تقدم أحد زملائي للتعيين في قسم اللغة العربية فرفض الأستاذ
الأفغاني تعيينه ، لأنه لم يكن مقتنعاً بصحة تعيينه لعدم انطباق الشروط
المطلوبة عليه ، واستطاع ذلك الزميل أن يلفّ ويدور ، فصدر قرارُ تعيينه،
واستقبلناه في قسم اللغة العربية ، وكانت علاقته بالأستاذ علاقة طبيعية
قائمة على المودة والاحترام .
وفي ظروف عصيبة مزَت بها البلاد فوجئنا في القسم بتسريج ذلك
الزميل وفصله من العمل ، ولم يكن له مورد غير مرتّبه الجامعي ، وكانت
عنده زوجة وأولاد . لم يمض على تسريحه يومان حتى طرق الأستاذ
الأفغاني بابه ، ولم يكن زاره في حياته ، وجاءه مُطمئناً له ألا يفلق على
الرزق ، وعرض عليه أن يقاسمه مرتبه الجامعي شهرياً حتى يجد عملاً
جديداً يستريج إليه في داخل الفطر أو خارجه.
لقد زرت ذلك الزميل بعد خروج الاْستاذ الأفغاني من عنده ،
فحدثني بما جرى والدمع يملاْ عينه وهو يقول : "والله يا مازن ما كنت أظن
اْن هذا الرجل الصلب يملك مثل هذا القلب الرقيق "
📗| سعيد الأفغاني
- مازن المبارك.
>>Click here to continue<<