قبل عام..
تسائلت Dai Rahmy ..
ماذا لو كنت أغنية؟
أرسلها صديق وقال:
- شاركي.. يمكن الإكتئاب يخف.
غير أني لا أخاف وجوده بقدر ما يخيفني ذهابه.
هذا ولأنه كلما خف، يعود أكثر وحشيه.
اذا بدايةً، أنا أخاف.
- ماذا لو كنت أغنية؟
قبل أيام كانت الإجابة أغنية فرح..
أيام قليلة لو تعلمين، كتب حبيبي نصاً وجعلنا معاً بين يديكِ.
غير أني اليوم اختار الحياد..
أود لو أنني لحن محايد..
لحن لا يستطيع أن يحرك شيئاً..
يسمعه الأخرون فلا يرقصون على أثره ثُم تشتعل قاعة الأفراح على رأسهم جزاء استمتاعهم..
أن لا يشق قلب أحد ولا يشقى.
ضي..
هل لحظتي كيف تتحول أيامنا الجميلة إلي رُكام مع الأيام؟
ولو تعلمين كيف أن الحياد قاتل لشخص كان يقطع المسافات لأجل خاطر..
وكيف أن لا عقاب أشد من أن يحارب الشخص شعوره.
- ماذا لو كنت أغنية؟
كنت لأكون لحن سلام..
لا أحدثك عن السلام النفسي ..
هذه أسطورة مثل أثينا، أخيري وإرم ذات العماد.
بل السلام لجمهورية السُّودان..
أنا التي رفضت الاغتراب عن أرضه قبل أقل من عام..
أمارسه الأن وفي قلبي رعشة..
رعشة لا تستوعب معنى أن يصل الإنسان إلي خط النهاية ويعود خالي الوفاض..
تتهدم أمامه نتائج ليالي السهر الطويلة، العمل الدؤوب، والشقى..
تركنا أرضنا لنجلس على مائدة دول أخرى نتناول أحلامنا..
تظنيها تسد الرمق؟
- ماذا لو كنت أغنية؟
كنت لأكون لحن الختام..
أعلن عن النهاية وإن لم تكن سعيدة..
غير أن جزء مني يود لحناً لا يعلن عن الحداد على نهايات القصص..
أغنية تحمل شيئاً غير المعتاد..
تحمل في طياتها "لو"..
لو نتزوج احبائنا..
لو لا يساورنا الشك فينا، فيهم..
لو لا نحتاج قط إلي فرصة أخرى..
لو فقط يا عزيزتي.. تنصفنا الحياة مره.
مره يتيمة لا نحتاج فيها أن نبرر أفكرنا، مشاعرنا، أنفسنا.
- ماذا لو كنت أغنية؟
ماتت الأغاني يا ضي.
فاطمة الحسن
>>Click here to continue<<