TG Telegram Group & Channel
🔊 قَنَاةّ: 🖋 دُرَرُ الْكَلِم.💦 🥀| • -➢|| hottg.com/darar_alkalim | United States America (US)
Create: Update:

#مصيبة_موت_العلماء!

كتبه/ نصر رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن أهل العلم العاملين، والعلماء المخلصين في سماء العلم نجومها، وفي الأرض هداتها وحداتها، يُخرجون الناس -بفضل الله ثمّ- بنور علمهم من الظلمات إلى النور، ويأخذون بأيديهم إلى سبيل الحق وطريق الفوز والسرور، ويرشدونهم -بإذن الله- إلى مرضاة العزيز الغفور، وهم الموقِّعون عن الله وعن الرسول، فالله -عز وجل- جعل النجوم في السماء معالم للمسافرين والسائرين (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16)، وجعل نجوم الأرض -وهم العلماء- معالم الطريق للسالكين والحيارى والتائهين (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (الأنبياء:73)، فهم حقًّا مصابيح الدجى، ونجوم الهدى، يقمعون أهل الغواية والضالين، وأصحاب الهوى، فهم ربان السفين، وحماة الدين، يرشدون التائهين والحائرين، وينيرون الدروب للسالكين، فبهم تصفو الحياة، وتزكو النفوس.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- في وصفهم: "يدعون مَن ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم مِن قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم مِن ضال تائه قد هدوه".
قال ابن القيم -رحمه الله- عنهم: "هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الآباء والأمهات بنص الكتاب".
فحُق أن يوصفوا بأفضل الأوصاف وأعلاها، وأعظمها وأزكاها؛ كيف لا وهم الذين أخبر عنهم -صلى الله عليه وسلم- أنهم: "ورثة الأنبياء" وكفى بها منقبة، بل حسبهم مديح الله لهم في الكتاب، حيث قال عنهم الملك الوهاب: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة:11).
إن احترام علماء الأمة، وتقديرهم وإجلالهم، ونصرتهم وموالاتهم -أحياءً وأمواتًا- عقيدة يعتقدها أهل الحق، ودين يتعبدون به لله رب العالمين، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) (رواه أحمد والحاكم، وحسنه الألباني).
قال السعدي -رحمه الله-: "مِن عقيدة أهل السُّنة والجماعة: أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة، أي: يتقربون إلى الله -تعالى- بتوقير العلماء، وتعظيم حُرمتهم".
وكان الإمام أحمد -رحمه الله- كثير الدعاء للشافعي -رحمه الله-، فسأله ابنه عبد الله: يا أبتِ، أي شيء كان الشافعي، فإني أسمعك تكثر الدعاء له؟ فأجاب رحمه الله: "يا بنيّ، كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض".
إن بقاء العلماء نعمةٌ من الله ورحمة، وذهابهم مصيبة تصيب الأرض وأهلها، ونقمة وثُلمة في الدِّين لا يسد شيء مسدها، بل إن مِن أعظم الرزايا التي تُرْزَأ بها الأمة الإسلامية ذهاب أهل العلم الربانيين، فبموت العلماء والدعاة وفقدهم تكمن المصيبة، وتعظم الرزية، وتخرب الدنيا، حين لا يجد الناس علماء ربانيين عاملين، فيبرز حينئذٍ أهل الجهالة والضلالة، ومَن يدعي العلم وليس من أهله، فحقّ للأرض أن تتصدع، وللسماء أن تحزن، وللأمة أن تبكي على موت العالم.
قال الآجري -رحمه الله-: "فما ظنكم -رحمكم الله- بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس، لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟ هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، ولا كيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيَّر الناس، ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل".
قال عمر -رضي الله عنه-: "موت ألف عابد أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "ووجه قول عمر: أن هذا العالِم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد؛ فنفعه مقصور على نفسه" (مفتاح دار السعادة).
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ يكون في القبيلة عالمان، فيموت أحدهما فيذهب نصف العلم، ويموت الآخر فيذهب علمهم كله"، وقال -رضي الله عنه-: "موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أتدرون ما ذهاب العلم"؟ قلنا: لا، قال: "ذهاب العلماء، ولا يزال عالمٌ يموت، وأثر للحق يُدرس، حتى يكثر أهل الجهل، وقد ذهب أهل العلم، فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل".

#مصيبة_موت_العلماء!

كتبه/ نصر رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن أهل العلم العاملين، والعلماء المخلصين في سماء العلم نجومها، وفي الأرض هداتها وحداتها، يُخرجون الناس -بفضل الله ثمّ- بنور علمهم من الظلمات إلى النور، ويأخذون بأيديهم إلى سبيل الحق وطريق الفوز والسرور، ويرشدونهم -بإذن الله- إلى مرضاة العزيز الغفور، وهم الموقِّعون عن الله وعن الرسول، فالله -عز وجل- جعل النجوم في السماء معالم للمسافرين والسائرين (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:16)، وجعل نجوم الأرض -وهم العلماء- معالم الطريق للسالكين والحيارى والتائهين (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (الأنبياء:73)، فهم حقًّا مصابيح الدجى، ونجوم الهدى، يقمعون أهل الغواية والضالين، وأصحاب الهوى، فهم ربان السفين، وحماة الدين، يرشدون التائهين والحائرين، وينيرون الدروب للسالكين، فبهم تصفو الحياة، وتزكو النفوس.
قال الإمام أحمد -رحمه الله- في وصفهم: "يدعون مَن ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم مِن قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم مِن ضال تائه قد هدوه".
قال ابن القيم -رحمه الله- عنهم: "هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الآباء والأمهات بنص الكتاب".
فحُق أن يوصفوا بأفضل الأوصاف وأعلاها، وأعظمها وأزكاها؛ كيف لا وهم الذين أخبر عنهم -صلى الله عليه وسلم- أنهم: "ورثة الأنبياء" وكفى بها منقبة، بل حسبهم مديح الله لهم في الكتاب، حيث قال عنهم الملك الوهاب: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة:11).
إن احترام علماء الأمة، وتقديرهم وإجلالهم، ونصرتهم وموالاتهم -أحياءً وأمواتًا- عقيدة يعتقدها أهل الحق، ودين يتعبدون به لله رب العالمين، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) (رواه أحمد والحاكم، وحسنه الألباني).
قال السعدي -رحمه الله-: "مِن عقيدة أهل السُّنة والجماعة: أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة، أي: يتقربون إلى الله -تعالى- بتوقير العلماء، وتعظيم حُرمتهم".
وكان الإمام أحمد -رحمه الله- كثير الدعاء للشافعي -رحمه الله-، فسأله ابنه عبد الله: يا أبتِ، أي شيء كان الشافعي، فإني أسمعك تكثر الدعاء له؟ فأجاب رحمه الله: "يا بنيّ، كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض".
إن بقاء العلماء نعمةٌ من الله ورحمة، وذهابهم مصيبة تصيب الأرض وأهلها، ونقمة وثُلمة في الدِّين لا يسد شيء مسدها، بل إن مِن أعظم الرزايا التي تُرْزَأ بها الأمة الإسلامية ذهاب أهل العلم الربانيين، فبموت العلماء والدعاة وفقدهم تكمن المصيبة، وتعظم الرزية، وتخرب الدنيا، حين لا يجد الناس علماء ربانيين عاملين، فيبرز حينئذٍ أهل الجهالة والضلالة، ومَن يدعي العلم وليس من أهله، فحقّ للأرض أن تتصدع، وللسماء أن تحزن، وللأمة أن تبكي على موت العالم.
قال الآجري -رحمه الله-: "فما ظنكم -رحمكم الله- بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس، لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟ هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، ولا كيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيَّر الناس، ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل".
قال عمر -رضي الله عنه-: "موت ألف عابد أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "ووجه قول عمر: أن هذا العالِم يهدم على إبليس كل ما يبنيه بعلمه وإرشاده، وأما العابد؛ فنفعه مقصور على نفسه" (مفتاح دار السعادة).
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ يكون في القبيلة عالمان، فيموت أحدهما فيذهب نصف العلم، ويموت الآخر فيذهب علمهم كله"، وقال -رضي الله عنه-: "موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أتدرون ما ذهاب العلم"؟ قلنا: لا، قال: "ذهاب العلماء، ولا يزال عالمٌ يموت، وأثر للحق يُدرس، حتى يكثر أهل الجهل، وقد ذهب أهل العلم، فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل".


>>Click here to continue<<

🔊 قَنَاةّ: 🖋 دُرَرُ الْكَلِم.💦 🥀| • -➢|| hottg.com/darar_alkalim




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)