TG Telegram Group & Channel
فقه التاريخ | United States America (US)
Create: Update:

سندفع الثمن
{المستعصم بالله وسقوط بغداد }

كانت بغداد في ذلك الوقت من أشد مدن الأرض حصانة.. وكانت أسوارها من أقوى الأسوار.. فهي عاصمة الخلافة الإسلامية لأكثر من خمسة قرون، وأنفق على تحصينها مبالغ طائلة وجهود هائلة..
فمن كان على رأس الدولة في الخلافة العباسية في ذلك الوقت؟
إنه الخليفة المستعصم بالله العباسي..
الخليفة السابع والثلاثون والأخير من خلفاء بني العباس في بغداد..
إنه المستعصم بالله.. اسم كبير المستعصم بالله.. ولقب كبير أيضًا: خليفة المسلمين..
ولكن أين مقومات الخلافة في “المستعصم بالله”؟..
لقد كان الخليفة المستعصم صالحا في ذاته.. كان رجلا طيبا.. لكنه افتقر إلى أمور لا يصح أن يفتقر إليها حاكم مسلم..
– لقد افتقر إلى القدرة على إدارة الأمور والأزمات.. افتقر إلى كفاءة القيادة..
– افتقر إلى علو الهمة، والأمل في سيادة الأرض والنصر على الأعداء، ونشر دين الله..
– افتقر إلى الشجاعة التي تمكنه من أخذ قرار الحرب في الوقت المناسب..
– افتقر إلى القدرة على تجميع الصفوف، وتوحيد القلوب، ونبذ الفرقة، ورفع راية الوحدة الإسلامية..
– افتقر إلى حسن اختيار أعوانه، فتجمعت من حوله بطانة السوء.. الوزراء يسرقون, والشرطة يظلمون, وقواد الجيش متخاذلون..!!
– افتقر إلى محاربة الفساد، فعم الفساد وطغى.. وكثرت الاختلاسات من أموال الدولة، وعمت الرشاوى، وطغت الوساطة.. وانتشرت أماكن اللهو ولفساد والمجون.. بل وأعلن عنها صراحة !! ودعي إليها على رءوس الأشهاد!!
نعم كان الخليفة محسنًا في أداء شعائر الدين من صلاة وصيام وزكاة.. نعم كان لسانه نظيفًا.. وكان محبًا للفقراء والعلماء.. وكل ذلك جميل في مسؤوليته أمام نفسه، لكن أين مسؤوليته أمام مجتمعه وأمته؟
لقد ضعف الخليفة تمامًا عن حمل مسؤولية الشعب..
لقد كان باستطاعة الخليفة أن يدبر من داخل العراق مائة وعشرين ألف فارس فضلًا عن المشاة والمتطوعين.. وكان الجيش التتري المحاصر لبغداد مائتي ألف مقاتل، وكان هناك أمل كبير في رد الغزاة، لكن الخليفة كان مهزوما من داخله.. وكان فاقدًا للروح التي تمكنه من المقاومة، كما أنه لم يربّ شعبه على الجهاد، ولم يعلمهم فنون القتال..
وإلا.. فأين معسكرات التدريب التي تعد شباب الأمة ليوم كيوم التتار؟!
أين الاهتمام بالسباحة والرماية وركوب الخيل؟!
أين التجهيز المعنوي للأمة لتعيش حياة الجد والنضال؟!
لقد حكم هذا الخليفة بلاده ما يقرب من ستة عشر عامًا.. إنه لم يفاجأ بالحكم.. ولم يأته الأمر على عجل..
لقد رُبّي ليكون خليفة، وتولى الحكم وهو في سن الحادية والثلاثين.. وكان شابا ناضجا واعيا.. وأعطي الفرصة كاملة لإدارة البلاد.. وظل في كرسي حكمه ستة عشر عامًا كاملة.. فإن كان كفئًا فكان عليه أن يعد العدة، ويقوي من شأن البلاد، ويرفع من هيبتها، ويعلي من شأنها، ويجهز جيشها، ويعز رأيها.. وإن كان غير ذلك فكان عليه ـ إن كان صادقا ـ أن يتنحى عن الحكم.. ويترك الأمر لمن يستطيع.. فهذه ليست مسؤولية أسرة أو قبيلة.. إنما هي مسؤولية أمة.. وأمة عظيمة كبيرة جليلة.. أمة هي خير أمة أخرجت للناس..
لكن الخليفة لم يفعل أيًا من الأمرين.. لا هو قام بالإعداد، ولا هو قام بالتنحي.. فكان لابد أن يدفع الثمن، وكان لابد لشعبه الذي رضي به أن يدفع الثمن معه..
وعلى قدر عظم الأمانة التي ضاعت، سيكون الثمن الذي يدفعه الخليفة ومعه الشعب..
والبلاد لم يكن ينقصها المال اللازم لشراء السلاح أو تصنيعه، بل كانت خزائن الدولة ملأى بالسلاح، لكنه إما سلاح قديم بال أكل عليه الدهر وشرب، وإما سلاح جديد عظيم لم يستخدم من قبل.. ولكن – للأسف الشديد – لم يتدرب عليه أحد..
والنتيجة: جيش الخلافة العباسية جيش هزيل ضعيف، لا يصلح أن يكون جيشا لإمارة صغيرة، فضلا عن خلافة عظيمة..
كان هذا شأن الخليفة في بغداد قبيل السقوط في أيدي التتار. الذين قتلوه رفساً بالأقدام بعد ما سلبوه خزائن الدولة العباسية التي جمعها العباسيون من مئات السنين في ليله واحدة .
@historymodern

سندفع الثمن
{المستعصم بالله وسقوط بغداد }

كانت بغداد في ذلك الوقت من أشد مدن الأرض حصانة.. وكانت أسوارها من أقوى الأسوار.. فهي عاصمة الخلافة الإسلامية لأكثر من خمسة قرون، وأنفق على تحصينها مبالغ طائلة وجهود هائلة..
فمن كان على رأس الدولة في الخلافة العباسية في ذلك الوقت؟
إنه الخليفة المستعصم بالله العباسي..
الخليفة السابع والثلاثون والأخير من خلفاء بني العباس في بغداد..
إنه المستعصم بالله.. اسم كبير المستعصم بالله.. ولقب كبير أيضًا: خليفة المسلمين..
ولكن أين مقومات الخلافة في “المستعصم بالله”؟..
لقد كان الخليفة المستعصم صالحا في ذاته.. كان رجلا طيبا.. لكنه افتقر إلى أمور لا يصح أن يفتقر إليها حاكم مسلم..
– لقد افتقر إلى القدرة على إدارة الأمور والأزمات.. افتقر إلى كفاءة القيادة..
– افتقر إلى علو الهمة، والأمل في سيادة الأرض والنصر على الأعداء، ونشر دين الله..
– افتقر إلى الشجاعة التي تمكنه من أخذ قرار الحرب في الوقت المناسب..
– افتقر إلى القدرة على تجميع الصفوف، وتوحيد القلوب، ونبذ الفرقة، ورفع راية الوحدة الإسلامية..
– افتقر إلى حسن اختيار أعوانه، فتجمعت من حوله بطانة السوء.. الوزراء يسرقون, والشرطة يظلمون, وقواد الجيش متخاذلون..!!
– افتقر إلى محاربة الفساد، فعم الفساد وطغى.. وكثرت الاختلاسات من أموال الدولة، وعمت الرشاوى، وطغت الوساطة.. وانتشرت أماكن اللهو ولفساد والمجون.. بل وأعلن عنها صراحة !! ودعي إليها على رءوس الأشهاد!!
نعم كان الخليفة محسنًا في أداء شعائر الدين من صلاة وصيام وزكاة.. نعم كان لسانه نظيفًا.. وكان محبًا للفقراء والعلماء.. وكل ذلك جميل في مسؤوليته أمام نفسه، لكن أين مسؤوليته أمام مجتمعه وأمته؟
لقد ضعف الخليفة تمامًا عن حمل مسؤولية الشعب..
لقد كان باستطاعة الخليفة أن يدبر من داخل العراق مائة وعشرين ألف فارس فضلًا عن المشاة والمتطوعين.. وكان الجيش التتري المحاصر لبغداد مائتي ألف مقاتل، وكان هناك أمل كبير في رد الغزاة، لكن الخليفة كان مهزوما من داخله.. وكان فاقدًا للروح التي تمكنه من المقاومة، كما أنه لم يربّ شعبه على الجهاد، ولم يعلمهم فنون القتال..
وإلا.. فأين معسكرات التدريب التي تعد شباب الأمة ليوم كيوم التتار؟!
أين الاهتمام بالسباحة والرماية وركوب الخيل؟!
أين التجهيز المعنوي للأمة لتعيش حياة الجد والنضال؟!
لقد حكم هذا الخليفة بلاده ما يقرب من ستة عشر عامًا.. إنه لم يفاجأ بالحكم.. ولم يأته الأمر على عجل..
لقد رُبّي ليكون خليفة، وتولى الحكم وهو في سن الحادية والثلاثين.. وكان شابا ناضجا واعيا.. وأعطي الفرصة كاملة لإدارة البلاد.. وظل في كرسي حكمه ستة عشر عامًا كاملة.. فإن كان كفئًا فكان عليه أن يعد العدة، ويقوي من شأن البلاد، ويرفع من هيبتها، ويعلي من شأنها، ويجهز جيشها، ويعز رأيها.. وإن كان غير ذلك فكان عليه ـ إن كان صادقا ـ أن يتنحى عن الحكم.. ويترك الأمر لمن يستطيع.. فهذه ليست مسؤولية أسرة أو قبيلة.. إنما هي مسؤولية أمة.. وأمة عظيمة كبيرة جليلة.. أمة هي خير أمة أخرجت للناس..
لكن الخليفة لم يفعل أيًا من الأمرين.. لا هو قام بالإعداد، ولا هو قام بالتنحي.. فكان لابد أن يدفع الثمن، وكان لابد لشعبه الذي رضي به أن يدفع الثمن معه..
وعلى قدر عظم الأمانة التي ضاعت، سيكون الثمن الذي يدفعه الخليفة ومعه الشعب..
والبلاد لم يكن ينقصها المال اللازم لشراء السلاح أو تصنيعه، بل كانت خزائن الدولة ملأى بالسلاح، لكنه إما سلاح قديم بال أكل عليه الدهر وشرب، وإما سلاح جديد عظيم لم يستخدم من قبل.. ولكن – للأسف الشديد – لم يتدرب عليه أحد..
والنتيجة: جيش الخلافة العباسية جيش هزيل ضعيف، لا يصلح أن يكون جيشا لإمارة صغيرة، فضلا عن خلافة عظيمة..
كان هذا شأن الخليفة في بغداد قبيل السقوط في أيدي التتار. الذين قتلوه رفساً بالأقدام بعد ما سلبوه خزائن الدولة العباسية التي جمعها العباسيون من مئات السنين في ليله واحدة .
@historymodern


>>Click here to continue<<

فقه التاريخ




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)