TG Telegram Group & Channel
قناة كُتّاب العرب والأحرار | United States America (US)
Create: Update:

📚📚📚
*سيد قطب يكتب عن الإمام علي (ع):*

[إن معاوية وزميله عَمرو بن العاص لم يغلبا عليّاً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب.. ولكن لأنهما طليقان في إستخدام كل سلاح، وهو مُقيَّد بأخلاقه في إختيار وسائل الصراع..

وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.. فلا عجب ينجحان ويفشل،
وإنه لفشل أشرف من كل نجاح..


على أن غلبة معاوية على عليّ، كانت لأسباب أكبر من الرجلين:

كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، وإتجاه على إتجاه.

كان مَدّ الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام ، بينما بقي عليّ في القمة لا يتبع هذا الإنحسار ، ولا يرضى بأن يجرفهُ التيار.

من هنا كانت هزيمتهُ ، وهي هزيمة أشرف من كل إنتصار. .......

فما كانت خديعة المصاحف ولا سواها خديعة خير لأنها هزمت علياً ونصرت معاوية.
فلقد كان إنتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس

ولو قُدِّر لعلي أن ينتصر لكان إنتصاره فوزاً لروح الإسلام الحقيقية: الروح الخُلقية العادلة المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال ولكن إنهزام هذه الروح ولمّا يمض عليها نصف قرن كامل ، وقد قُضى عليها فلم تقم لها قائمة بعد – إلاّ سنوات على يد عمر بن عبد العزيز - ثم انطفأ ذلك السراج ، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الإسلام الحقيقية ..

على أننا لسنا في حاجة يوماً من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية فهي جزء من طبائع الناس عامة إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة عليّ، فهي التي تحتاج إلى إرتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه..

وإذا احتاج جيل لأن يدعى إلى خطة معاوية ، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجة العموم. فروح "مكيافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون ، هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنها روح "النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات! "

وبعد فلست " شيعياً " لأقرر هذا الذي أقول إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخُلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن (الوصولية) الهابطة المتدنية، ولينتصر لعليّ على معاوية وعمرو.
إنما ذلك إنتصار للترفع والنظافة والإستقامة.

ويخطئ من يعتقد إن النجاح العملي هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الإنسانية. فذلك نجاح قصير العمر ينكشف بعد قليل......]
————
#المصدر : (كتب وشخصيات)ص ٢٤١- ص ٢٤٣- تاليف #سيد_قطب .*
#واحة_الفكــر_الحــر
====================
*📚 #ملتقى_كُتّاب_العرب_والأحرار ..*
*📚 Forum of Arab and Free Writers ..*
====================
🔊 للانضمام على قناة التلجرام : 🔚
🌏http://hottg.com/ffw_arab

📚📚📚
*سيد قطب يكتب عن الإمام علي (ع):*

[إن معاوية وزميله عَمرو بن العاص لم يغلبا عليّاً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب.. ولكن لأنهما طليقان في إستخدام كل سلاح، وهو مُقيَّد بأخلاقه في إختيار وسائل الصراع..

وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.. فلا عجب ينجحان ويفشل،
وإنه لفشل أشرف من كل نجاح..


على أن غلبة معاوية على عليّ، كانت لأسباب أكبر من الرجلين:

كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، وإتجاه على إتجاه.

كان مَدّ الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام ، بينما بقي عليّ في القمة لا يتبع هذا الإنحسار ، ولا يرضى بأن يجرفهُ التيار.

من هنا كانت هزيمتهُ ، وهي هزيمة أشرف من كل إنتصار. .......

فما كانت خديعة المصاحف ولا سواها خديعة خير لأنها هزمت علياً ونصرت معاوية.
فلقد كان إنتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس

ولو قُدِّر لعلي أن ينتصر لكان إنتصاره فوزاً لروح الإسلام الحقيقية: الروح الخُلقية العادلة المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال ولكن إنهزام هذه الروح ولمّا يمض عليها نصف قرن كامل ، وقد قُضى عليها فلم تقم لها قائمة بعد – إلاّ سنوات على يد عمر بن عبد العزيز - ثم انطفأ ذلك السراج ، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الإسلام الحقيقية ..

على أننا لسنا في حاجة يوماً من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية فهي جزء من طبائع الناس عامة إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة عليّ، فهي التي تحتاج إلى إرتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه..

وإذا احتاج جيل لأن يدعى إلى خطة معاوية ، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجة العموم. فروح "مكيافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون ، هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنها روح "النفعية" التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات! "

وبعد فلست " شيعياً " لأقرر هذا الذي أقول إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخُلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن (الوصولية) الهابطة المتدنية، ولينتصر لعليّ على معاوية وعمرو.
إنما ذلك إنتصار للترفع والنظافة والإستقامة.

ويخطئ من يعتقد إن النجاح العملي هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الإنسانية. فذلك نجاح قصير العمر ينكشف بعد قليل......]
————
#المصدر : (كتب وشخصيات)ص ٢٤١- ص ٢٤٣- تاليف #سيد_قطب .*
#واحة_الفكــر_الحــر
====================
*📚 #ملتقى_كُتّاب_العرب_والأحرار ..*
*📚 Forum of Arab and Free Writers ..*
====================
🔊 للانضمام على قناة التلجرام : 🔚
🌏http://hottg.com/ffw_arab


>>Click here to continue<<

قناة كُتّاب العرب والأحرار






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)