📩 بَعَثَ رَجُلٌ مُشَتّتٌ مُحْتَارٌ إِلَى شَيْخِ الإِسْلَامِ ابن تَيمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى - هَذَا السُّؤَال :
" مَا دوَاءُ مَنْ تَحَكَّمَ فِيْهِ الدَّاء،
وَمَا الاِحْتِيَالُ فِيْمَنْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الخَبَال ( فَسَادُ العَقْلِ )،
وَمَا العَمَلُ فِيْمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الكَسَل،
وَمَا الطَرِيْقُ إِلَى التَّوْفِيْقِ،
وَمَا الحِيْلَةُ فِيْمَنْ سَطَتْ عَلَيْهِ الحيْرَة؛
إِنْ قَصَدَ التَّوَجُّهَ إِلَى اللَّـهِ مَنَعَهُ هَوَاه ،
وَإِنْ رَامَ الاِدِّكَار غَلَبَ عَلَيْهِ الاِفْتِكَار ،
وَإِنْ أَرَادَ يَشْتَغِلُ لَمْ يُطَاوِعهُ الفَشَل .
غَلَبَ الهَوَى فَتَرَاهُ فِيْ أَوْقَاتِهِ *
حَيْرَانَ صَاحِيْ بَلْ هُوَ السَّكْرَانُ
إِنْ رَامَ قُرْبًا لِلْحَبِيْبِ تَفَرَّقَتْ *
أَسْبَابُهُ وَتَوَاصَلَ الهُجْرَانُ
هَجَرَ الأَقَارِبَ وَالمَعَارِفَ عَلَّهُ *
يَجِدُ الغِنَى وَعَلَى الغِنَاءِ يُعَانُ
مَا ازْدَادَ إِلَّا حَيْرَةً وَتَوَانِيًا *
أَكَذَا بِهِمْ مَنْ يَسْتَجِيْرُ يُهَانُ ؟
🌿 فَأَجَابَ - رَضِيَ ﷲُ عَنْهُ - :
« دَوَاؤُهُ الاِلْتِجَاءُ إِلَى ﷲِ تَعَالَى ، وَدَوَامُ التَضَرُّعِ إِلَى ﷲِ سُبْحَانَه ، وَالدُّعَاءُ بِأَنْ يَتَعَلَّمَ الأَدْعِيَةَ المَأْثُوْرَة ، وَيَتَوَخَّى الدُّعَاءَ فِيْ مَظَانِّ الإِجَابَة ؛ مِثْلَ آخِرَ اللَّيْلِ ، وَأَوْقَاتِ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ ، وَفِيْ سُجُوْدِهِ ، وَفِيْ أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ ،
وَيَضُمُّ إِلَى ذَلِكَ الاِسْتِغْفَار ، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَغْفَرَ ﷲَ ثُمَّ تَابَ إِلَيْهِ مَتَّعَهُ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى .
وَلْيَتَّخِذْ وِرْدًا مِنَ الأَذْكَارِ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَوَقْتِ النَّوْمِ .
وَلْيَصْبِرْ عَلَى مَا يَعْرِض لَهُ مِنَ المَوَانِعِ والصَّوَارِف ، فَإِنَّهُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يُؤَيِّدَهُ ﷲُ بِرُوْحٍ مِنْهُ ، وَيَكْتُبَ الإِيْمَانَ فِيْ قَلْبِهِ .
وَلْيَحْرِصْ عَلَى إِكْمَالِ الفَرَائِضِ مِنَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ بِبَاطِنِهِ وَظَاهِرِه ؛ فَإِنَّهَا عَمُوْدُ الدِّيْنِ .
وَلْيَكُنْ هُجَّيْرَاهُ - أَيْ طُوْلَ وَقْتِهِ - :
" لاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّـهِ العَلِيِّ العَظِيْم " ؛ فَإِنَّهَا بِهَا تُحْمَلُ الأَثْقَال، وَتُكَابَدُ الأَهْوَال وَيُنَالُ رَفِيْعُ الأَحْوَالِ .
وَلاَ يَسْأَمُ مِنَ الدُّعَاءِ وَالطَّلَبِ ؛ فَإِنَّ العَبْدَ يُسْتَجَابُ لَهُ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُول :
قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِيْ .
وَلْيَعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا ،
وَلَمْ يَنَلْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ جسيمِ الخَيْرِ - نَبِيٌّ فَمَنْ دُوْنَهُ - إِلاَّ بِالصَّبْرِ ،
وَالحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ العَالَمِيْن ».
📒 [ جَامِعُ الرَّسَائِل || ٧ / ٤٤٦ ]
http://hottg.com/Scholars7
>>Click here to continue<<