#المكوس
الضرائب ليست شرعية، وهي تختلف عن الزكاة، فمصاريف الضرائب ليست فقط لمن يستحقون الزكاة، وكانت تسمى قديماً بالمكوس وهي من المنكرات، فقد جاء في حديث الغامديّة الّتي زنت فرجمها النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم وقال عليه الصّلاة و السّلام ( لقد تابت توبة لو تابها أهل المدينة لوسعتهم )، فهذا يدل على عظيم هذا الذنب وأنه من كبائر الذنوب.
بل كان الولاة الذين يرفعون (يبطلون) المكس عن الناس يمدحون ويذكر هذا في مناقبهم، وفي عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه رفعت المكوس.
جاء في الآثار أن عمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَضَعَ الْمَكْسَ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالْمَكْسِ وَلَكِنَّهُ الْبَخْسُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } وَمَنْ أَتَاكَ بِصَدَقَةٍ فَاقْبَلْهَا مِنْهُ وَمَنْ لَمْ يَأْتِكَ بِهَا فَاَللَّهُ حَسِيبُهُ.
[المدونة، والطبقات الكبرى لابن سعد]
مسألة: هل يجوز التهرب من هذه المكوس؟
هذا من باب التحايل لرفع الظلم عن النفس وهذا أمر مشروع، فيجوز التحايل لرفع الظلم عن النفس، ما دام لا يؤدي الأمر إلى مفسدة أعظم، فهنا دفع المفسدة الأعظم هو المقدم، كأن يترتب على فعله سجن لسنوات طويلة أو غيرها من المفاسد، فهنا لا يفعل هذا.
📚(منقول بالمعنى من شرح عقيدة الرازيين درس 160)📚
عبد الله الخليفي
>>Click here to continue<<