أثر الإخلاص عند المؤمن متعدّي لأبعاد كثيرة؛ فالإخلاص في أخذ القُرآن يتبعه توفيق لهذا الطريق، وكم من شخص أقبل على كتاب ربّه ولكنّه لم يُوفق لأخذه ولم يُفتح له فتحًا يجده في علمه وعمله، ولو لحظ وفتّش عن السبب لوجد أنّ في قلبه شيءٌ من محبطات العمل، لربما وجد أنّه ابتغى بهذا القرآن الظهور والمُنافسة على الأقران، ولربّما وجد أنّه ابتغى بذلك تلميع الصّورة ونيل الشهادة وظهور اسمه في المجامع والمحافل، حتى وإن حصل لهُ كلّ ذلك فإنّ القرآن عزيز.. والله يعلم عن الذي انطوى بقلبه معنى الصّدق ومن الذي يأخذ كتابه لأجل الدنيا والسّمعة، المُخلص يجد بالقرآن أدواء قلبِه وشفاء روحه، يجد مع كلّ آية يمر عليها هداية يهتدي إليها، وفي كل مرة يجد بالقرآن شيئاً ما يفتح لهُ آفاقًا من الفهم ويوسّع لهُ في مداركه، المُخلص يوفقه الله توفيقًا بالحفظ وتوفيقًا في الفهم، وتوفيقًا في الأخذ، ويطرح له البركة في الوقت وفي العقل، ومن توفيق الله أن يُوفقه في فهم المسألة ويُعلّمه بلا جهدٍ منه ولا كُلفة!

- المُخلص في الطلب تنقطع عنه الوساوس والشكوك، تزول عنه الاضطرابات والقلق، قلق الوصول إلى المعالي لا يُذهبه سوى الإخلاص والخلاص من ملاحظة أعين النّاس، وهذا من إحسان الله للمُخلص؛ أن يرفع عنه كل غمّة بنفسه تعيق عنه الوصول..

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ووفقنا ربنا برحمتك لما تحب وترضى..

✍️ ياسمين العنزي