TG Telegram Group & Channel
رؤى تربوية وتعليمية | United States America (US)
Create: Update:

# الصحة النفسية

📋الصحة النفسية


إنّ أكثر الناس قلقًا وضيقًا واضطرابًا وشعورًا بالضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان وبرد اليقين.
إن حياتهم لا طعم لها ولا مذاق، وإن حفلت باللذائذ والمرفّهات.

🔄بحَثَ ويبحثُ أقوامٌ عن السكينة وطمأنينة النفس في المال، في المناصب، في المركوبات الفارهة، في الشهرة الزائفة، في الانغماس في أوحال الشهوات، في تجرّع كؤوس الخمر، في احتساء سموم المخدّرات، فلم يشبعوا، ولم يهنئوا، ولم تطمئن نفوسهم، واصطلوا بنار القلق النفسي والتوتّر العصبي يُقِضُّ مضاجعهم ويؤلم نفوسهم ويوجع أبدانهم، قال تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}
[سورة الحشر: من الآية 19]،
لم يجدوا السكينة، ولن يجدوا أنفسهم ذاتها،
قال تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
[سورة طه:124].
ومن قطع صلته بالله فما أشقى حياته، وما أتعس حظّه، وما أخيب سعيه.

قال ابن القيّم رحمه الله: "في القلب شعث لا يملِه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلاّ السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلاّ الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه ثلاث حسرات لا يطفئها إلاّ الرضا بأمره ونهيه وقضائه، وفيه فاقة لا يسدّها إلاّ محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدًا". انتهى كلامه رحمه الله.

🌱السكينة وطمأنينة النفس ثمرة من ثمار دوحة الإيمان وشجرة التوحيد الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فتستريح النفس من تعب، وترتوي من ظمأ، وتأمن ولو اشتدّت المخاوف وتوالت الخطرات والهواجس.

الإيمان يقي الإنسان من الأمراض النفسية التي شاعت في المجتمعات البشرية، يقيه من الصراعات الداخلية وما يصاحبها من قلق وتوتّر وخوف وملل واكتئاب ووساوس، تعوق طموحه، وتكبح انطلاقه، وتظلله بسحائب الكرب، وتُهطِل عليه جداول الغموم، فيطول حزنه، ويتّصل قلقه لينقلب صاغراً متحطّمًا مهشّمًا خاملًا منهزمًا في زاوية من زوايا الحياة.

قال صلى الله عليه وسلم:
«من جعل الهموم همّا واحدا، همّ آخرته كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالِ الله في أيّ أوديتها هلك»
[رواه ابن ماجه].

إنّ عقيدة التوحيد
منحت المسلم يقينا بأن لا ربّ يُخاف و يُرجى إلاّ الله، ولا إله يُجتَنَب سخَطه ويُلتَمَس رضاه إلاّ الله،
قال تعالى:
{وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
[سورة آل عمران ]

وفي مسيرة المسلم اليومية محطّات تغذيه بقوة نفسية تورث الطمأنينة، وتشحذ العزيمة، وتستنهض الهمم، وتحصّن من نزغات الشيطان .

إنّها الصلاة الخاشعة، تهوّن أثقال الحياة، وتمسح متاعبها،
قال تعالى:
{اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [سورة البقرة ] ،
( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلّى) [أخرجه أبو داوود].

يقارن ذلك زاد يملك العبد مدده في كل لحظة وآن، ذلكم هو ذكر الله الذي يزيل غما، ويزيح هما، ويشرح صدرا. بالصلاة والذكر يبدأ المسلم حياته المتجددة كل صباح، فيستقبل فجرا باسما بإشراقة أمل ونفس طيبة، وإلا تقلّب في يومٍ مظلم بوجهٍ مكفهرّ ونفسٍ خبيثة.

قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة، فإن توضّأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقدة، فأصبح نشيطاً، طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس، كسلان»
[أخرجه البخاري ].

🔸درب الحياة تظلله الابتلاءات والمحن والشدائد والأمراض، لذا فإن الصبر والرضا يحصّنان النفس من أنين الجراح وهلع الأثقال وقلق الآلام ومفاجآت الأيام، قال صلى الله عليه وسلم:
«عجبا لأمر المؤمن، فإن أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له» [رواه مسلم].
🔸وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"خير عيش أدركناه بالصبر".

الرضا يطرد القلق، ويجلو الحزن، ويمسح العبرات، ويذهب الحسرات، ويكسب النفس الأجر والمثوبة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
["إنّ السُّخط باب الهم]
والغم والحزن، وشتات القلب، وكسف البال، وسوء الحال، والرضا يخلصه من ذلك كله، ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة". وإذا توالت الأزمات على النفوس واشتدّ الضيق فتح الله لها بابا إلى السماء لتفضي بهمومها وتبث أحزانها، حتى لا يحطمها الجزع، ويدمرها الخوف، وتغشاها سحائب الغموم.

الألم النفسي بالقلق على ما فات والتحسر على الماضي، دندنة الضعفاء، وهمّة البطّالين، وطريق الشياطين: "لو أنني فعلت كذا لكان كذا".

إنّ أصحاب الهمم العالية، والأعمال المثمرة، والعزائم المتّقدة لا يبكون الأطلال، ولا تعوقهم الأحزان وأخطاء الماضي، عن التطلع إ

# الصحة النفسية

📋الصحة النفسية


إنّ أكثر الناس قلقًا وضيقًا واضطرابًا وشعورًا بالضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان وبرد اليقين.
إن حياتهم لا طعم لها ولا مذاق، وإن حفلت باللذائذ والمرفّهات.

🔄بحَثَ ويبحثُ أقوامٌ عن السكينة وطمأنينة النفس في المال، في المناصب، في المركوبات الفارهة، في الشهرة الزائفة، في الانغماس في أوحال الشهوات، في تجرّع كؤوس الخمر، في احتساء سموم المخدّرات، فلم يشبعوا، ولم يهنئوا، ولم تطمئن نفوسهم، واصطلوا بنار القلق النفسي والتوتّر العصبي يُقِضُّ مضاجعهم ويؤلم نفوسهم ويوجع أبدانهم، قال تعالى:
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}
[سورة الحشر: من الآية 19]،
لم يجدوا السكينة، ولن يجدوا أنفسهم ذاتها،
قال تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
[سورة طه:124].
ومن قطع صلته بالله فما أشقى حياته، وما أتعس حظّه، وما أخيب سعيه.

قال ابن القيّم رحمه الله: "في القلب شعث لا يملِه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلاّ السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلاّ الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه ثلاث حسرات لا يطفئها إلاّ الرضا بأمره ونهيه وقضائه، وفيه فاقة لا يسدّها إلاّ محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدًا". انتهى كلامه رحمه الله.

🌱السكينة وطمأنينة النفس ثمرة من ثمار دوحة الإيمان وشجرة التوحيد الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فتستريح النفس من تعب، وترتوي من ظمأ، وتأمن ولو اشتدّت المخاوف وتوالت الخطرات والهواجس.

الإيمان يقي الإنسان من الأمراض النفسية التي شاعت في المجتمعات البشرية، يقيه من الصراعات الداخلية وما يصاحبها من قلق وتوتّر وخوف وملل واكتئاب ووساوس، تعوق طموحه، وتكبح انطلاقه، وتظلله بسحائب الكرب، وتُهطِل عليه جداول الغموم، فيطول حزنه، ويتّصل قلقه لينقلب صاغراً متحطّمًا مهشّمًا خاملًا منهزمًا في زاوية من زوايا الحياة.

قال صلى الله عليه وسلم:
«من جعل الهموم همّا واحدا، همّ آخرته كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالِ الله في أيّ أوديتها هلك»
[رواه ابن ماجه].

إنّ عقيدة التوحيد
منحت المسلم يقينا بأن لا ربّ يُخاف و يُرجى إلاّ الله، ولا إله يُجتَنَب سخَطه ويُلتَمَس رضاه إلاّ الله،
قال تعالى:
{وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
[سورة آل عمران ]

وفي مسيرة المسلم اليومية محطّات تغذيه بقوة نفسية تورث الطمأنينة، وتشحذ العزيمة، وتستنهض الهمم، وتحصّن من نزغات الشيطان .

إنّها الصلاة الخاشعة، تهوّن أثقال الحياة، وتمسح متاعبها،
قال تعالى:
{اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [سورة البقرة ] ،
( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلّى) [أخرجه أبو داوود].

يقارن ذلك زاد يملك العبد مدده في كل لحظة وآن، ذلكم هو ذكر الله الذي يزيل غما، ويزيح هما، ويشرح صدرا. بالصلاة والذكر يبدأ المسلم حياته المتجددة كل صباح، فيستقبل فجرا باسما بإشراقة أمل ونفس طيبة، وإلا تقلّب في يومٍ مظلم بوجهٍ مكفهرّ ونفسٍ خبيثة.

قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة، فإن توضّأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقدة، فأصبح نشيطاً، طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس، كسلان»
[أخرجه البخاري ].

🔸درب الحياة تظلله الابتلاءات والمحن والشدائد والأمراض، لذا فإن الصبر والرضا يحصّنان النفس من أنين الجراح وهلع الأثقال وقلق الآلام ومفاجآت الأيام، قال صلى الله عليه وسلم:
«عجبا لأمر المؤمن، فإن أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له» [رواه مسلم].
🔸وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"خير عيش أدركناه بالصبر".

الرضا يطرد القلق، ويجلو الحزن، ويمسح العبرات، ويذهب الحسرات، ويكسب النفس الأجر والمثوبة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
["إنّ السُّخط باب الهم]
والغم والحزن، وشتات القلب، وكسف البال، وسوء الحال، والرضا يخلصه من ذلك كله، ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة". وإذا توالت الأزمات على النفوس واشتدّ الضيق فتح الله لها بابا إلى السماء لتفضي بهمومها وتبث أحزانها، حتى لا يحطمها الجزع، ويدمرها الخوف، وتغشاها سحائب الغموم.

الألم النفسي بالقلق على ما فات والتحسر على الماضي، دندنة الضعفاء، وهمّة البطّالين، وطريق الشياطين: "لو أنني فعلت كذا لكان كذا".

إنّ أصحاب الهمم العالية، والأعمال المثمرة، والعزائم المتّقدة لا يبكون الأطلال، ولا تعوقهم الأحزان وأخطاء الماضي، عن التطلع إ


>>Click here to continue<<

رؤى تربوية وتعليمية




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)