TG Telegram Group & Channel
أقلام مسددة | United States America (US)
Create: Update:

من حيث الفقر والغنى.. فأفقر "خطاب" يُمكن أن تسمعه هو خطاب "التنمية البشرية".. خطاب بائس لا يجد له أصل سوى في الأفكار المادية الغربية القديمة التي عفا عليها الزمن!
فتصوره عن "القيم" فقير، وفهمه لرُقي النفس قاصر، واستيعابه للنعم والأرزاق والسِّعة والغنى ضعيف للغاية!

معظم أفكار التنمية البشرية والخطاب التحفيزي الذي على شاكلتها؛ يعتمد على فكرة "الإنسان الخارق"، الخارق للظروف والأحوال والسُّنن الإلهية في النفس والحياة.. وفي أحسن الأحوال؛ تحسين صورة الإنسان عن نفسه والشعور بكفاءته الذاتية، وجبر هشاشته بنشوة قوة موهمة تُرضي مركبات النقص عنده!

فطبيعة هذا الخطاب التحفيزي تصطدم مع ضعف الإنسان، وأقداره في الابتلاء والصبر والرزق والسعي، وحقيقة من هو ومن يعبد، وأصل القناعة والرضا فيه!
ويعارض أصل تكليف الإنسان بالاستطاعة، وتكليفه الأساسي بالطاعة والعبودية، لا ما هو فوق قدراته!

فخطاب التنمية البشرية، لا هو فن في أصله الغربي ينسجم مع فطرة الإنسان، ولا مع الأصول التي يقوم عليها الدين.. وإن حاول البعض أسلمته وترقيعه دينيًا من خلال ما هو أقرب للوعظ، وأحيانًا ما لا صلة له بالتنمية البشرية إنما يتصل بالتربية.

تأمل أخلاق؛ الصدق والصبر والرضا والحلم والتواضع..، أو شعور؛ الحزن والفرح، الحب والكره، الانشراح والضيق.. إلخ، وكيف أن مردها للنفس لا للجسد، فلا تُقاس بالمادة ولا تُتملك بالمال.. وهو سر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الغنى غنى النفس"..
ولذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر؛ قال كثير من الشراح: "كان يستعيذ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال"!

لأجل ذلك جُعل "الصبر" خير عطاء يُعطاه الإنسان وأوسع رزق.. في الحديث الصحيح: "ما أعطيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسع من الصبر".. لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "وجدنَا خير عيشنا الصبر"، لأن من لا يصبر على ما لا يقدر عليه؛ يتجرع مرارة ذلك ذلًا وتعاسةً وألمًا وشعورًا بالفقر والحرمان.

محمد وفيق زين العابدين

http://hottg.com/galam5

من حيث الفقر والغنى.. فأفقر "خطاب" يُمكن أن تسمعه هو خطاب "التنمية البشرية".. خطاب بائس لا يجد له أصل سوى في الأفكار المادية الغربية القديمة التي عفا عليها الزمن!
فتصوره عن "القيم" فقير، وفهمه لرُقي النفس قاصر، واستيعابه للنعم والأرزاق والسِّعة والغنى ضعيف للغاية!

معظم أفكار التنمية البشرية والخطاب التحفيزي الذي على شاكلتها؛ يعتمد على فكرة "الإنسان الخارق"، الخارق للظروف والأحوال والسُّنن الإلهية في النفس والحياة.. وفي أحسن الأحوال؛ تحسين صورة الإنسان عن نفسه والشعور بكفاءته الذاتية، وجبر هشاشته بنشوة قوة موهمة تُرضي مركبات النقص عنده!

فطبيعة هذا الخطاب التحفيزي تصطدم مع ضعف الإنسان، وأقداره في الابتلاء والصبر والرزق والسعي، وحقيقة من هو ومن يعبد، وأصل القناعة والرضا فيه!
ويعارض أصل تكليف الإنسان بالاستطاعة، وتكليفه الأساسي بالطاعة والعبودية، لا ما هو فوق قدراته!

فخطاب التنمية البشرية، لا هو فن في أصله الغربي ينسجم مع فطرة الإنسان، ولا مع الأصول التي يقوم عليها الدين.. وإن حاول البعض أسلمته وترقيعه دينيًا من خلال ما هو أقرب للوعظ، وأحيانًا ما لا صلة له بالتنمية البشرية إنما يتصل بالتربية.

تأمل أخلاق؛ الصدق والصبر والرضا والحلم والتواضع..، أو شعور؛ الحزن والفرح، الحب والكره، الانشراح والضيق.. إلخ، وكيف أن مردها للنفس لا للجسد، فلا تُقاس بالمادة ولا تُتملك بالمال.. وهو سر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الغنى غنى النفس"..
ولذلك في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر؛ قال كثير من الشراح: "كان يستعيذ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال"!

لأجل ذلك جُعل "الصبر" خير عطاء يُعطاه الإنسان وأوسع رزق.. في الحديث الصحيح: "ما أعطيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسع من الصبر".. لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "وجدنَا خير عيشنا الصبر"، لأن من لا يصبر على ما لا يقدر عليه؛ يتجرع مرارة ذلك ذلًا وتعاسةً وألمًا وشعورًا بالفقر والحرمان.

محمد وفيق زين العابدين

http://hottg.com/galam5


>>Click here to continue<<

أقلام مسددة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)