TG Telegram Group & Channel
البوح الصامت 💛 | United States America (US)
Create: Update:

- [عن عبدالله بن عمر:] قالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عُمَرَ كيفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: في النَّجْوى؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يقولُ: يُدْنى المُؤْمِنُ يَومَ القِيامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قالَ: فإنِّي قدْ سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وإنِّي أَغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى صَحِيفَةَ حَسَناتِهِ، وَأَمّا الكُفّارُ والْمُنافِقُونَ، فيُنادى بهِمْ على رُؤُوسِ الخَلائِقِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا على اللَّهِ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٢٧٦٨ • [صحيح] •

بيْنَما أنا أمْشِي مع ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما آخِذٌ بيَدِهِ، إذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقالَ: كيفَ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ في النَّجْوى؟ فَقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتّى إذا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى كِتابَ حَسَناتِهِ، وأَمّا الكافِرُ والمُنافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلى الظّالِمِينَ} [هود: 18].
عبدالله بن عمر • البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٤٤١ • [صحيح] •

#شرح_الحديث :

رَحمةُ اللهِ تعالى وَسِعتْ كلَّ شَيءٍ، ورَحمتُه في الآخِرةِ أَضْعافُ ما جَعَلَه في الدُّنيا، وتَكونُ لِعبادِه المؤمِنين، ولها صُوَرٌ مُتعدِّدةٌ، ومنها سَتْرُه سُبحانَه لعِبادِه المؤمنينَ عندَ الحِسابِ.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ التّابعيُّ صَفوانُ بنُ مُحرِزٍ المازِنيُّ أنَّه كان يَسيرُ مع عبْدِ اللهِ بنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما آخِذًا بيَدَيْه، إذ ظَهَرَ له رجُلٌ، وسَأَلَه عن النَّجْوى، والنَّجوى هي إسرارُ الواحدِ بالكلامِ مع آخَرَ على انفرادٍ، والمرادُ بها هنا: ما يقَعُ بيْن اللهِ تعالى وبيْن عبْدِه المؤمنِ يومَ القيامةِ، وهو فضْلٌ مِن اللهِ تعالى، حيث يَذكُرُ المَعاصيَ للعبْدِ سِرًّا. فذَكَرَ ابنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ أخبَرَ أنَّ اللهَ تعالى يُدْني المؤمنَ، أي: يُقرِّبه إليه يومَ القيامةِ؛ ليُكلِّمَه ويَعرِضَ عليه ذُنوبَه فيما بيْنه وبيْنه، فيَضَعُ عليه كنَفَه، والكَنَفُ في اللُّغةِ: السَّتْرُ والحِرزُ والنّاحيةُ، ويَستُرُه، أي: يَستُرُ عبْدَه عن رُؤيةِ الخَلْق له؛ لئلّا يَفتضِحَ أمامَهم فيُخْزى، ويُكلِّمُه فيها سِرًّا فيَقولُ له: أتَعرِفُ ذنْبَ كذا؟ أتَعرِفُ ذنْبَ كذا؟ فيُذكِّرُه بما فعَلَه في الدُّنيا في لُطفٍ وخَفاءٍ، حتّى إذا قَرَّره بذلك واعتَرَف بذُنوبِه، وتَيقَّن أنَّه داخلٌ النّارَ لا مَحالةَ إلّا أنْ يَتَدارَكَه عفْوُ اللهِ؛ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ له: سَتَرتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفِرُها لك اليومَ.
أمّا الكافرُ والمنافقُ في عَقيدتِه، فيَقولُ الأشهادُ -وهم الحاضِرون مِن الملائكةِ والنَّبيِّين والجنِّ والإنسِ-: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ} [هود: 18]، أي: هؤلاء الَّذين كَفَروا ونَسَبوا إلى اللهِ ما لا يَليقُ به مِن الشَّريكِ والولدِ والزَّوجةِ، وغيرِ ذلك، {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلى الظّالِمِينَ}، أي: ألا سَخَطُ اللهِ الدّائمُ وإبعادُه مِن رَحمتِه، على المُعتَدينَ الذين وَضَعوا العبادةَ في غيرِ مَوضِعِها.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليقُ بجَلالِه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قــال بـلال بن سعــد:
« إن الله يغـفر الـذنوب، ولكـن لا يمحـوها مـن الصحيـفة حـتى يوقـفه عـليها يـوم القيـامـة وإن تـاب ».

وقـــال أبو هــريرة:
« يــدني الله العبـد يـوم القـيامة، فيضـع عـليه كنـفه فيسـتره مـن الخـلائق كلـها، ويـدفع إليـه كتـابه فـي ذلـك السـتر فيـقول: اقـرأ يـا ابـن آدم كـتابك، فيـقرأ، فيـمر بالحسـنة فيـبيض لـهـا وجـهه، ويـسر بـها قـلبه، فيـقول الله: أتـعرف يـا عـبدي؟ »

◈ فيقـــول: نعـم، فيقــول:

« إنـي قـبلتها مـنك، فيسجـد، فيـقول: ارفـع رأسـك وعـد فـي كتـابك، فيـمر بالسيـئة فيسـود لـها وجـهه، ويـوجل لـها قلبـه وترتعـد مـنها فرائصـه، ويأخـذه مـن الحـياء مـن ربـه مـا لا يعـلمه غيره »

◈ فيقــول: أتعــرف يـا عبـدي؟

« فيقـول: نعـم، يـا رب، فيـقول: إنـي قـد غـفرتها لـك فيسـجد، فـلا يـرى منـه الخـلائق إلا السـجود حتـى ينـادي بعضـهم بعـضا: طـوبى لهـذا العبـد الـذي لـم يعـص الله قـط ولا يـدرون مـا قـد لقـي فـيما بينـه وبـين ربـه مـما قـد وقـفه علـيه ».

- [عن عبدالله بن عمر:] قالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عُمَرَ كيفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: في النَّجْوى؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يقولُ: يُدْنى المُؤْمِنُ يَومَ القِيامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قالَ: فإنِّي قدْ سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وإنِّي أَغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى صَحِيفَةَ حَسَناتِهِ، وَأَمّا الكُفّارُ والْمُنافِقُونَ، فيُنادى بهِمْ على رُؤُوسِ الخَلائِقِ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا على اللَّهِ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٢٧٦٨ • [صحيح] •

بيْنَما أنا أمْشِي مع ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما آخِذٌ بيَدِهِ، إذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقالَ: كيفَ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ في النَّجْوى؟ فَقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتّى إذا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُها عَلَيْكَ في الدُّنْيا، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليَومَ، فيُعْطى كِتابَ حَسَناتِهِ، وأَمّا الكافِرُ والمُنافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهادُ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلى الظّالِمِينَ} [هود: 18].
عبدالله بن عمر • البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٤٤١ • [صحيح] •

#شرح_الحديث :

رَحمةُ اللهِ تعالى وَسِعتْ كلَّ شَيءٍ، ورَحمتُه في الآخِرةِ أَضْعافُ ما جَعَلَه في الدُّنيا، وتَكونُ لِعبادِه المؤمِنين، ولها صُوَرٌ مُتعدِّدةٌ، ومنها سَتْرُه سُبحانَه لعِبادِه المؤمنينَ عندَ الحِسابِ.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ التّابعيُّ صَفوانُ بنُ مُحرِزٍ المازِنيُّ أنَّه كان يَسيرُ مع عبْدِ اللهِ بنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما آخِذًا بيَدَيْه، إذ ظَهَرَ له رجُلٌ، وسَأَلَه عن النَّجْوى، والنَّجوى هي إسرارُ الواحدِ بالكلامِ مع آخَرَ على انفرادٍ، والمرادُ بها هنا: ما يقَعُ بيْن اللهِ تعالى وبيْن عبْدِه المؤمنِ يومَ القيامةِ، وهو فضْلٌ مِن اللهِ تعالى، حيث يَذكُرُ المَعاصيَ للعبْدِ سِرًّا. فذَكَرَ ابنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ أخبَرَ أنَّ اللهَ تعالى يُدْني المؤمنَ، أي: يُقرِّبه إليه يومَ القيامةِ؛ ليُكلِّمَه ويَعرِضَ عليه ذُنوبَه فيما بيْنه وبيْنه، فيَضَعُ عليه كنَفَه، والكَنَفُ في اللُّغةِ: السَّتْرُ والحِرزُ والنّاحيةُ، ويَستُرُه، أي: يَستُرُ عبْدَه عن رُؤيةِ الخَلْق له؛ لئلّا يَفتضِحَ أمامَهم فيُخْزى، ويُكلِّمُه فيها سِرًّا فيَقولُ له: أتَعرِفُ ذنْبَ كذا؟ أتَعرِفُ ذنْبَ كذا؟ فيُذكِّرُه بما فعَلَه في الدُّنيا في لُطفٍ وخَفاءٍ، حتّى إذا قَرَّره بذلك واعتَرَف بذُنوبِه، وتَيقَّن أنَّه داخلٌ النّارَ لا مَحالةَ إلّا أنْ يَتَدارَكَه عفْوُ اللهِ؛ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ له: سَتَرتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفِرُها لك اليومَ.
أمّا الكافرُ والمنافقُ في عَقيدتِه، فيَقولُ الأشهادُ -وهم الحاضِرون مِن الملائكةِ والنَّبيِّين والجنِّ والإنسِ-: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ} [هود: 18]، أي: هؤلاء الَّذين كَفَروا ونَسَبوا إلى اللهِ ما لا يَليقُ به مِن الشَّريكِ والولدِ والزَّوجةِ، وغيرِ ذلك، {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلى الظّالِمِينَ}، أي: ألا سَخَطُ اللهِ الدّائمُ وإبعادُه مِن رَحمتِه، على المُعتَدينَ الذين وَضَعوا العبادةَ في غيرِ مَوضِعِها.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليقُ بجَلالِه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قــال بـلال بن سعــد:
« إن الله يغـفر الـذنوب، ولكـن لا يمحـوها مـن الصحيـفة حـتى يوقـفه عـليها يـوم القيـامـة وإن تـاب ».

وقـــال أبو هــريرة:
« يــدني الله العبـد يـوم القـيامة، فيضـع عـليه كنـفه فيسـتره مـن الخـلائق كلـها، ويـدفع إليـه كتـابه فـي ذلـك السـتر فيـقول: اقـرأ يـا ابـن آدم كـتابك، فيـقرأ، فيـمر بالحسـنة فيـبيض لـهـا وجـهه، ويـسر بـها قـلبه، فيـقول الله: أتـعرف يـا عـبدي؟ »

◈ فيقـــول: نعـم، فيقــول:

« إنـي قـبلتها مـنك، فيسجـد، فيـقول: ارفـع رأسـك وعـد فـي كتـابك، فيـمر بالسيـئة فيسـود لـها وجـهه، ويـوجل لـها قلبـه وترتعـد مـنها فرائصـه، ويأخـذه مـن الحـياء مـن ربـه مـا لا يعـلمه غيره »

◈ فيقــول: أتعــرف يـا عبـدي؟

« فيقـول: نعـم، يـا رب، فيـقول: إنـي قـد غـفرتها لـك فيسـجد، فـلا يـرى منـه الخـلائق إلا السـجود حتـى ينـادي بعضـهم بعـضا: طـوبى لهـذا العبـد الـذي لـم يعـص الله قـط ولا يـدرون مـا قـد لقـي فـيما بينـه وبـين ربـه مـما قـد وقـفه علـيه ».


>>Click here to continue<<

البوح الصامت 💛




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)