القوة المعنوية :
دوام ذكر الله
بقاء الإنسان في حال معين كالخوف والحزن والضيق يجعله ضعيفاً، كل هذه المشاعر تجعله عرضةً لتسلط الشياطين والإصابة بالعين والسحر، يجب أن يكون في المرتبة التي يكون فيها الحاكم على قلبه هو ذكر الله عز وجل ومحبته.
يحكى أن مجموعة من الشياطين كانوا يحاولون الإقتراب من إنسان له نور ولكن لم يكن لنوره ظهور حينها وكان الشياطين متخوفين من الكيد له فأخبروه في عالم المعنى بأن الشياطين متخوفين منك ولا يأمنون من إشراق النور بغتة، فالظلمات لا تجتمع مع النور، فالنور يحرقها وينفيها ويعلم الله ما هو حجم الألم الذي يقع على جنود إبليس عندما يشرق عليهم نور الحق.
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام "من قرأ قل هو الله أحد قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنبٌ وإن جهد إبليس" إن قراءة سورة التوحيد إحدى عشر مرة قبل النوم يقي الإنسان من الكوابيس وإيحاءات الشياطين، بشرط حيازة ما يكفي من معلومات عقائدية عن الذات الإلهية.
يقول الحاج العارف محمود عتيق "في أحد الأيام توسلت بعلي الأكبر، الإبن الأكبر لسيد الشهداء عليه السلام، وطلبت منه حاجتي، كان قلبي مفعماً بمحبته. رأيت فجأةً -وأنا على تلك الحال- كأن فِراش الغرفة يحترق من إحدى الزوايا. تصاعد الدخان وتجمع في الزاوية حتى صار بحجم إنسان، بدأ الدخان يتشكل من أعلاه بشكل شبيه برأس إنسان. أدركت فوراً أنه أحد الجن وأنه ظهر لشغل له معي.
قال لي بصوت أجش يشبه صوت احتكاك الحديد بالحديد، كان منفراً ومؤذياً "أنا أحد كبراء الجن، أعرف أنك لا تستطيع أن تخرج محبة علي الأكبر من قلبك، ولكنك إذا قلت بلسانك أنك لا تحبه فسأكون في خدمتك، أجابه الحاج "إنك تدل بهذا الكلام على أنك لست مسلماً، فلا تستطيع عندئذٍ أن تعينني في القضايا المعنوية. أما الأمور المادية، فإنك لو جعلت كل الكرة الأرضية تحت تصرفي لما تفوهت بكلمة واحدة مما تريد" ثم زعق زعقة واضمحل.
فذكر الله وأولياؤه من مبعدات الشياطين، قال النبيّ صلى الله عليه وآله: "ليس شيءٌ أشدّ على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً، والمصحف في البيت يطرد الشيطان".
• بوارق الملكوت - السير إلى الله •
>>Click here to continue<<