💦 ️الإعجاز القرآني بالصوَر Webview Telegram

الجمادات لها إرادات وأفعال وأقوال لا يدركها البشر:

قال الشنقيطي رحمه الله:

الله تعالى يعلم للجمادات إراداتٍ وأفعالًا وأقوالًا لا يدركها الخلق، كما صرَّح تعالى بأنه يعلم من ذلك ما لا يعلمه خلقه في قوله ﷻ: ﴿وَإِنْ مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلكِن لا تَفقَهونَ تَسبيحَهُم﴾. [الإسراء: ٤٤]، فصرَّح بأننا لا نفقه تسبيحهم، وتسبيحهم واقعٌ عن إرادةٍ لهم يعلمها هو ﷻ، ونحن لا نعلمها، وأمثال ذلك كثيرةٌ في القرآن والسنة.

فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنهُ الأَنهارُ وَإِنَّ مِنها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَإِنَّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ الله﴾ [البقرة: ٧٤]، فتصريحه تعالى بأن بعض الحجارة يهبط من خشية الله دليلٌ واضحٌ في ذلك؛ لأن تلك الخشية بإدراكٍ يعلمه الله ونحن لا نعلمه.

وقوله تعالى: ﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢]، فتصريحه ﷻ بأن السماء والأرض والجبال أبت وأشفقت، أي: خافت، دليلٌ على أن ذلك واقعٌ بإرادةٍ وإدراكٍ يعلمه هو ﷻ ونحن لا نعلمه.

ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «إني لَأعرف حجرًا كان يُسلِّم عليَّ بمكة»، وما ثبت في صحيح البخاري من حنين الجذع الذي كان يخطب عليه ﷺ جزعًا لفراقه، فتسليم ذلك الحجر وحنين ذلك الجذع كلاهما بإرادةٍ وإدراكٍ يعلمه الله ونحن لا نعلمه، كما صرَّح بمثله في قوله: ﴿وَلكِن لا تَفقَهونَ تَسبيحَهُم﴾ [الإسراء: ٤٤].

وزعْمُ من لا علم عنده أن هذه الأمور لا حقيقة لها وإنما هي ضرب أمثالٍ، زعْمٌ باطلٌ؛ لأن نصوص الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن معناها الواضح المُتبادَر إلا بدليلٍ يجب الرجوع إليه.

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (٣ / ٣٣٩).

#فوائد_تفسيرية

7.0K viewsنور العلم بالله 🤍, 05:09