(من السيد عثمان إلى حبيبته بالا)
عفواً بالا
قد تشغلني أمور القبيلة ، لكن قلبي يطوف حول خيمتك كل مساء، وقد تلهيني مهمات الحرب، لكنني أعشق الحرب التي أخوضها لأجلك أنتِ.
أحبك يا بالا بقلب محارب تركي انتصر في كل المعارك وهُزم أمام عينيك بلا حرب.
أحبك -يا ابنة الدرويش- بروح عاشق صوفي يرتل حبكِ في أرجاء القبيلة وعلى ضفاف النهر.
أحبك كما يحب السيد قبيلته،ويحب القائد جيشه ، ويحب الشهيد التضحية في سبيل الله.
بالا..
إن قوة الرجل في الحرب،تأتي من قوته في الحب، وقوته في الحب تأتي من مكانة من يحب،فنحن لا نحارب العدو بسيوفنا وإنما بقلوبنا حين تمتلئ حقداً عليه.
والشجاع لا ينتصر بقوة معصمه وإنما بقوة إيمانه بقضيته، وحين يتسلل العشق لقلب محارب مثلي فإنه يقاتل بروحين متماسكتين وسيف واحد.
بالا..
الحب معركة لا تختلف عن الحرب، فيها مخاطرة، وتضحية، وتنتهي بخسارة أو انتصار، لكنها معركة أصعب لا تعتمد على كثرة الجنود ولا قلتهم.. نخوضها بمفردنا من الداخل دون أن يشاركنا أحد.
معركة أنت فيها الطرفان،بقلبك تحارب قلبكَ، وبروحك تقاتل روحك، فإن انتصر أحدهما انتصرت، وإن هُزم هزمتَ مرتين.
في الحرب -يا بالا- تجد من يطبطب عليكَ إذا جُرحت، لكن في الحب تقتلنا الجراحات الصغيرة، ونموت من الداخل ونحن على قيد الحياة.
ستنتهي الحرب غداً يا بالا وسنحمل أسلحتنا للصيد بدل الحرب، ونمتطي خيولنا للسباق بدل الغزو، وننصب خيمتنا على أوتاد الحب، ونزرع الورد بدل الضحايا.. ستنتهي الحرب وتنتصر قبيلتنا لا محالة، لأن قضيتنا واضحة الملامح، وحربنا صادقة الهدف..
ستنتهي الحرب غدا يا بالا حين تنتهي قضيتنا بالنصر، أما الحرب التي لا تحمل أي قضية فهي تطول كثيراً ولا تنتهي إلا بخسارة الطرفين.
عثمان
>>Click here to continue<<