خلاصة مركزة في الضابط الذي تتميَّز به المصلحة المرسلة عن البدع المحدثة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
الضابط في هذا -والله أعلم- أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحةً، إذ لو اعتقدوه مفسدةً لم يحدثوه، فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين، فما رآه الناس مصلحةً، نُظِرَ في السبب المُحْوِج إليه : فإن كان السبب المُحْوِج إليه أمراً حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن من غير تفريط منه، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لكن تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعارضٍ زال بموته.
وأما ما لم يحدث سبب مُحْوِج إليه، أو كان السبب المُحْوِج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث، فكل أمرٍ يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موجوداً، لو كان مصلحة ولم يُفْعَل، يُعْلم أنه ليس بمصلحةٍ، وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق، فقد يكون مصلحةً..." اهـ.
اقتضاء الصراط المستقيم [2/594]
#فوائد_أصولية_وقواعد_فقهية
http://cutt.us/Lsdi
>>Click here to continue<<