العلم والطفرات!
تمرُّ السنون ويتساقط أصحاب الطفرات والحماسة الآنية، ولا يكاد يثبت على طريق طلب العلم وتحصيله إلا من وفقه الله فكان طلب العلم بالنسبة لنيَّته عبادة وقربة، ولبرنامجه عادة وسجيَّة، وكان له علمٌ من العلوم قد بلغ فيه غاية حسنةً أو شارَف .. ثم هو يفيء إليه كلَّما حزبتْه الهموم، ويلقي عنده عصا ترحاله إذا شعر بالشتات، فمثل هذا لا يكاد ينقطع -بعون الله- حتى تنقطع أنفاسه ..
وإني لأحزن إذا رأيت من فتح الله عليه في العلم، وطافَ في رياضه سبعًا، ومنحه الله آلة في الفهم والاستحضار، ثم هو في منتصف الطريق يؤثر على طلب العلم شيئًا مما فُتِح على غيره من الناس، اللهم إلا أن يضطر لتحصيل معاشه وحاجاته وما لا يستغنى عنه من مصالحه ونحو ذلك .. وإلا فهو غارق في وديان الوهم، وفي غاية المباينة للصواب .. إن ظنَّ أن غيره أحظى منه عطاءً أو أكثر بهجة أو أحسن عاقبة!
ذكر البخاري في صحيحه قول ربيعة: لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه. قال ابن حجر معلِّقًا: يعني من كان له فهم وقبول للعلم لا ينبغي له أن يهمل نفسه فيترك الاشتغال.
وإن أحق الناس بالرأفة والشفقة من أضاع نفسه ففقدها وأنفاسُه تتردَّدُ بين جنبيه!
د. سليمان العبودي
>>Click here to continue<<