TG Telegram Group & Channel
𝐄7𝐓𝐖𝐀𝐀 𖢴🍂. | United States America (US)
Create: Update:

في مثل هذا اليوم قبل عامين في الخرطوم وعند الطابق الأرضي من بناية عتيقة دافئة وأليفة بالنسبة لي ، كان يجلس دائما على كرسيّ البلاستك مهمومًا  شاردا يطارد بأفكاره حبال أخيلة بعيدة ويعقد بيمينه حبّات مسبحته الصّغيرة بشكلٍ دائم،

"أبو محمود" رجلٌ في منتصف الأربعينيّات من عمره كان يديرُ كشكًا صغيراً لبيع سندوتشات الفلافل يعيل أسرته الصغيرة كان رجلاً حزينا بشكلٍ دائم ومنطوي، وكنتُ ألقي عليه التحايا بحكم الجيرة واتفقّد أحواله وأصارحه بطيبة السودانيّين المعهودة.

كنت أشاكسه  أحيانًا،  وبرغم قلّة  حديثه معي لكنه حكى لي أكثر مما صمت، لقد فتح لي قلبه مدغدغًا بذلك إحساسًا طاعنا في الوجع،

كان الرجل سوريًا ((من سوريا)) يعيش لاجئا في السودان مذ بدء النكبة في بلاده،

لقد  حكى لي كثيراً عن دمشق وغوطتها عن الريف والزعتر والحارات العتيقة إذ يكابر لحظتها أن يمسح دمعة حارّة تكاد تسيل على لحيته الكثيفة.

كان مختنقًا بحسرة  الحرب وبجرح بلادئه الغائر ومرارة التشرد والفقدان بعد كل هذه السنوات التي قضاها في المنفى، مسربًا لي إياها في أحاديثٍ عرضيّة وكنتُ أتفهم وضعه القاسي واحساسه بالعجز بحيث أمضي منه محمّلاً بالهواجس الإنسانية

اليوم أجلس على رصيف  شارع لا يعرفني أسفل بناية غريبة تطلُّ على أطلال لفظتني كخطيئة  متحسسًا تلك الطعنة الداخليّة كلما لامست بطاقة اللجوء في جيبي كلّما عجزت عن التّصفيق والتصفير عاليًا ولم يكن في عقلي  سوى حلم محطّم وجثّة بلاد منتفخة والشعور الحيّ بإحساس "أبو محمود " ذاك الرجل الصامت الذي يتنفس الحسرة ومرارة المنفى .
#منقول

في مثل هذا اليوم قبل عامين في الخرطوم وعند الطابق الأرضي من بناية عتيقة دافئة وأليفة بالنسبة لي ، كان يجلس دائما على كرسيّ البلاستك مهمومًا  شاردا يطارد بأفكاره حبال أخيلة بعيدة ويعقد بيمينه حبّات مسبحته الصّغيرة بشكلٍ دائم،

"أبو محمود" رجلٌ في منتصف الأربعينيّات من عمره كان يديرُ كشكًا صغيراً لبيع سندوتشات الفلافل يعيل أسرته الصغيرة كان رجلاً حزينا بشكلٍ دائم ومنطوي، وكنتُ ألقي عليه التحايا بحكم الجيرة واتفقّد أحواله وأصارحه بطيبة السودانيّين المعهودة.

كنت أشاكسه  أحيانًا،  وبرغم قلّة  حديثه معي لكنه حكى لي أكثر مما صمت، لقد فتح لي قلبه مدغدغًا بذلك إحساسًا طاعنا في الوجع،

كان الرجل سوريًا ((من سوريا)) يعيش لاجئا في السودان مذ بدء النكبة في بلاده،

لقد  حكى لي كثيراً عن دمشق وغوطتها عن الريف والزعتر والحارات العتيقة إذ يكابر لحظتها أن يمسح دمعة حارّة تكاد تسيل على لحيته الكثيفة.

كان مختنقًا بحسرة  الحرب وبجرح بلادئه الغائر ومرارة التشرد والفقدان بعد كل هذه السنوات التي قضاها في المنفى، مسربًا لي إياها في أحاديثٍ عرضيّة وكنتُ أتفهم وضعه القاسي واحساسه بالعجز بحيث أمضي منه محمّلاً بالهواجس الإنسانية

اليوم أجلس على رصيف  شارع لا يعرفني أسفل بناية غريبة تطلُّ على أطلال لفظتني كخطيئة  متحسسًا تلك الطعنة الداخليّة كلما لامست بطاقة اللجوء في جيبي كلّما عجزت عن التّصفيق والتصفير عاليًا ولم يكن في عقلي  سوى حلم محطّم وجثّة بلاد منتفخة والشعور الحيّ بإحساس "أبو محمود " ذاك الرجل الصامت الذي يتنفس الحسرة ومرارة المنفى .
#منقول


>>Click here to continue<<

𝐄7𝐓𝐖𝐀𝐀 𖢴🍂.




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)