TG Telegram Group & Channel
هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله ) | United States America (US)
Create: Update:

وأميركا .
تعترف بأن القراءة منحت معنى لعملها ككاتبة ، فرغم الشهرة التي حصدتها والمكانة التي وجدت نفسها فيها كواحدة من ابرز فلاسفةة الوجودية إلا انها لم تتخل عن عاداتها اليومية في القراءة :" استمر في القراءة كثيراً ، في الصباح ، في الظهيرة ، قبل الشروع في العمل أو عندما اكون مرهقة من الكتابة . اقرأ ساعات باكملها . ما من انشغال يبدو لي طبيعيا اكثر " – وانتهى كل شيء ترجمة محمد فطومي - .
في حوارها مع فرانسيس جانسون وهو يسألها عن الكتب المتناثرة في كل مكان وهل استطاعت أن تغير مصيرها ؟ قالت :" دائما ما اسأل نفسي :لماذا التعلق باقراءة ؟ .. متعة القراءة لم تُمحَ ، مازلت اندهش لتحول الرموز السوداء الى كلمة تقذف بي في قلب العالم " .
كانت كتابات سيمون دي بوفوار تثير السخط ختى بين اصدقائها ، قال انها تعلمت من المركيز دي ساد كيف تجعل الآخرين يرمون بكتابها الى الجهة الاخرى " ليس امام القارئ التقليدي سوى النفور من كتبي " قالت لجان جينيه يوما أنها تمنت لو كانت قد كتبت كتابا مثل كتابه " يوميات لص " اخبرت سارتر ان كتاب جينيه " واحد من اجمل الكتب " .
ولدت سيمون دي بوفوار في التاسع من كانون الثاني عام 1908، :" كان ابي في الثلاثين من عمره ، وامي في الحادية والعشرين " ، كانت إبنة لعائلة ميسورة الحال، والدها حسب تعبيرها في وضع وسط بين الارستقراطية والبرجوازية، اما والدتها فامرأة كاثوليكية متدينة، أعطت لابنتها تربية جادة وصارمة وثقافة دينية وشعوراً حاداً بالواجب، لا يعرف المماطلات والتنازلات، كانت لها شقيقة واحدة، وصديقة واحدة ايضا، في البيت لم تجد حولها سوى الملل، فاشتد احساسها بالوحدة وذات يوم قالت لأمها : " هل يمكن ان تسير الحياة كما تسير الآن، ملل وراءه ملل "، بعد سنوات تقرأ الجملة المثيرة لفيلسوف الوجودية الاول كيركجارد :" علينا ان نعيش حياتنا مهما كانت تعيسة او مفرحة، لانها محسوبة علينا "، منذ تلك اللحظة قررت ان تعيش حياتها، لانها " لن تعيش سواها "، واكتشفت انها تستطيع ايضا ان تصنع حياتها بنفسها، " ان تجرب الحياة كما تنسج اي امرأة شالاً من الحرير ".
دارت اعمال سيمون دي بوفوار حول مغضلة العثور على اخلاقية وجودية ايجابية " بعيدا عن الزيف والاستسلام " . وفي القراءة حاولت أن تطبق هذا المنهج :" :" انا لا اقرأ أي كتاب ، إلا إذا كان لا بد من دراسة نص اجتماعي " . في حوارها مع سارتر قالت انها كانت تقرأ منذ أن كانت في التاسعة من عمرها ، قصص مغامرات وكانت تسأل نفسها احيانا هل هذه القصص متخيلة ام حقيقية :" لم تكن لدي بعد فكرة الخيال المحض التي امتلكتها لا حقا بشكل سريع " .
حينما كانت سيمون دي بوفوار فتاة صغيرة لم تشرك المعرفة بالدراسة او التربية العائلية ، بل قارنتها بالتهام الطعام . بالتهامها الكتب فانها تستحوذ على العالم وتجعله عالمها الخاص . في الوجود والعدم يكتب جان بول سارتر ان :" المعرفة يعني أن تأكل بعينيك " . في فترة المراهقة ، اصبحت العلاقة بين سيمون ووالديها اكثر حدة ، فقد شعرت وهي تنتهي من قراءة مؤلفات نيتشه بانها فتاة منفية في عالم من القيم المزيفة التي سعت للهروب منها قالت :" كانوا يحبسونني في هذا العالم الذي كلفني الهروب منه سنوات من عمري ، عالم لكل شيء فيه اسمه ، ومكانه ، ووظيفته ، عالم كل شيء فيه مصنف ، ومحكوم عليه قطعيا " – مذكرات فتاة رصينة –
ظلت المقاهي بؤرة الحياة والقراءة بالنسبة لسيمون دي بوفوار .كانت افضل الاماكن بالنسبة اليها ولسارتر فيها تشعر بلذة الدفء ، وبلذة القراءة او الكتابة ، وغدت المقاهي ايضا اماكن للحديث والجدال الفلسفي " ولابقاء الذهن حيا منتعشا " على حد تعبير بوفوار في كتابها " المثقفون " . هكذا بدأعالم الوجودية المفعم بالاعاجيب والتجريب واعلاء سلطة حرية الفرد .تكتب بوفوار في أول مقال لها نشر في مجلة الازمنة الحديثة عام 1945 :" أن البشر احرار ، وأنا ملقى بي في هذا العالم بين هذه الحريات . أنني بحاجة اليها " – مغامرة الانسان ترجمة جورج طرابيشي - . كانت الوجودية بالنسبة لسيمون دي بوفار طريقة لتصور العالم ، وجدت ان افكار سارتر تتفق مع رغبتها في التخلص من عالم عائلتها الخانق ، واخيرا وجدت فلسفة تشجعها على المضي قدما في مشروعها الثقافي – قراءة وكتابة – اصبح سارتر مصدر الهام اساسي في حياتها ، وهو تأكيد سيتكرر في الكتب التي كتبتها عن سيرتها الذاتية :" لقد تبنيت صداقة سارتر ودخلت في عالمه ، ليس لأنني كما يزعم البعض امراة ، بل لأنه العالم الذي تطلعت اليه منذ رمن بعيد " – قوة العمر ترجمة محمد فطومي –
كان والدها جورج دي بوفوار يكره اختيار ابنته مهنة التعليم ، وذلك لأن من شأن هذه المهنة ادخالها في فئة اجتماعية يحتقر قيمها " كان ينظر إلى الاساتذة بوصفهم متحذلقين ، انهم ينتمون الى تلك الطائفة الخطيرة ، المثقفين " . لم يطل العمر باأب ليرى اول رواية تنشرها ابنته ، كان قد فقد أي أمل برؤيتها " متزنة " .

وأميركا .
تعترف بأن القراءة منحت معنى لعملها ككاتبة ، فرغم الشهرة التي حصدتها والمكانة التي وجدت نفسها فيها كواحدة من ابرز فلاسفةة الوجودية إلا انها لم تتخل عن عاداتها اليومية في القراءة :" استمر في القراءة كثيراً ، في الصباح ، في الظهيرة ، قبل الشروع في العمل أو عندما اكون مرهقة من الكتابة . اقرأ ساعات باكملها . ما من انشغال يبدو لي طبيعيا اكثر " – وانتهى كل شيء ترجمة محمد فطومي - .
في حوارها مع فرانسيس جانسون وهو يسألها عن الكتب المتناثرة في كل مكان وهل استطاعت أن تغير مصيرها ؟ قالت :" دائما ما اسأل نفسي :لماذا التعلق باقراءة ؟ .. متعة القراءة لم تُمحَ ، مازلت اندهش لتحول الرموز السوداء الى كلمة تقذف بي في قلب العالم " .
كانت كتابات سيمون دي بوفوار تثير السخط ختى بين اصدقائها ، قال انها تعلمت من المركيز دي ساد كيف تجعل الآخرين يرمون بكتابها الى الجهة الاخرى " ليس امام القارئ التقليدي سوى النفور من كتبي " قالت لجان جينيه يوما أنها تمنت لو كانت قد كتبت كتابا مثل كتابه " يوميات لص " اخبرت سارتر ان كتاب جينيه " واحد من اجمل الكتب " .
ولدت سيمون دي بوفوار في التاسع من كانون الثاني عام 1908، :" كان ابي في الثلاثين من عمره ، وامي في الحادية والعشرين " ، كانت إبنة لعائلة ميسورة الحال، والدها حسب تعبيرها في وضع وسط بين الارستقراطية والبرجوازية، اما والدتها فامرأة كاثوليكية متدينة، أعطت لابنتها تربية جادة وصارمة وثقافة دينية وشعوراً حاداً بالواجب، لا يعرف المماطلات والتنازلات، كانت لها شقيقة واحدة، وصديقة واحدة ايضا، في البيت لم تجد حولها سوى الملل، فاشتد احساسها بالوحدة وذات يوم قالت لأمها : " هل يمكن ان تسير الحياة كما تسير الآن، ملل وراءه ملل "، بعد سنوات تقرأ الجملة المثيرة لفيلسوف الوجودية الاول كيركجارد :" علينا ان نعيش حياتنا مهما كانت تعيسة او مفرحة، لانها محسوبة علينا "، منذ تلك اللحظة قررت ان تعيش حياتها، لانها " لن تعيش سواها "، واكتشفت انها تستطيع ايضا ان تصنع حياتها بنفسها، " ان تجرب الحياة كما تنسج اي امرأة شالاً من الحرير ".
دارت اعمال سيمون دي بوفوار حول مغضلة العثور على اخلاقية وجودية ايجابية " بعيدا عن الزيف والاستسلام " . وفي القراءة حاولت أن تطبق هذا المنهج :" :" انا لا اقرأ أي كتاب ، إلا إذا كان لا بد من دراسة نص اجتماعي " . في حوارها مع سارتر قالت انها كانت تقرأ منذ أن كانت في التاسعة من عمرها ، قصص مغامرات وكانت تسأل نفسها احيانا هل هذه القصص متخيلة ام حقيقية :" لم تكن لدي بعد فكرة الخيال المحض التي امتلكتها لا حقا بشكل سريع " .
حينما كانت سيمون دي بوفوار فتاة صغيرة لم تشرك المعرفة بالدراسة او التربية العائلية ، بل قارنتها بالتهام الطعام . بالتهامها الكتب فانها تستحوذ على العالم وتجعله عالمها الخاص . في الوجود والعدم يكتب جان بول سارتر ان :" المعرفة يعني أن تأكل بعينيك " . في فترة المراهقة ، اصبحت العلاقة بين سيمون ووالديها اكثر حدة ، فقد شعرت وهي تنتهي من قراءة مؤلفات نيتشه بانها فتاة منفية في عالم من القيم المزيفة التي سعت للهروب منها قالت :" كانوا يحبسونني في هذا العالم الذي كلفني الهروب منه سنوات من عمري ، عالم لكل شيء فيه اسمه ، ومكانه ، ووظيفته ، عالم كل شيء فيه مصنف ، ومحكوم عليه قطعيا " – مذكرات فتاة رصينة –
ظلت المقاهي بؤرة الحياة والقراءة بالنسبة لسيمون دي بوفوار .كانت افضل الاماكن بالنسبة اليها ولسارتر فيها تشعر بلذة الدفء ، وبلذة القراءة او الكتابة ، وغدت المقاهي ايضا اماكن للحديث والجدال الفلسفي " ولابقاء الذهن حيا منتعشا " على حد تعبير بوفوار في كتابها " المثقفون " . هكذا بدأعالم الوجودية المفعم بالاعاجيب والتجريب واعلاء سلطة حرية الفرد .تكتب بوفوار في أول مقال لها نشر في مجلة الازمنة الحديثة عام 1945 :" أن البشر احرار ، وأنا ملقى بي في هذا العالم بين هذه الحريات . أنني بحاجة اليها " – مغامرة الانسان ترجمة جورج طرابيشي - . كانت الوجودية بالنسبة لسيمون دي بوفار طريقة لتصور العالم ، وجدت ان افكار سارتر تتفق مع رغبتها في التخلص من عالم عائلتها الخانق ، واخيرا وجدت فلسفة تشجعها على المضي قدما في مشروعها الثقافي – قراءة وكتابة – اصبح سارتر مصدر الهام اساسي في حياتها ، وهو تأكيد سيتكرر في الكتب التي كتبتها عن سيرتها الذاتية :" لقد تبنيت صداقة سارتر ودخلت في عالمه ، ليس لأنني كما يزعم البعض امراة ، بل لأنه العالم الذي تطلعت اليه منذ رمن بعيد " – قوة العمر ترجمة محمد فطومي –
كان والدها جورج دي بوفوار يكره اختيار ابنته مهنة التعليم ، وذلك لأن من شأن هذه المهنة ادخالها في فئة اجتماعية يحتقر قيمها " كان ينظر إلى الاساتذة بوصفهم متحذلقين ، انهم ينتمون الى تلك الطائفة الخطيرة ، المثقفين " . لم يطل العمر باأب ليرى اول رواية تنشرها ابنته ، كان قد فقد أي أمل برؤيتها " متزنة " .


>>Click here to continue<<

هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله )




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)