تلك الليالي القاسية؛ أعلم أنها ستمر يا صديقي العزيز.. لكن أثناء مرورها؛ ستدعس بحذائها أشياء كثيرة بداخلي وتقتل المشاعر التي أوشكت على الموت قبل مرورها!
نعم ستمر .. لكن ما الذي سيبقى مني بعد أن سَحَقَت أرق ما فيَّ؛ أحلامي، خاطري، راحة بالي وسكون قلبي!!
بعد أن تمر؛ ما الذي سأعيش به وقد بِتُّ على قيد الموت لا الحياة! قيد الألم، القهر، الدمار ... قيد كل شيء عدا الحياة! أي حياة بعد ذلك؟! بالكاد سأقف دون قيام، أمارس طقوس أيامي بحذر، أخطو على مهلٍ عَلَّنِي أصل لنهايتي بهدوء، وأختتم حياتي كفراشة حطَّت على وردة سوداء، وظلت هناك طويلاً، حتى ظنها الجميع نائمة، لكن عندما اقتربوا منها وجدوها وقد قَبَّلت وردتها قُبلة الوداع وصعدت روحها البريئة إلى بارئها.. رحَلَت بنفس الهدوء الذي عاشت به.
حذارِ أن تبكوا موتي أو تَدّعوا حزن فراقي.. رجاءً .. فقد كنتُ أوْلى بهما أثناء حياتي!
#الزهراء_درويش
كتاب #قطوف_من_بستان_قلبي
>>Click here to continue<<