TG Telegram Group & Channel
°• غِراس الأُترج 📚🌿 •° | United States America (US)
Create: Update:

كان رُضوانُ الله عليهِ حريصًا أن يكون أوّل من يدخل المسجد.
بل في كثير من الأيام يذهب قبل الأذان، ويطرق باب المسجد انتظاراً من العامل أن يفتحَ لهُ الباب، حتى تعوّد الرّجل على قدومه المبكّر واعتاد انتظَاره وفتح الباب له.

يبدأ بتحية المسجد، ثم يصلّي أربع ركعات قبل الظهر، وأربعًا بعدها والتِي ما رأيتهُ يوماً تركها، فسألته يومًا: لماذا هذا الإصرار على السّنّة القبلية والبعدية؟
فأجابني قائلا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلّى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها، حرّمه الله على النار.”

(وهل يوجد عاقل يا بُنيّ يفرط بها؟!!
أوَ أمِنَ أحدٌ أن يُنجيه الله من النار؟!)

•••
[ثُمّ نأتِي إلى صلاةِ العصر].

كان شديد الحرص على أن يأتي المسجد قبل الأذان بوقتٍ كافٍ ليتهيّأ للصلاة بقلبٍ حاضر.
فما إن يدخل حتى يبتدئ بتحيّة المسجد، ومن ثم يتبعها بأربع ركعات قبل الصّلاة، مستنًّا بحديث النبي ﷺ: “رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر.”

وفي رجُوعنا مرّةً قال لي: كدا احنَا صلّينا الفجر ودلوقتي العصر صح؟

(الملائكة يا هَنَّاد بتغيّر الورديّات في الصلاتين دول)

قَال النبي ﷺ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون"

وقبل دخُولنا البيت مرّةً قال لِي: قال رسُول الله ﷺ: "من صلّى البردينِ دخَلَ الجنّة"

(اللي هَمّ يا هَنَّاد -الفجر والعصر-)

•••
[ثَمّ نأتي بعد انتهائه من صلاتي المغرب والعشاء بسننهم الرّواتب في الجماعة].

وفي نهاية يومٍ قال لي أثناءَ عودتِنَا: (تعرف إيه هي أثقل صلاة على المنافقين؟؟ -صلاة الفجر وصلاة العشاء-
اللي احنا صليناهم.

وفي أحد الأيام، بعدما انقضى اليوم، التفت إليّ قائلاً:

(بِصلاتنا للعشاء دلوقتي، كدا احنا قمنا نصف الليل، وبصلاتنا للفجر القادم كأنّنا قُمنا الليل كُلّهُ)

(وُهُوّ يا ابنِي فِي حد عنده العزيمة والإصرار (إلا ما وفّقه الله) إنّه يقوم يصلّي الليل كله، كل يوم؟! إنما شوف كرم ربنا! تصلي العشاء والفجر في جماعة، يكتبلك أجر قيام الليل كله).

وَيُضيف: (دِينُنا هذا يا بُنيّ دينُ يُسرٍ لا دينُ عُسرٍ).

ثم أضاف: (فالذي ينشد النجاة، ويبتغي الجنّة لا يفرّط في مثل هذه الأعمال، بل يتمسّك بها كما يتمسّك الغريق بطوق النجاة.)

ومع ختام اليوم بالصلوات الخمس في المسجد، وقد أُتْبِعَت بسُنَنها الرواتب، يقُول لي: قال رسول الله ﷺ:
“من صلّى في اليوم اثنتي عشرة ركعة، بنى اللهُ له بيتاً في الجنة.”
-والمقصود بهذه الركعات: السُّنن الرواتب-.

وختامًا أقول: مما لاحظته من قربي منه، أن أبي رُضوانُ الله عليه إذا وجد سبيلاً لإقناعي بالدليل، لم يتأخر لحظةً في طمأنتي، حتى أُقبل على الطاعة بقلبٍ محبٍّ لا مُكره.
لم يكن من طباعه أن يُرغم أو يُجبر، بل كان يقدّمُ الكلمة الطّيبة ويستدلّ بالآيات والأحاديث حتى يغرس في نفسي محبّة الطاعات، ويشرح لي المعاني العظيمة التي تجعلني أشعر بعظمة ما أنا مُقدم عليه.

وهنا نصيحة للآباء: أن استعينوا بالدليل، وازرعوا المعنى أولاً كما كان يفعل أبي رضوان الله عليه مُتأسياً بنبيّه الكريم ﷺ، فإن النفوس إذا أُقنعت بِحُبّ، استجابت بإخلاص.

اللَّهُمَّ اغفِرْ لأبي، وارْحَمهُ رَحْمةً واسعةً، وجازِهِ عنَّا خيرَ الجزاءِ على ما خلَّفَ من أَثَرٍ طَيِّبٍ وسِيرةٍ عَطِرةٍ نقتفي بها أَثَرَه، واجعلْنا من اللاحقينَ بهِ في جَنَّاتِ النَّعيمِ، في مَقْعَدِ صِدقٍ عندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر.

°• غِراس الأُترج 📚🌿 •°
•• كتب هنّاد الحويني عن أبيه الإمام رحمة الله عليه 📚👇
كان رُضوانُ الله عليهِ حريصًا أن يكون أوّل من يدخل المسجد.
بل في كثير من الأيام يذهب قبل الأذان، ويطرق باب المسجد انتظاراً من العامل أن يفتحَ لهُ الباب، حتى تعوّد الرّجل على قدومه المبكّر واعتاد انتظَاره وفتح الباب له.

يبدأ بتحية المسجد، ثم يصلّي أربع ركعات قبل الظهر، وأربعًا بعدها والتِي ما رأيتهُ يوماً تركها، فسألته يومًا: لماذا هذا الإصرار على السّنّة القبلية والبعدية؟
فأجابني قائلا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلّى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها، حرّمه الله على النار.”

(وهل يوجد عاقل يا بُنيّ يفرط بها؟!!
أوَ أمِنَ أحدٌ أن يُنجيه الله من النار؟!)

•••
[ثُمّ نأتِي إلى صلاةِ العصر].

كان شديد الحرص على أن يأتي المسجد قبل الأذان بوقتٍ كافٍ ليتهيّأ للصلاة بقلبٍ حاضر.
فما إن يدخل حتى يبتدئ بتحيّة المسجد، ومن ثم يتبعها بأربع ركعات قبل الصّلاة، مستنًّا بحديث النبي ﷺ: “رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر.”

وفي رجُوعنا مرّةً قال لي: كدا احنَا صلّينا الفجر ودلوقتي العصر صح؟

(الملائكة يا هَنَّاد بتغيّر الورديّات في الصلاتين دول)

قَال النبي ﷺ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون"

وقبل دخُولنا البيت مرّةً قال لِي: قال رسُول الله ﷺ: "من صلّى البردينِ دخَلَ الجنّة"

(اللي هَمّ يا هَنَّاد -الفجر والعصر-)

•••
[ثَمّ نأتي بعد انتهائه من صلاتي المغرب والعشاء بسننهم الرّواتب في الجماعة].

وفي نهاية يومٍ قال لي أثناءَ عودتِنَا: (تعرف إيه هي أثقل صلاة على المنافقين؟؟ -صلاة الفجر وصلاة العشاء-
اللي احنا صليناهم.

وفي أحد الأيام، بعدما انقضى اليوم، التفت إليّ قائلاً:

(بِصلاتنا للعشاء دلوقتي، كدا احنا قمنا نصف الليل، وبصلاتنا للفجر القادم كأنّنا قُمنا الليل كُلّهُ)

(وُهُوّ يا ابنِي فِي حد عنده العزيمة والإصرار (إلا ما وفّقه الله) إنّه يقوم يصلّي الليل كله، كل يوم؟! إنما شوف كرم ربنا! تصلي العشاء والفجر في جماعة، يكتبلك أجر قيام الليل كله).

وَيُضيف: (دِينُنا هذا يا بُنيّ دينُ يُسرٍ لا دينُ عُسرٍ).

ثم أضاف: (فالذي ينشد النجاة، ويبتغي الجنّة لا يفرّط في مثل هذه الأعمال، بل يتمسّك بها كما يتمسّك الغريق بطوق النجاة.)

ومع ختام اليوم بالصلوات الخمس في المسجد، وقد أُتْبِعَت بسُنَنها الرواتب، يقُول لي: قال رسول الله ﷺ:
“من صلّى في اليوم اثنتي عشرة ركعة، بنى اللهُ له بيتاً في الجنة.”
-والمقصود بهذه الركعات: السُّنن الرواتب-.

وختامًا أقول: مما لاحظته من قربي منه، أن أبي رُضوانُ الله عليه إذا وجد سبيلاً لإقناعي بالدليل، لم يتأخر لحظةً في طمأنتي، حتى أُقبل على الطاعة بقلبٍ محبٍّ لا مُكره.
لم يكن من طباعه أن يُرغم أو يُجبر، بل كان يقدّمُ الكلمة الطّيبة ويستدلّ بالآيات والأحاديث حتى يغرس في نفسي محبّة الطاعات، ويشرح لي المعاني العظيمة التي تجعلني أشعر بعظمة ما أنا مُقدم عليه.

وهنا نصيحة للآباء: أن استعينوا بالدليل، وازرعوا المعنى أولاً كما كان يفعل أبي رضوان الله عليه مُتأسياً بنبيّه الكريم ﷺ، فإن النفوس إذا أُقنعت بِحُبّ، استجابت بإخلاص.

اللَّهُمَّ اغفِرْ لأبي، وارْحَمهُ رَحْمةً واسعةً، وجازِهِ عنَّا خيرَ الجزاءِ على ما خلَّفَ من أَثَرٍ طَيِّبٍ وسِيرةٍ عَطِرةٍ نقتفي بها أَثَرَه، واجعلْنا من اللاحقينَ بهِ في جَنَّاتِ النَّعيمِ، في مَقْعَدِ صِدقٍ عندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر.
18👍4🥰4


>>Click here to continue<<

°• غِراس الأُترج 📚🌿 •°






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)