TG Telegram Group & Channel
تشيللو 🎼 | United States America (US)
Create: Update:

يومًا ما ستكونين أُمًّا، ستلعبان معًا، ترتديان أطقمًا متشابهة، ستضحكان بأصوات غريبة تُضاعِف الضحك، ستكونين وسط ألعابه طفلة أيضًا، ولكن ستسمعين سؤالًا مُباغِتًا، يطرحه الفيلسوف الصغير.. ستُلاحقكِ كُلّ أدوات الاستفهام "ماذا، لماذا، أين، ومتىٰ، .."، أين الله؟، لماذا ألواننا مختلفة؟، مِمّ صُنِع ذلك الشيء؟، ماذا تعني الصلاة؟.

سيكتشف التناقُضات سريعًا، فحين تَنهينه عن فعل، سيكون هو أوّل مَن يُلاحِظ، سيسأل -بنبرة استغراب-: لماذا فعلتِ ما نهيتني عنه؟!

وما إن تتلفّظي بكلمة، ستسمعينها مِن فَمِه ألف مرّة، مثل أداة الحفظ والتسجيل. سيفترش السّجادة حالما تفعلين، فلا يُدرك صوت الأذان في الضجيج، لكن ستكونين أنتِ مأذنة البيت، ومنبّهًا لوقت الفرائض.

لن يعرف أنَّ أسئلته، بكاءه، عناده، لها أوقات مناسبة، لن تناسب أفعاله وقتكِ، لكن لغة الفهم ستكون هي المناسبة لكلّ الأوقات، وهنا عليكِ تعلُّم لغة -نفسيَّة- أُخرىٰ. طفلكِ لا يُقيّدك، بل يجعلكِ بنسخة أفضل، حين تتوخّين الحذر، وتتجنّبين الأخطاء، وتقرئين لتُجيبي علىٰ أسئلته لا لتتجنّبيها. حين يسألك عمّا في الحياة من تفاصيل؛ لأنّكِ مَن أنجبتِه لها، عليكِ أن تستعدّي لتكوني معلّمته الأولىٰ، المصدر الموثوق لكُلّ معلومة يتلقّاها. عليكِ أن تستعدّي -في اللّحظة هذه- لكي تكوني مؤهّلة لبناء إنسان، وتركيب شخصيّته بمهارة؛ قطعةً قطعة.

تثقيف نفسكِ استعدادًا للأمومة يجب أن يكون جُزءًا لا يتجزّأ من أهدافكِ الّتي تسعين خلفها. سيطلب طفلكِ أن يعرِف منكِ كثيرًا، وسيصمت في حين آخر، وستعطيه أفعالكِ الأجوبة. أنتِ موكّلة بأن تكوني معلّمته بالفعلِ والقولِ والصمت.

- هالة الجبوريّ

تشيللو 🎼
Photo
يومًا ما ستكونين أُمًّا، ستلعبان معًا، ترتديان أطقمًا متشابهة، ستضحكان بأصوات غريبة تُضاعِف الضحك، ستكونين وسط ألعابه طفلة أيضًا، ولكن ستسمعين سؤالًا مُباغِتًا، يطرحه الفيلسوف الصغير.. ستُلاحقكِ كُلّ أدوات الاستفهام "ماذا، لماذا، أين، ومتىٰ، .."، أين الله؟، لماذا ألواننا مختلفة؟، مِمّ صُنِع ذلك الشيء؟، ماذا تعني الصلاة؟.

سيكتشف التناقُضات سريعًا، فحين تَنهينه عن فعل، سيكون هو أوّل مَن يُلاحِظ، سيسأل -بنبرة استغراب-: لماذا فعلتِ ما نهيتني عنه؟!

وما إن تتلفّظي بكلمة، ستسمعينها مِن فَمِه ألف مرّة، مثل أداة الحفظ والتسجيل. سيفترش السّجادة حالما تفعلين، فلا يُدرك صوت الأذان في الضجيج، لكن ستكونين أنتِ مأذنة البيت، ومنبّهًا لوقت الفرائض.

لن يعرف أنَّ أسئلته، بكاءه، عناده، لها أوقات مناسبة، لن تناسب أفعاله وقتكِ، لكن لغة الفهم ستكون هي المناسبة لكلّ الأوقات، وهنا عليكِ تعلُّم لغة -نفسيَّة- أُخرىٰ. طفلكِ لا يُقيّدك، بل يجعلكِ بنسخة أفضل، حين تتوخّين الحذر، وتتجنّبين الأخطاء، وتقرئين لتُجيبي علىٰ أسئلته لا لتتجنّبيها. حين يسألك عمّا في الحياة من تفاصيل؛ لأنّكِ مَن أنجبتِه لها، عليكِ أن تستعدّي لتكوني معلّمته الأولىٰ، المصدر الموثوق لكُلّ معلومة يتلقّاها. عليكِ أن تستعدّي -في اللّحظة هذه- لكي تكوني مؤهّلة لبناء إنسان، وتركيب شخصيّته بمهارة؛ قطعةً قطعة.

تثقيف نفسكِ استعدادًا للأمومة يجب أن يكون جُزءًا لا يتجزّأ من أهدافكِ الّتي تسعين خلفها. سيطلب طفلكِ أن يعرِف منكِ كثيرًا، وسيصمت في حين آخر، وستعطيه أفعالكِ الأجوبة. أنتِ موكّلة بأن تكوني معلّمته بالفعلِ والقولِ والصمت.

- هالة الجبوريّ


>>Click here to continue<<

تشيللو 🎼






Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)