنه يوسف عليه، وهو نبي عليه الصلاة والسلام، فقد يؤخر الإجابة لحكمةٍ بالغة وقد يعطيك خيرًا مما سألت، وقد يصرف عنك من الشر أفضل مما سألت، كما جاء الحديث عن رسول الله ﷺ أنه قال: ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا: يا رسول الله إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر، تبين في هذا الحديث أن الله قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة، ولا يعجلها في الدنيا لحكمةٍ بالغة؛ لأن ذلك أصلح لعبده وأنفع لعبده، وقد يصرف عنه شرًا عظيمًا خيرٌ له من إجابة دعوته، وقد يعجلها له.
فعليك بحسن الظن بالله وعليك أن تستمر وتلح في الدعاء، فإن في الدعاء خيرًا لك كثيرًا، وعليك أن تتهم نفسك وتنظر في حالك، وأن تستقيم على طاعة ربك، وأن تعلم أن ربك حكيم عليم وقد يُعجلها لحكمة، وقد يعطيك خيرًا من دعوتك، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل[1]، فيقول: دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويذهب الدعاء.
فلا ينبغي لك أن تستحسر، ولا ينبغي لك أن تدع الدعاء، الزم الدعاء وألح على ربك، واضرع إليه وحاسب نفسك، واحذر أسباب المنع من المعاصي والسيئات، وتحرَّ أوقات الإجابة كآخر الليل وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الصلوات قبل السلام، وفي السجود، كل هذه من أسباب الإجابة، وعليك بإحضار قلبك عند الدعوة حتى تلح وحتى تدعو بقلبٍ حاضر، وعليك بالمكسب الطيب فإن كسب الخبيث من أسباب عدم الإجابة
وفقني الله وإياكم وغفر لنا وجعل قادم ايامنا خير ونور وبركة ورضى 🥺💛💛💛💛💛
[ولنتواصى بالدعاء لبعضنا فأكف الأصدقاء الضارعة بالدعاء لاتُرد ] 🥺💛💛
>>Click here to continue<<