سُئِل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هل في قَدَرِ اللهِ تعالى شَرٌّ؟
فأجاب: (ليس في القَدَرِ شَرٌّ، وإنما الشَّرُّ في المقدورِ !
فمن المعروفِ أنَّ النَّاسَ تصيبُهم المصائِبُ وتنالهم الخيراتُ، فالخيراتُ خيرٌ، والمصائِبُ شَرٌّ، لكِنَّ الشَّرَّ ليس في فعلِ اللهِ تعالى
يعني: ليس فعلُ اللهِ وتقديرُه شرًّا، الشَّرُّ في مفعولاتِ اللهِ لا في فِعْلِه، واللهُ تعالى لم يُقَدِّرْ هذا الشَّرَّ إلَّا لخيرٍ، كما قال تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) هذا بيانُ سَبَبِ الفَسادِ، وأمَّا الحِكْمةُ فقال: ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
إذًا هذه مصائِبُ مآلها الخيرُ، فصار الشَّرُّ لا يضافُ إلى الرَّبِّ، ولكِنْ يضافُ إلى المفعولاتِ والمخلوقاتِ، مع أنَّ هذه المفعولاتِ والمخلوقاتِ شَرٌّ مِن وجهٍ، وخيرٌ من وجهٍ آخَرَ، فتكونُ شَرًّا بالنَّظَرِ إلى ما يحصُلُ منها من الأَذِيَّةِ، ولكِنَّها خيرٌ بما يحصُلُ فيها من العاقبةِ الحميدةِ ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
📚مجموع فتاوى ابن عثيمين
(2/ 108)
>>Click here to continue<<