*سحور جاري*
يقول صاحب القصة
انا رجل لا اتناول الافطار مع زوجتي كل الأيام بسبب ظروف عملي كمنهدس في شركة، احيانا أفطر مع أصحابي، ولذلك كنت احب ان أعوضها في السحور وأجعله سحورا مُميزا...رزقني الله بالزوجة التي كنت أحبها، ورزقني الله أطفالا منها وتمكنا بفضل الله أن نعلمهم ونربيهم تربية صالحة ، كان أكبر اطفالي بالصف السادس الابتدائي اسمه « كريم » كنت طوال الوقت اقول له أنا احب اسمك، حاول أن تكون علي معني هذا الاسم كن دائما أهل كرم، وجاء أحد أيام رمضان، ارسلت كريم للسوبر ماركت ليشتري لنا بعض السحور مكون من لانشون وبيض وجبنة، انتظرنا الوقت فتأخر في الحضور وجدته يدخل المنزل ولا يوجد شيء معه . فسألته اين طعام السحور فقال لقد وقع مني
وأثناء ذلك أرادت زوجتي أن تتدخل وتنهره ولكن قلت لها من المؤكد أنه وقع بدون إرادته ..سوف اشترى انا السحور ونزلت بالفعل ولكن وأنا اصعد البيت سمعت جاري الجديد يقول لزوجته:
« لقد كنت منذ قليل تقولي لي ماذا سنأكل فى السحور لا يوجد طعام ولا نقود لاني أنفقت مالنا علي علاجك هاهو الله قد أرسل إلينا السحور ارسل الينا بيض وجبنة ولانشون! »
وقفت مندهشا وقلت لنفسي أنه نفس السحور الذي ارسلت كريم ليشتريه؟ فحين صعدت للبيت أمسكت بكريم وقلت له اخبرني ماذا فعلت بالسحور انه لم يقع منك ..أخبرني بالحقيقة ولن افعل لك شيء ...واصدقني القول ..وقف مندهشا وسكت قليلا ونظر الي وقال:
جارنا الجديد حالته المادية ليست جيده وليست كحالتنا الجيدة ، وهو ليس موظف مثلك يا ابي وزوجته مريضة منذ مدة وواضح أنهم انفقوا مالهم علي العلاج لاني سمعتهم يتحدثون أنه لا يوجد سحور لديهم ولا توجد نقود ليشتروا بها أي طعام وسمعتها كانت تبكي وتتمني أن تموت حتي لا تكون عبئا عليه فطرقت الباب وخرج لي الرجل وقلت له بابتسامه أننا جيرانكم ونقوم بتوزيع سحور علي الجيران ..فتركته. وذهبت ، فقبلني الرجل وشكرني وكان سعيدا ..وأنا أسف لك يا ابي لاني لم اخبرك لانك علمتني ان اعمال الخير لا نخبر بها أحد وتكون في السر.
وقلت لي ان الصدقه من أحب الأعمال إلى الله وخاصة التي تكون في الخفاء.
نظرت له والي والدته وحمدت الله أن لنا أبناء مثل ذلك ورغم أنني اقوم بتجهيز اختي للزواج. الا أنني نويت لله إن جارنا سيكون له نصيب من رزق الله لنا
فى اليوم التالي اخذت الأولاد والفطار ودخلنا عليهم واخبرته أنه كيف يكون لنا جار جديد فى العمارة ولا نقوم بواجب الضيافه معه...يجب أن يكون لنا نصيب معكم في الإفطار وادخلنا الرجل وهو فى احراج شديد وعندما شاهد كريم فهم معني الزيارة ..
وما كان علي المائدة سوي طبق واحد وماء فقط ..
جلسنا جميعا وفتحنا ما معنا من وجبات وبدانا الافطار سويا ..وحين وجدت فى عينيه نظرة الانكسار والحزن قلت له...
« الناس للناس، إني أنا أخوك فلا تبتئس، اليوم أنت تستند عليً وغدا انا أسند عليك، وربنا يشفي زوجتك »
وجدته قام من مكانه وحضنني وجلس يبكي بطريقة لمست قلبي، كلنا بكينا لاجلهم ...انتهينا من الافطار وبعثت له وجبه السحور ...وفى اليوم التالي فى العمل وجدت مفاجأة
والله وجدت ترقية من مديري ومن فرحتي اتصلت بزوجتي وأخبرتها بالترقيه فقالت لي ....
« هذا نصيبهم من رزقك ياابوكريم
ومن يومها وهما لهم نصيب معنا، نقوم بالافطار سويا والسحور سويا وكلمت المدير حتي يقوم بتوظيف جارنا فوافق وكنت معه كاصدقاء او إخوة أشقاء ولم تفارق بعضنا ...وتيسرت حالته حتي جاء يوم زفاف اختي التي كنت أقوم بتجهيزه
كانت امي تطلب مني مبلغ لتقوم بشراء ما يلزم ابنتها فى الصباح وكنت في حيرة من أمري ولم أدبر المبلغ لها ولكن فجأة وجدت جارى يدس في جيبي مبلغ من المال وحين نظرت له قال لي : الناس للناس ياجاري!
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
>>Click here to continue<<