TG Telegram Group Link
Channel: الداء والدواء
Back to Bottom
﴿ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَّقينَ﴾ [البقرة ٢]

لما كان القرآن هو أصفى الكلام وأعلاه وأحسنه، إحتاج إلى محل صافٍ وخالص -وهو قلوب المتقين- ولهذا قال الله “هُدًى لِلمتَّقين” ثم ذكر الدليل على تحققه، وهو أنهم يؤمنون بالغيب (الآيات)، فإن هذه الأعمال ناتجة عن؛ تفاعل القلب بهداية القرآن مع تقوى الانسان

- تفسير الإمام #الرازي
عن فضول المخالطة — ابن القيم -رحمه الله-:

وأما فضولُ المخالطةِ؛ فهي الدّاء العُضَالُ الجالبُ لكلِّ شرٍّ، وكم سلبت المخالطةُ والمعاشرةُ من نعمة، وكم زرعتْ من عداوة، وكم غرستْ في القلب من حَزَازات، تزولُ الجبالُ الراسيات وهي في القلوب لا تزول، ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذَ من المخالطة بمقدار الحاجة، ويجعلَ الناسَ فيها أربعةَ أقسام، متى خلط أحدَ الأقسام بالآخر، ولم يميِّزْ بينهما دخل عليه الشر:

أحدهما: مَنْ مخالَطَتُهُ كالغذاء لا يُستغنى عنه في اليوم واللَّيلةِ، فإذا أخذ حاجَتَهُ منه ترك الخلطة ، ثم إذا احتاجَ إليه خالطه هكذا على الدّوام، وهذا الضَّرْبُ أعزُّ من الكبريت الأحمر، وهم العلماء بالله وأمره ومكايد عدوه، وأمراض القلوب وأدويتها، الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه، فهذا الضَّرْبُ في مخالطتهم الربحُ كلُّه.

القسم الثاني : مَنْ مخالطتهُ كالدَّواء يُحْتَاجُ إليهْ عندَ المرضِ، فما دمتَ صحيحًا فلا حاجةَ لك في خلطته، وهم مَنْ لا يُسْتغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش، وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها، فإذا قضيتَ حاجَتك من مخالطة هذا الضَّرْب بقيَتْ مخالَطَتُهم من:

القسم الثالث: وهم مَنْ مخالطته كالدَّاء على اختلاف مراتبه وأنواعه، وقوته وضعفه، فمنهم من مخالطته كالدَّاء العُضَال، والمرض المزمن، وهو من لا تربحُ عليه في دين ولا دنيا، ومع ذلك فلا بدَّ من أن تخسرَ عليه الدِّين والدنيا أو أحدهما، فهذا إذا تمكَّنَت مخالطتُه واتصلت فهي مرض الموت المَخوْف.
ومنهم: مَنْ مخالطته كوجع الضرس يشتدَّ ضَرَبانه عليك، فإذا فارقَكَ سكن الألمُ.

ومنهم: مَنْ مخالطته حُمَّى الرُّوح وهو الثَّقيلُ البغيضُ العَثِل ، الذي لا يُحْسِنُ أن يتكلَّمَ فيفيدَك، ولا يُحسِنُ أن يُنصِتَ فيستفيدَ منك، ولا يعرف نفسَهُ فَيَضَعَها في منزلتها، بل إن تكلم فكلامه كالعِصِيِّ تنزلُ على قلوب السامعين، مع إعجابه بكلامه، وفرحه به، فهو يُحْدِثُ من فيه كلما تحدَّث, ويظنُّ أنه مِسْكٌ يطيبُ به المجلس، وإن سكت فأثقل من نصف الرَّحَى العظيمة التي لا يُطاق حملُها ولا جَرُّها على الأرض.

ويُذْكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جَلَسَ إلى جانبي ثقيلٌ إلا وجدتُ الجانبَ الذي هو فيه أنزلَ من الجانبَ الآخر.
ورأيت يومًا عند شيخنا (أي ابن تيمية) قدَّس اللهُ رُوحَه رجلاً من هذا الضَّرب، والشيخ يحتملُهُ ، وقد ضعُفَتِ القوى عن حمله، فالتفتَ إليَّ وقال: مُجالسة الثقيل حمَّى الرِّبْع, ثم قال: لكن قد أدْمَنَتْ أرواحُنا على الحُمَّى, فصارت لها عادةً أو كما قال. وبالجملة؛ فمخالطة كلِّ مخالف حمَّى للرُّوح فعَرَضِيَّه ولازمة.

ومن نكد الدنيا على العبد أن يُبتلى بواحد من هذا الضرب، وليس له بُدُّ من معاشرته ومخالطته، فليعاشرْه بالمعروف حتى يجعلَ الله له فرجًا ومخرجًا.

القسم الرابع: من مخالطته الهُلْكُ كُلُّه، ومخالطته بمنزلة أكل السُّم، فإن اتَّفقَ لآكله ترياقٌ، وإلا فأحسنَ اللهُ فيه العزاءَ, وما أكثرَ هذا الضَّرْبَ في الناس لا كثَّرهم اللهُ وهم أهلُ البدع والضلالة، والصَّادُّون عن سُنَّة رسول الله ﷺ، الدّاعون إلى خلافها، الذين يَصُدُّون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا, فيجعلون البدعةَ سُنَّةً، والسُّنَّةَ بِدْعَةً، والمعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، إن جرَّدت التوحيدَ بينهم قالوا: تنقَّصْتَ جنَابَ الأولياء والصالحين، وإن جَرَّدْتَ المتابعةَ لرسول الله ﷺ قالوا: أهدرتَ الأئمةَ المتبوعينَ.
وإن وصفت الله بما وصفَ به نفسَه، وبما وصفه به رسولُهْ من غير غُلُوٍّ ولا تقصيرٍ قالوا: أنت من المُشَبِّهين, وإن أَمَرتَ بما أَمَرَ اللهُ به ورسولُه من المعروف ونهيتَ عما نهى الله عنه ورسوله من المنكر، قالوا: أنت من المُفَتِّنِينَ. وإن اتبعتَ السُّنَّة وتركتَ ما خالفها قالوا: أنتَ من أهل البدَع المُضِلِّين. وإن انقطعتَ إلى الله تعالى وخَلَّيْتَ بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا: أنتَ من المُلَبِّسِين، وإن تركتَ ما أنتَ عليه، واتبعتَ أهواءَهم فأنت عند الله تعالى من الخاسرينَ، وعندهم من المنافقين.

فالحزمُ كلُّ الحزمِ التماسُ مرضاة الله تعالى ورسوله بإغضابهم، وأن لا تشتغلَ بإعتابهم ولا باستعتابهم، ولا تبالِ بذَمِّهم ولا بُغضهم، فإنه عينُ كَمَالِكَ، كما قال المتنبي :.

وإذا أتتكَ مَذَمَّتِي مِنْ ناقصٍ
فهي الشَّهَادَةُ لي بأنيَ كاملُ

ابن القيم | الضوء المنير في التفسير | ٦/٥٦٥
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال ابن القيم رحمه الله :
(‏ يوم الجمعة هو في الأيام كشهر رمضان في الشهور . وساعة الإجابة فيه كـليلة القدر في رمضان) .
أكثروا من الدعاء واسألوا الله من فضله .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حتى و إن مضت أيام العيد ببهجتها وسرورها وصفاءها . إياك أن تغادرك السماحة والإبتسامة وطيب النفس .
اجعل أيامك أعياداً بالطاعة والعبادة .
والذنبُ للعبد كأنه أمرٌ حتم، فالكَيِّسُ هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات.
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ )
قال القرطبي: قيل معناه، يدعون ربهم بالغداة لطلب التوفيق والتيسير، وبالعشي لطلب العفو عن التقصير.
وقيل: يعني به دوام عبادتهم، وإنما خص طرفي النهار بالذكر لأن من عمل وقت الشغل، كان في وقت الفراغ من الشغل أعمل .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"كيف يَسْلَمُ من له زوجةٌ لا تَرحمُهُ، وولدٌ لا يَعذِرُه، وجارٌ لا يأمَنُه، وصاحبٌ لا ينصحُه، وشريكٌ لا يُنصِفُه، وعدوٌّ لا ينامُ عن معاداته، ونفسٌ أمَّارةٌ بالسوءِ،

ودُنيا متزينةٌ، وهوًى مُرْدٍ، وشهوةٌ غالبةٌ له، وغضبٌ قاهرٌ، وشيطانٌ مزيِّنٌ، وضعفٌ مستولٍ عليه؟!

فإن تولَّاهُ الله وجذَبَهُ إليه انقهرتْ له هذه كلُّها،

وإن تخلى عنه ووكلَهُ إلى نفسه اجتمعت عليه، فكانت الهَلَكةُ".

ابن القيم
ㅤㅤㅤㅤㅤㅤ
📎من آثار الذنوب والمعاصي :

أن العبد إذا وقع في شدة أو كربة أو بلية خانه قلبه ولسانه وجوارحه عما هو أنفع شيء له ،

فلا ينجذب قلبه للتوكل على الله تعالى والإنابة إليه ، ولا يطاوعه لسانه لذكره ، وإن ذكره بلسانه لم يجمع بين قلبه ولسانه ،

بل إن ذكر الله أو دعاه ، ذكره بقلب لاه ساه غافل ، ولو أراد من جوارحه أن تعينه بطاعة تدفع عنه البلاء ، لم تنقد له ولم تطاوعه .

هذا ، وثم أمر أخوف من ذلك وأدهى منه وأمر ، وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الإحتضار ، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة ،

كما شوهد كثيرا من المحتضرين أصابهم ذلك ، حتى قيل لبعضهم : قل لا إله إلا الله ، فقال : آه آه ، لا أستطيع أن أقولها !!

وسبحان الله ! كم شاهد الناس من هذا عبرا ؟! والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم .

فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكن منه الشيطان ، واستعمله في معصية الله ، وأغفل قلبه ،

وعطل لسانه عن ذكر الله تعالى ، وجوارحه عن طاعته ، فكيف الظن به عند سقوط قواه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع ؟وجمع الشيطان له كل قوته وهمته،

وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته، فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، فهناك :

🟢﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ﴾ .

📚الجواب الكافي لابن القيم رحمه الله
ㅤㅤㅤㅤㅤㅤ
ㅤㅤㅤㅤㅤㅤ
#خاطرة

كثرة الاشتراك بالقنوات تؤدي إلى تراكم الرسائل
أنت تظن هكذا أنك تكثّف الاستفادة وهذا لا يحدث
بل تُزحِم حسابك بالرّسائل حتى تستثقل نفسك البرنامج كله لأنك تشعر أن المسؤوليات قد تكاثرت عليك

هذا في الحقيقة نموذج مصغّر مما تفعله أنت في حياتك.
تشترك في الدورة الفلانية
تتابع الدروس العلانية
تقرر دراسة اللغة كذا ودراسة العلم كذا

تُحاصر نفسك بالمهام حتى تستثقلها كلها فيمر يومك وأنت تُؤنّب نفسك على ما ضيّعت.

إخواني وأخواتي ، يكفي تراكم المهام الواقعية عليكم، يكفي ازدحام أدمغتكم بالدنيا وما ستصنعونه في أيامكم.

خذوا خطوة تنظيم حساباتكم ، واخرجوا من القنوات والمجموعات التي لا تقرؤون ما فيها أو لا تشعرون أنكم تستفيدون منها .
لعل هذه الخطوة تكون أولى خطوات تنظيم حياتكم بعدها.


وسأسعد كثيراً إن كان خروج أحدكم من قناتي خطوة من خطوات تنظيم حياته وبما فيها حسابه على برامج التواصل هذه.

#وتذكروا
لو قرأتم ولو صفحة واحدة في اليوم من كتاب مفيد، هذا أفضل من ألا تقرأوا شيئا ويمر يومكم بلا أي فائدة ولو صغيرة.
شيء صغير قد يكون أفضل من العدم

ㅤㅤㅤㅤㅤㅤ
في هذا اليوم ترقبوا ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .
اسألوا الله الفردوس الأعلى . واسألوه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا الثبات والفلاح والحياة الطيبة، وغفران مامضى والعصمة فيما بقي .
وتمموا الدعاء لوالديكم وذرياتكم بالمغفرة، ولبلادكم بالرفعة والأمن .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هل في إختلاف في هيئة الصلاة بين الرجل والمرأة؟
علاج نافع لذنوب الخلوات
اليوم هو أول أيام شهر ذي القعدة وهو من الأشهر الحُرم(ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب)
‏﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسكم ﴾

والوصية؛ البعد عن المنهيات والتزود من الطاعات .
قال تعالى في الحديث القدسي:
‏(ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).
‏قال ابن عثيمين :
‏كثرة النوافل سبب لمحبة الله عز وجل،
‏لأن: (حتى) للغاية، فإذا أكثرت من النوافل
‏فأبشر بمحبة الله لك .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏لماذا أوجبت الشريعةُ الرَّجم بالحجارةِ على الفاسقِ المُحصَن؟

أهي تُريد القَتل والتعذيب والمُثْلَةَ؟ كلّا؛ فإنَّ القتل ممكنٌ بغيرِ هذا، وبأشدِّ من هذا، ولكنّها الحِكمةُ الساميةُ العجيبة إنَّ هذا الفاسِقَ هدم بيتاً فهو يُرجَمُ بحِجارتِه!

الرافعي.
HTML Embed Code:
2024/05/21 18:38:22
Back to Top