تُخيفني فكرة المغادرة والرحيل..
فكرة ألا تتواصل مع شخص يعنيكَ إلى الأبد، لا تتصل به، ولاتسمع صوته،
لاتتحدّث معهُ بصوت عالٍ ولاتكرّر النكت الغبية ولاتضحك بشجاعةٍ على أشياءٍ تافهة.
تُخيفني فكرة أن يغادرني شخصيَ المفضل.
فكرة ألّا أرسل له صورة يومياً، ولا أنقر على محادثته...أن يختفي اسمه من قائمة هاتفي.
لاموسيقى بعد الآن ولاذكريات جديدة، لاقرارات مشتركة ولاحتى تنهيدة واحدة.
تُخيفني فكرة التوقف المفاجئ..كالذي تدهسهُ شاحنة وهو يضحك.
لاحديث مع فنجانِ القهوة، ولا تسجيل صوتي سريع.
تُرعبني فكرة أن يأخذَ أحدٌ مكاني بهذه الطريقة القاسية،
أن يصبحَ لديكَ صديق جديد تشاركه كلّ الأشياء التي قُلناها سابقاً واتفقنا عليها، تُسمعهُ أغنيتي المفضلة وتنسى اسمي نهائياً.
لا أستطيعُ استيعاب أنّ الرحلة توقّفت هنا، لا أودّ التصديق..
قُل أنّ ذلك كان مُزاحاً...قُلها
اعتقدتُ أنّ الرحلة أطول، كانت حقائبي أكبر من المسافة وأكبر من كلّ هذا.
أريدُ أن أقولَ لك توقّف...رغم أنّه لايحق لإنسان أن يوقف شخص يرغب بالمغادرة.
فقدت شيئاً عزيزاً الآن وقدرتي على استيعاب رحيلكَ على الآقل هذه الفترة.
سيُغادرني شبح صوتك إلى الأبد
سيبقى أثركَ وظلّكَ وحديثكَ وكلّ الأشياء الصادقة التي تركتها معي.
سأقفُ مُرتجفة وراء الباب أنتظركَ لأن تُعيد ترتيب الحكاية من جديد وتعثرَ على نهايةٍ أقلّ قساوة من هذهِ.💔
#رهف_اسطنبلي
"لقد أخذ الأمر منّي قلباً كاملاً"
>>Click here to continue<<