TG Telegram Group & Channel
شيماء هشام سعد | United States America (US)
Create: Update:

من أبلغ مواعظ القرآن وأكثرها ضروريةً للإنسان النَّسَّاء إعادة تصويب تصوره للدنيا، لهذه الحياة التي من طبعها أن تستلبه شيئا فشيئا، فيجيء القرآن ليستنقذه من سطوتها، يقول له وهو يهزُّه:
[إنما مثلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكلُ الناسُ والأنعام]
ماء أنزله الله من السماء فنبتَ به أنواع شتى من النبات يأكل منها الناس والحيوان، حبوب وثمار وعشب وخُضَر وكلأ..

[حتى إذا أخذتْ الأرضُ زُخرُفَها وازَّينَتْ وظنَّ أهلُها أنهم قادرون عليها]
حتى إذا تزخرفت الأرض واكتستْ بهاءً فخلبَت لُبَّ ناظرها، فاغترَّ بها أهلها وظنوا أن هذا الزخرف وهذه الزينة ستدوم لأنها منتهى طلبهم..

[أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس]
أهلكناها فجعلناها خرابًا كأن لم تكنْ بالأمس شيئا..

[كذلك نفصل الآياتِ لقومٍ يتفكَّرون]
كذلك حال الدنيا التي تتزين حتى يغترَّ بها الغافل فيهلك معها، وكذلك نبيّن الآياتِ بتقريب المعاني وضرب الأمثال لمَن يتفكر..

ثم من رحمته أنه -تبارك من ربٍّ رحيمٍ ودود- لا يتركك مع هذه الصورة المفزعة تهرب من الدنيا غيرَ عارفٍ إلى أين تهرب، بل يرشدك إلى الطريق فورًا، هل تصورتَ الصورة وخفتَ فخرجتَ بنفسك من الدنيا؟ تجده يخبرك في وسط هذا الفزع:
[واللهُ يدعو إلى دارِ السلام]
الدارُ التي أنت فيها دار الفقد بعد الحصول، دار الخسارة بعد الامتلاك، دارُ عدمِ استمتاعك بشيء كامل، دارُ عدم الأمن من النوائب والصروف، ومع ذلك تتزين لك، واللهُ -سبحان اللهِ وبحمدِه- يدعوك إلى دار السلام!

قال قتادة: «السلام هو الله، ودارُه الجنة»، وجاء في تفسير البغوي أن السلام بمعنى السلامة، وأن الجنة سُميت دارَ السلام لأن مَن دخلَها سلِمَ من الآفات.
هذه الدنيا التي لا تدوم، والتي تهلِك في لحظة غفلةٍ وهي أشد ما تكون بهاءً، والتي لا يسلم فيها أحد مهما ظن بنفسه وبها، يهربُ الفُطناء منها دون أن ينظروا خلفهم، ويقطعون طريقًا صاعدًا عليه لافتةٌ تُشيرُ إلى أعلى مكتوبٌ عليها: «دارُ السلام».

#تباريح_التراويح

من أبلغ مواعظ القرآن وأكثرها ضروريةً للإنسان النَّسَّاء إعادة تصويب تصوره للدنيا، لهذه الحياة التي من طبعها أن تستلبه شيئا فشيئا، فيجيء القرآن ليستنقذه من سطوتها، يقول له وهو يهزُّه:
[إنما مثلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكلُ الناسُ والأنعام]
ماء أنزله الله من السماء فنبتَ به أنواع شتى من النبات يأكل منها الناس والحيوان، حبوب وثمار وعشب وخُضَر وكلأ..

[حتى إذا أخذتْ الأرضُ زُخرُفَها وازَّينَتْ وظنَّ أهلُها أنهم قادرون عليها]
حتى إذا تزخرفت الأرض واكتستْ بهاءً فخلبَت لُبَّ ناظرها، فاغترَّ بها أهلها وظنوا أن هذا الزخرف وهذه الزينة ستدوم لأنها منتهى طلبهم..

[أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس]
أهلكناها فجعلناها خرابًا كأن لم تكنْ بالأمس شيئا..

[كذلك نفصل الآياتِ لقومٍ يتفكَّرون]
كذلك حال الدنيا التي تتزين حتى يغترَّ بها الغافل فيهلك معها، وكذلك نبيّن الآياتِ بتقريب المعاني وضرب الأمثال لمَن يتفكر..

ثم من رحمته أنه -تبارك من ربٍّ رحيمٍ ودود- لا يتركك مع هذه الصورة المفزعة تهرب من الدنيا غيرَ عارفٍ إلى أين تهرب، بل يرشدك إلى الطريق فورًا، هل تصورتَ الصورة وخفتَ فخرجتَ بنفسك من الدنيا؟ تجده يخبرك في وسط هذا الفزع:
[واللهُ يدعو إلى دارِ السلام]
الدارُ التي أنت فيها دار الفقد بعد الحصول، دار الخسارة بعد الامتلاك، دارُ عدمِ استمتاعك بشيء كامل، دارُ عدم الأمن من النوائب والصروف، ومع ذلك تتزين لك، واللهُ -سبحان اللهِ وبحمدِه- يدعوك إلى دار السلام!

قال قتادة: «السلام هو الله، ودارُه الجنة»، وجاء في تفسير البغوي أن السلام بمعنى السلامة، وأن الجنة سُميت دارَ السلام لأن مَن دخلَها سلِمَ من الآفات.
هذه الدنيا التي لا تدوم، والتي تهلِك في لحظة غفلةٍ وهي أشد ما تكون بهاءً، والتي لا يسلم فيها أحد مهما ظن بنفسه وبها، يهربُ الفُطناء منها دون أن ينظروا خلفهم، ويقطعون طريقًا صاعدًا عليه لافتةٌ تُشيرُ إلى أعلى مكتوبٌ عليها: «دارُ السلام».

#تباريح_التراويح


>>Click here to continue<<

شيماء هشام سعد




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)