TG Telegram Group & Channel
هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله ) | United States America (US)
Create: Update:

هي في ذات يوم ..
تناولت الغداء مع كومين وعند عودتها إلى المنزل لبست معطفها الفرو، أزالت كل مجوهراتها، شربت كأسا كبيرة من الفودكا، أغلقت على نفسها كراج البيت، وأدارت محرك سيارتها، وانتحرت بتسمم أول أكسيد الكربون .
ذلك ما فعلته الشاعرة الأمريكية آن سيكستون .
هي الآن معكم في حوار ((بريد السماء الافتراضي)) تعترف بما لا يخطر على بال.
س:هل على الشعر أن لا يكون بريئاً برأي آن سكستون ؟
ج/ بالضبط. فالبراءة احتواء باردٌ للعواطف ،ولا أعتقد بأن ذلك يتناسب وأوضاع شعراء الحمى المُفتَرِسة.
س:وأنت تميلين للافتراس كما أشعر.أليس كذلك ؟
ج/ نعم .لقد كتبت قصائدي بحبر الجمجمة.
س:هل المقصود هو بحبر العقل ؟!
ج/ لا. العقل لا يملك محبرةً، ولكن لديه الكثير من المطافئ التي عادةً ما يستعملها أثناء اشتعال الحرائق في القصائد.
س:بسبب أن العقل لا يؤيد الشراسة التي تحدثتِ عنها أنت؟
ج/مكان العقل في الفلسفة وليس في الشعر حتى لو كانت بعض القصائد تتمتع بقدر لا بأس به من الفلسفة.
س:وكيف يمكن جعل العقل بحيرة آمنة للشعر؟
ج/ذلك لن يحدث إلا في حالة واحدة، أن تتحول الكلماتُ إلى أسماك وتماسيح وضفادع في اكواريوم الرأس .
س:وماذا عن القلب يا آن سيكستون؟
ج/لا أريد التحدث عن محفظة الدم تلك .
س:لماذا تحاولين التهرّب من أهم مَكنات صنع الحب ؟!!
ج/الحبُ لا يُصنعُ صناعة بهذه المكنة أو بتلك الآلة ،إنما هو سلطةٌ تخترقُ الأعين ،فتذهب موزعةً نفسها على أقسام الجسد كله، من القلب وحتى الأظافر.
س:ومتى امتلأت حواسك بتلك السلطة اللعينة ؟
ج/يومَ وجدت نفسي مع السمك والحيتان والتماسيح والضفادع في ذلك الأكواريوم الشعري الذي صنعته المخيّلة لنفسها بقوة الذكاء الفانتازي .
س:ومنْ إلتَهَمَ منْ في ذلك الأكواريوم الشعري. هل أكلتكِ التماسيحُ ؟
ج/لا. ففي اليوم الذي تورطتُ فيه بصداقة الأخطبوط، كنت أنظرُ إلى النجوم ،فيما كان جسدي يُبتَلع بفمه محروساً بتلك الأذرع الأخطبوطية .
س:هل كانت لحظة جنسيّة أولى مع ذلك المخلوق المائي .
ج/أبداً لا. أناكرهت الجنس مذ غدرَ بي الأخطبوط الأول ( أبي) عندما اعتدى على ابنته الطفلة ،مما وَلْدَ بي ذعراً غزيراً فتح أمامي أبواب الاكتئاب والجنون والمدافن.

Forwarded from بؤس الشعر (محمد سلمان)
هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله )
Photo
هي في ذات يوم ..
تناولت الغداء مع كومين وعند عودتها إلى المنزل لبست معطفها الفرو، أزالت كل مجوهراتها، شربت كأسا كبيرة من الفودكا، أغلقت على نفسها كراج البيت، وأدارت محرك سيارتها، وانتحرت بتسمم أول أكسيد الكربون .
ذلك ما فعلته الشاعرة الأمريكية آن سيكستون .
هي الآن معكم في حوار ((بريد السماء الافتراضي)) تعترف بما لا يخطر على بال.
س:هل على الشعر أن لا يكون بريئاً برأي آن سكستون ؟
ج/ بالضبط. فالبراءة احتواء باردٌ للعواطف ،ولا أعتقد بأن ذلك يتناسب وأوضاع شعراء الحمى المُفتَرِسة.
س:وأنت تميلين للافتراس كما أشعر.أليس كذلك ؟
ج/ نعم .لقد كتبت قصائدي بحبر الجمجمة.
س:هل المقصود هو بحبر العقل ؟!
ج/ لا. العقل لا يملك محبرةً، ولكن لديه الكثير من المطافئ التي عادةً ما يستعملها أثناء اشتعال الحرائق في القصائد.
س:بسبب أن العقل لا يؤيد الشراسة التي تحدثتِ عنها أنت؟
ج/مكان العقل في الفلسفة وليس في الشعر حتى لو كانت بعض القصائد تتمتع بقدر لا بأس به من الفلسفة.
س:وكيف يمكن جعل العقل بحيرة آمنة للشعر؟
ج/ذلك لن يحدث إلا في حالة واحدة، أن تتحول الكلماتُ إلى أسماك وتماسيح وضفادع في اكواريوم الرأس .
س:وماذا عن القلب يا آن سيكستون؟
ج/لا أريد التحدث عن محفظة الدم تلك .
س:لماذا تحاولين التهرّب من أهم مَكنات صنع الحب ؟!!
ج/الحبُ لا يُصنعُ صناعة بهذه المكنة أو بتلك الآلة ،إنما هو سلطةٌ تخترقُ الأعين ،فتذهب موزعةً نفسها على أقسام الجسد كله، من القلب وحتى الأظافر.
س:ومتى امتلأت حواسك بتلك السلطة اللعينة ؟
ج/يومَ وجدت نفسي مع السمك والحيتان والتماسيح والضفادع في ذلك الأكواريوم الشعري الذي صنعته المخيّلة لنفسها بقوة الذكاء الفانتازي .
س:ومنْ إلتَهَمَ منْ في ذلك الأكواريوم الشعري. هل أكلتكِ التماسيحُ ؟
ج/لا. ففي اليوم الذي تورطتُ فيه بصداقة الأخطبوط، كنت أنظرُ إلى النجوم ،فيما كان جسدي يُبتَلع بفمه محروساً بتلك الأذرع الأخطبوطية .
س:هل كانت لحظة جنسيّة أولى مع ذلك المخلوق المائي .
ج/أبداً لا. أناكرهت الجنس مذ غدرَ بي الأخطبوط الأول ( أبي) عندما اعتدى على ابنته الطفلة ،مما وَلْدَ بي ذعراً غزيراً فتح أمامي أبواب الاكتئاب والجنون والمدافن.


>>Click here to continue<<

هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله )






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)