TG Telegram Group & Channel
اقرأ📚- التاريخ | United States America (US)
Create: Update:

*قصة الأندلس من الفتح حتى السقوط*
الحلقة (107)
*عصر الموحدين*

*دولة الموحدين في الأندلس*

*سقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين*

متابعةً للأحداث بصورة متسلسلة فقد كان لسقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين في عام (541هـ= 1146م) ومقتل ما يربو على الثمانين ألف مسلم في بلاد الأندلس؛ نتيجة الحروب بينهما - كان لهذه الأحداث العظام تداعيات خطيرة على كلِّ بلاد المغرب العربي والأندلس، وما يهمُّنَا هنا هو ما حدث في الأندلس، فكان كما يلي:

*سقوط ألمرية*

بعد قيام دولة الموحدين بعام واحد وفي سنة (542هـ= 1147م) سقطت ألمرية في أيدي النصارى، وهي تقع على ساحل البحر المتوسط في جنوب الأندلس؛ أي: هي بعيدة جدًّا عن ممالك النصارى، لكنها سقطت عن طريق البحر بمساعدة فرنسا.. وفي ألمرية استُشْهِدَ آلافٌ من المسلمين، وسُبِيَتْ أكثر من أربعة عشر ألف فتاة مسلمة[1]، وفي هذا يقول المقري التلمساني: «وأُحْصِيَ عدد من سُبِيَ من أبكارها فكان أربعة عشر ألفًا»[2].

*سقوط طرطوشة ولاردة*

بعد ذلك -أيضًا- بعام واحد وفي سنة (543هـ= 1148م) سقطت طرطوشة ثم لارِدَة في أيدي النصارى، وهما في مملكة سرقسطة التي تقع في الشمال الشرقي، والتي كان قد حَرَّرها المرابطون قبل ذلك[3].

*توسع مملكة البرتغال*

وفي العام نفسه -أيضًا- توسَّعت مملكة البرتغال في الجنوب، وكانت من أشدِّ الممالك ضراوة وحربًا على المسلمين[4].

*احتلال النصارى تونس*

بدأ النصارى يتخطَّوْن حدود الأندلس ويُهاجمون بلاد المغرب العربي، فاحْتُلَّت تونس في السنة ذاتها -أيضًا- من قِبل النصارى، وهي خارج بلاد الأندلس[5].

ولقد كانت مثل هذه التداعيات شيئًا متوقَّعًا نتيجة الفتنة الكبيرة، والحروب التي دارت بين المسلمين في بلاد المغرب العربي.

*انجازات عبد المؤمن بن علي في المغرب*

*دولة الموحدين في الأندلس*
كان عبد المؤمن بن علي صاحب شخصية قوية، وصاحب فكر سياسي عالٍ؛ فبدأ وبطريقة عملية منظمة وشديدة في تأسيس وبناء دولته الفتيَّة الناشئة؛ فعمل على ما يلي:

*إنشاء المساجد والمدارس*

أنشأ الكثير من المدارس والمساجد، واهتم غاية الاهتمام بالتعليم والتثقيف، وكان –كما يقول عبد الواحد المراكشي- «مُؤْثِرًا لأهل العلم محبًّا لهم، محسنًا إليهم، يستدعيهم من البلاد إلى الكون عنده والجوار بحضرته، ويُجري عليهم الأرزاق الواسعة، ويُظهر التنويه بهم، والإعظام لهم، وقسَّم الطلبة طائفتين طلبة الموحدين وطلبة الحضر، هذا بعد أن تسمَّى المصامدة بالموحدين؛ لتسمية ابن تومرت لهم بذلك؛ لأجل خوضهم في علم الاعتقاد، الذي لم يكن أحد من أهل ذلك الزمان في تلك الجهة يخوض في شيء منه»[6].

*إقران الخدمة العسكرية بالعلوم التثقيفية*

عمل عبد المؤمن بن عليٍّ على إقران الخدمة العسكريَّة بالعلوم التثقيفية، وأنشأ معسكرًا بقصره لتدريس وتعليم وتخريج رجال السياسة والحُكم، وكان يمتحن الطلاب بنفسه، فأنشأ جيلاً فريدًا من قوَّاد الحروب والسياسيين البارعين في دولة الموحدين، وكان يُدَرِّبهم على كل فنون الحرب؛ حتى إنه أنشأ بحيرة صناعية كبيرة في بلاد المغرب لتعليم الناس كيف يتقاتلون في الماء، وكيف تكون الحروب البحرية، وكان -أيضًا- يختبر المقاتلين الموحدين بنفسه[7].

*إنشاء مصانع للأسلحة*

أقام مصانع ومخازن ضخمة وكثيرة للأسلحة؛ ليستعدَّ بذلك لحرب الصليبيين في الأندلس[8].

*إعمال السيف في رقاب المخالفين*

لكن هذا لم يكن ليغضَّ الطرف عن كون عبد المؤمن بن عليٍّ ذا فرديَّة في نظام الحُكم والإدارة؛ أي أنه كان -بِلُغَة العصر- حاكمًا ديكتاتورِيًّا، فرديَّ الرأي لا يأخذ بالشورى، ولقد كان سَفَّاكًا للدماء، حتى أحصى له مؤرخ العهد الشهير بـ «البيذق» أكثر من ثلاثين ألف قتيل بدأ بها عهده لنشر الرعب وتثبيت أقدام الدولة بالسيف[9].

بل لما سُرق من تاجر بعض ماله، جمع عبد المؤمن أشياخ القبيلة التي وقع فيها السرقة، فأخرج للتاجر ماله منهم، ثم أمر بقتل الجميع «فأقبلوا يتضرَّعون ويبكون، وقالوا: تؤاخذ -سيدنا- الصلحاء بالمفسدين؟ فقال: يُخرج كلُّ طائفة منكم مَنْ فيها من المفسدين. فصار الرجل يُخرج ولده، وأخاه، وابن عمه، إلى أن اجتمع نحو مائة نفسٍ، فأمر أهلهم أن يَتَوَلَّوْا قتلهم، ففعلوا. فخرجتُ (والكلام للتاجر) من المغرب إلى صقلِّية خوفًا على نفسي من أهل المقتولين»[10].

وكان يتمثل ببيت الشعر الذي يقول: [البسيط]

وَحَكِّمِ السَّيْفَ لا تَعْبَأْ بِعَاقِبَةٍ *** وَخَلِّهَا سِيرَةً تَبْقَى عَلَى الْحِقَبِ

فَمَا تُنَالُ بِغَيْرِ السَّيْفِ مَنْزِلَةٌ *** وَلا تُرَدُّ صُدُورُ الْخَيْلِ بِالْكُتُبِ[11]

*قصة الأندلس من الفتح حتى السقوط*
الحلقة (107)
*عصر الموحدين*

*دولة الموحدين في الأندلس*

*سقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين*

متابعةً للأحداث بصورة متسلسلة فقد كان لسقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين في عام (541هـ= 1146م) ومقتل ما يربو على الثمانين ألف مسلم في بلاد الأندلس؛ نتيجة الحروب بينهما - كان لهذه الأحداث العظام تداعيات خطيرة على كلِّ بلاد المغرب العربي والأندلس، وما يهمُّنَا هنا هو ما حدث في الأندلس، فكان كما يلي:

*سقوط ألمرية*

بعد قيام دولة الموحدين بعام واحد وفي سنة (542هـ= 1147م) سقطت ألمرية في أيدي النصارى، وهي تقع على ساحل البحر المتوسط في جنوب الأندلس؛ أي: هي بعيدة جدًّا عن ممالك النصارى، لكنها سقطت عن طريق البحر بمساعدة فرنسا.. وفي ألمرية استُشْهِدَ آلافٌ من المسلمين، وسُبِيَتْ أكثر من أربعة عشر ألف فتاة مسلمة[1]، وفي هذا يقول المقري التلمساني: «وأُحْصِيَ عدد من سُبِيَ من أبكارها فكان أربعة عشر ألفًا»[2].

*سقوط طرطوشة ولاردة*

بعد ذلك -أيضًا- بعام واحد وفي سنة (543هـ= 1148م) سقطت طرطوشة ثم لارِدَة في أيدي النصارى، وهما في مملكة سرقسطة التي تقع في الشمال الشرقي، والتي كان قد حَرَّرها المرابطون قبل ذلك[3].

*توسع مملكة البرتغال*

وفي العام نفسه -أيضًا- توسَّعت مملكة البرتغال في الجنوب، وكانت من أشدِّ الممالك ضراوة وحربًا على المسلمين[4].

*احتلال النصارى تونس*

بدأ النصارى يتخطَّوْن حدود الأندلس ويُهاجمون بلاد المغرب العربي، فاحْتُلَّت تونس في السنة ذاتها -أيضًا- من قِبل النصارى، وهي خارج بلاد الأندلس[5].

ولقد كانت مثل هذه التداعيات شيئًا متوقَّعًا نتيجة الفتنة الكبيرة، والحروب التي دارت بين المسلمين في بلاد المغرب العربي.

*انجازات عبد المؤمن بن علي في المغرب*

*دولة الموحدين في الأندلس*
كان عبد المؤمن بن علي صاحب شخصية قوية، وصاحب فكر سياسي عالٍ؛ فبدأ وبطريقة عملية منظمة وشديدة في تأسيس وبناء دولته الفتيَّة الناشئة؛ فعمل على ما يلي:

*إنشاء المساجد والمدارس*

أنشأ الكثير من المدارس والمساجد، واهتم غاية الاهتمام بالتعليم والتثقيف، وكان –كما يقول عبد الواحد المراكشي- «مُؤْثِرًا لأهل العلم محبًّا لهم، محسنًا إليهم، يستدعيهم من البلاد إلى الكون عنده والجوار بحضرته، ويُجري عليهم الأرزاق الواسعة، ويُظهر التنويه بهم، والإعظام لهم، وقسَّم الطلبة طائفتين طلبة الموحدين وطلبة الحضر، هذا بعد أن تسمَّى المصامدة بالموحدين؛ لتسمية ابن تومرت لهم بذلك؛ لأجل خوضهم في علم الاعتقاد، الذي لم يكن أحد من أهل ذلك الزمان في تلك الجهة يخوض في شيء منه»[6].

*إقران الخدمة العسكرية بالعلوم التثقيفية*

عمل عبد المؤمن بن عليٍّ على إقران الخدمة العسكريَّة بالعلوم التثقيفية، وأنشأ معسكرًا بقصره لتدريس وتعليم وتخريج رجال السياسة والحُكم، وكان يمتحن الطلاب بنفسه، فأنشأ جيلاً فريدًا من قوَّاد الحروب والسياسيين البارعين في دولة الموحدين، وكان يُدَرِّبهم على كل فنون الحرب؛ حتى إنه أنشأ بحيرة صناعية كبيرة في بلاد المغرب لتعليم الناس كيف يتقاتلون في الماء، وكيف تكون الحروب البحرية، وكان -أيضًا- يختبر المقاتلين الموحدين بنفسه[7].

*إنشاء مصانع للأسلحة*

أقام مصانع ومخازن ضخمة وكثيرة للأسلحة؛ ليستعدَّ بذلك لحرب الصليبيين في الأندلس[8].

*إعمال السيف في رقاب المخالفين*

لكن هذا لم يكن ليغضَّ الطرف عن كون عبد المؤمن بن عليٍّ ذا فرديَّة في نظام الحُكم والإدارة؛ أي أنه كان -بِلُغَة العصر- حاكمًا ديكتاتورِيًّا، فرديَّ الرأي لا يأخذ بالشورى، ولقد كان سَفَّاكًا للدماء، حتى أحصى له مؤرخ العهد الشهير بـ «البيذق» أكثر من ثلاثين ألف قتيل بدأ بها عهده لنشر الرعب وتثبيت أقدام الدولة بالسيف[9].

بل لما سُرق من تاجر بعض ماله، جمع عبد المؤمن أشياخ القبيلة التي وقع فيها السرقة، فأخرج للتاجر ماله منهم، ثم أمر بقتل الجميع «فأقبلوا يتضرَّعون ويبكون، وقالوا: تؤاخذ -سيدنا- الصلحاء بالمفسدين؟ فقال: يُخرج كلُّ طائفة منكم مَنْ فيها من المفسدين. فصار الرجل يُخرج ولده، وأخاه، وابن عمه، إلى أن اجتمع نحو مائة نفسٍ، فأمر أهلهم أن يَتَوَلَّوْا قتلهم، ففعلوا. فخرجتُ (والكلام للتاجر) من المغرب إلى صقلِّية خوفًا على نفسي من أهل المقتولين»[10].

وكان يتمثل ببيت الشعر الذي يقول: [البسيط]

وَحَكِّمِ السَّيْفَ لا تَعْبَأْ بِعَاقِبَةٍ *** وَخَلِّهَا سِيرَةً تَبْقَى عَلَى الْحِقَبِ

فَمَا تُنَالُ بِغَيْرِ السَّيْفِ مَنْزِلَةٌ *** وَلا تُرَدُّ صُدُورُ الْخَيْلِ بِالْكُتُبِ[11]


>>Click here to continue<<

اقرأ📚- التاريخ






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)