هكذا كان سلف الأمة يتعاملون مع المسائل الخلافية.
ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري مسألة استدامة الطيب في قضية الإحرام،فذكر الخلاف بين ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما
فكان ابن عمر لايرى استدامة الطيب الى ما بعد الإحرام وكانت عائشة رضي الله عنها ترى أنه لابأس أن يتطيب ويستديم الطيب إلى ما بعد الإحرام مادام في جسم المحرم
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
قَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: لَا بَأْسَ بِأَنْ يَمَسَّ الطِّيبَ عِنْدَ الْإِحْرَامِ. قَالَ: فَدَعَوْتُ رَجُلًا وَأَنَا جَالِسٌ بِجَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْهَا وَقَدْ عَلِمْتُ قَوْلَهَا، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْمَعَهُ أَبِي، فَجَاءَنِي رَسُولِي فَقَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَا بَأْسَ بِالطِّيبِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ، فَأَصِبْ مَا بَدَا لَكَ. قَالَ: فَسَكَتَ ابْنُ عُمَرَ.
وَكَذَا كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يُخَالِفُ أَبَاهُ وَجَدَّهُ فِي ذَلِكَ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ عُمَرَ فِي الطِّيبِ ثُمَّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ سَالِمٌ: سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ.
قال الحافظ معلقا :"وَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الْمَفْزَعَ فِي النَّوَازِلِ إِلَى السُّنَنِ، وَأَنَّهُ مُسْتَغْنًى بِهَا عَنْ آرَاءِ الرِّجَالِ، وَفِيهَا الْمَقْنَعُ."……….
وفي الآثار فوائد.
١- تعظيم السلف للسنة وعدم تقديم قول أحد عليها.
٢- طريقة عرض الطالب المسألة على شيخه أو والده بكل أدب واحترام.
٣-احترام السلف بعضهم لبعض.
٤- علو منزلة عائشة رضي الله عنها عند الصحابة .
٥- دقيق وعظم فقه عائشة رضي الله عنها.
٦- استحباب التطيب قبل الإحرام ، ولايضر استدامة أثره على شعر او جسد المحرم.
>>Click here to continue<<