ماذا يعني أني لن أجدك؟ ماذا يُرى في فكرةٍ كل ما تحمله أني لن أجدك؟ وما الذي يُرجى من أساسها؟ وكيف لي أن أعترف أني لفرط ما فكرت في الأمر وجدت أن جميع الأفكار تثبت كلامك، أني لن أجدك ثانية؟ شيء ما في عميق هذا الفكر يستحيل من الثبات إلى الشتات، يرفض كل ما في الفكرة من أولها لآخرها. وهل ثمة أمل؟ ولم أنا صرت أقتطع كل أمل صغير يصعد فجأة، دون أن أدع له مجالاً لينبت؟ وما الذي أنتظره؟ أو قولي ماذا يفعل إنسان ترك كل شيء في يده وقرر أن ينتظر كي ينسى؟ فإما أن أنسى، وإما أن أنتظر على هذه الطريقة حتى أنسى. ما الطريقة التي ينسى بها الناس؟ ما الذي يجب أن أفعله لأنسى أني أحببتك مرة، أحببتك ذات مرة، وأنك كنت ذات مرة كل ما أمتلكه من حاضر، وكل ما أمتلكه من مستقبل، وكيف أنسى أني أحببتك بحق، بكل ما بي من اندفاع دون أن أدع مجالاً للتراجع أو التردد. ماذا يعني أنك لست هنا، في هذه اللحظة، والآن؟ وماذا يعني أني أواجه هذه الأفكار لوحدي، في ركني المعتاد، في شق في جدار متشرخ، لا صوت ولا حشرجة ولا أي نداءات في داخله، ولا أثر لوجود شيء فيه غير كتلة واحدة قررت أن تنتظر.. انتظار نبيل نابع من قرارة القلب لا يُرجى منه شيء غير النسيان.
>>Click here to continue<<