«إنَّهُ قدِ انقطعَ الوحيُ وتمَّ الدِّينُ أينقصُ وأنا حيٌّ؟!»
قالها أبو بكر الصديق -رضي اللّٰه عنه- وقد ارتدت العرب ومنعوا الزكاة ..
قالها أبو بكر الصديق -رضي اللّٰه عنه- وقد حمل علىٰ عاتقه إيقاف هذه الفتنة رافعًا شعار "واللَّهِ لو مَنعوني عَناقًا كانوا يُؤدُّونَها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، لقاتَلتُهُم على مَنعِها" ..
قالها أبو بكر الصديق -رضي اللّٰه عنه- وقد بكَّت عمر بن الخطاب علىٰ تغليبه الرفق في هذا الموقف بقولٍ شديد "أجبَّارٌ في الجاهليَّةِ وخوَّارٌ في الإسلام؟!" ..
قالها أبو بكر الصديق -رضي اللّٰه عنه- وقد صدَّقها العمل فردَّ اللّٰه به جزيرة العرب إلىٰ حياض الإسلام ..
قد انقطع الوحي من السماء .. لكن مرجعية الوحي لم تنقطع من نفوسهم!
قد انقطع الوحي من السماء .. لكن تعظيم الوحي لم ينقطع من قلوبهم!
قد انقطع الوحي من السماء .. لكنه أنبت رجالًا يحبون الموت في سبيل تحكيمه كما يحب أعداؤهم الحياة!
أينقصُ الدين وأنا حيٌّ؟!
صرخةٌ مُدوِّيةٌ خرجت من المدينة لتنذر العالم بحربٍ لا قبل له بها!
صيحةٌ عارمةٌ انطلقت من المدينة لتخبر أكبر إمبراطوريات الأرض بأنها علىٰ موعدٍ قريبٍ من الزوال!
جملةٌ ثقيلةٌ أُلقيت من المدينة لتُؤَاذِن جزيرة العرب بهيمنة الإسلام عليها رغم أنف الحاقدين وكيد الكائدين وتربُّص أعداء الدين!
رسالةٌ شديدة اللهجة أُرسلت من المدينة لتُنبئ أعداء الدين بأن محمدًا ﷺ قد مات ولكنه خلَّف وراءه أسودًا لا يعبدون محمدًا ﷺ ولا يبغون سوىٰ إقامة دين ربِّ محمدٍ ﷻ!
كانت الحرب علىٰ الإسلام وقتئذٍ من قِبل المرتدين ومدَّعي النبوة ومانعي الزكاة ..
والحرب علىٰ الإسلام اليوم من كل حدبٍ وصوب!
كانت الحرب علىٰ الإسلام وقتئذٍ تتصدىٰ لها جيوشٌ جرَّارة من خِيرة صحابة رسول اللّٰه ﷺ ..
والحرب علىٰ الإسلام اليوم تتصدىٰ لها ثلةٌ من العاملين المخلصين الباذلين لنُصرة هذا الدين!
كانت الحرب علىٰ الإسلام وقتئذٍ تجد لها صدِّيقًا يُعلن النفير العام بكلمةٍ جلجلت في سماء جزيرة العرب واقشعرت لها جلود الصحابة وقلوبهم (أينقص الدين وأنا حي؟!) ..
والحرب علىٰ الإسلام اليوم تستنصر شباب وبنات الأمة ليفيقوا من غفلتهم ويدركوا أن دينهم ينقص وأمتهم تُنتقص!
أنكون نحن جنود المعركة في سبات؟!
أنكون نحن أهل النِزال غارقين في التفاهات؟!
أنكون نحن أصحاب الحق مُعرضين عن حكم اللّٰه كالمنافقين والمنافقات؟!
أنكون نحن أبناء الأمة موليين الأدبار تاركين أمتنا في ساحة القتال تتجرَّع الويلات؟!
أنكون نحن عبد اللّٰه بن أبي بن سلول فنعود بجيوش الأمة تاركين ثُلةً صادقةً أبت الالتفات؟!
أنكون نحن مَن خالف أمر النبي ﷺ وبرح ثغره فتسبب للأمة في الهزيمة والخَسارات؟!
أنكون نحن أبناء عاقِّين لهؤلاء الصحابة ولا نرقب قولهم فينقص الدين ونحن أحياء .. لا واللّٰه بل أموات!
فإن الدين لو نقص ولم نحرك ساكنًا فاعلم أننا لسنا أحياء!!
#معجم_مفاهيم_الصحابة
•شباب الأمة || أم مسلم
>>Click here to continue<<