TG Telegram Group Link
Channel: أيوب الجهني
Back to Bottom
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
تخفَّفْ من أحمالك لا تُقعدنَّكَ عما يُراد، فغدًا أمرٌ!
Forwarded from أنَس رُفَيْدَة (أنس رفيدة)
[والمرءُ يَأْلَمُ مِن الحَيرة، ويَضِيقُ مِن الشبهة، فإذا وجد المقطع والجَلاءَ أَنسَ وألقى عصاه، كالساري في ليلة غابَ قَمَرُها وتَوَارَى نَجْمُها حتى استوى فيها الأعمى والبصير، فلو كان أبصر خلقِ الله بطريق، وأعرفهم بدلالة، وأهدى من قطاة = لانسدلت عليه أستار حيرةٍ لا يَهْتِكُها إلا سيفُ الفَجْر.
ألا ترى إلى ضَجَرِ الضَّعَفَة من الطلبة بالخلاف وتعدد الأقوال، وإلى أُنسهم بالقول القاطع، والجواب الحاسم، وشَرَهِهِم وشَهْوَتهم إلى ترجيح الشيخ والعالم من غير نظر ولا تحقق؟ فلا يسمعون قول القائل في مسألة: «فيها قولان» و «فيها خلاف»؛ إلا ابتدروه قائلين: «وما الراجح ؟ وما الصواب؟ وما تختار؟»، وما ذاك إلا استعجال منهم إلى النتائج، وضَجَرٌ من النظر، واستثقال للتحقق؛ لأنَّ في التثبت مشقة، وفي التشبع مئونة، وفي إدامة النظر وإجالة الفكر ما لا يصبر عليه قليل الزاد، مُخْتَلُّ العتاد، هزيل الراحلة، فهذه سبيل لا يسلم من سار فيها وزادهُ البُلْغَةُ والكَفَافُ، وَلا مَن رَاحِلَتُهُ الطَّلِيحُ والعَجْفاء.
أما من لم يَرْضَ مِن المعرفة بظاهر السمة دون البحث عن باطن العلة، ولم يقنع في الأمر بأوائل البرهان حتى يستشهد لها دلائل الامتحان = فلا يَقْنَعُ بما دون التمحيص والتنقاد، فاقتا عين الهوى، مُضيعًا حظ النفس، فإنه لا تطمئن نفس العاقل في كل ما يطلب العلم به حتى يَبْلُغَ فيه غايته، وحتى يُغَلْغِلَ الفكر إلى زواياه، وحتى لا يبقى عليه موضع شُبهة ومكان مسألة]

أيوب الجهني
لو أنَّ قومًا آمنوا بالله وعبدوه من غير أن يبلغهم كلامُه لجلس بعضهم إلى بعض يتساءلون: هل لله كلام؟ وكيف يكون كلامه لو له كلام؟
ولو تخيَّل من لم يسمعه كيف يكون لَامتلأ رهبةً ولَأَخذ الجلالُ على نفسِه بأقطارِها.
ولو قيل لأحدهم: نعم له كلام تكلَّم به -سبحانه- لمَا سرَّهُ أن له الدنيا بحذافيرها ولم يعرف كيف يكون كلام الله.

فها نحن أُلَاءِ مَنَّ الله علينا فتكلَّم -جلَّ في علاه- بكلامِه إلى روح القدس -عليه السلام- فبلّغه نبيَّنا محمدًا ﷺ، فتلقاه عنه أصحابه -رضوان الله عليهم- فأُخذ عنهم جيلًا فجيلًا، فنقرؤه اليوم غضًّا طريًّا كما أُنزل أول مرة.
فما أغفَلَنا عما بين أيدينا!

وقد ضربْنا بيننا وبينه سُرادقاتٍ حجبتْنا عن نوره وهداه. وإن أغلظَها حجابًا حجابُ الإلْف والاعتياد.
ولو أن أحدَنا تلاه أو استمع إليه مستحضرًا أنه كلام خالقه تكلَّم به -جل شأنه- ليكون هاديًا لخَلْقِهِ، ودخل إليه من باب الافتقار والحاجة التي لا يجدها عند سواه، وتذكر أنه مقصودٌ بكل خطاب ونداء وأمر ونهي يتلقَّاه= لَمَا خرج إلا بغير ما دخل به.


فاللهم اكشف ما رانَ على قلوبنا بما كسبْنا، وارفع عنها ما يحجبنا عن الاهتداء بكتابك، واجعلها قابلة لتنزّل هداياتك وألطافك
#نفثة

ما لك مِن عيشك إلا عَمَلُكْ
إلا فُروضُكَ وإلا نَفَلُكْ
ويحك! فَلْيَعظُمْ عليها وجَلُكْ
وأَطِلِ الفِكْرَةَ يَقْصُرْ أمَلُكْ
لا يُبَطِئَنَّ بعد ذنبٍ خَجَلُكْ
سَرْعانَ ما يقالَ: حلَّ أجَلُكْ


ـ ١٤٤٥/٩/١٩
#نفثة

يا مَن بِأَسبابِهِ إنْ طِحْتُ أَمْتَسِكُ
قلبي أَطاحَ بهِ مِن ذَنبِهِ شَرَكُ

إن لَّا يَكُن منكَ عونٌ لا يَزَلْ عَلِقًا
يَلُوكُهُ مِن عوادي نفْسِهِ حَنَكُ

وأَوْطَأَتْهُ الأماني عِشْوَةً فمضى
لا تستبين له في سَيْرِهِ السِّكَكُ

إن لَّا يَكُن منكَ نورٌ يَستضيءُ بهِ
فلَن يَّزالَ يُعَمِّي دربَهُ الحَلَكُ

عاذَتْ بكَ النفْسُ إذ عاثَتْ بِراشِدِها
سِهَامُ غَيٍّ لَّها في قلبِهِ شَكَكُ

فعادَ ليس له رُشْدٌ يَّلُوذُ بهِ
إلا كما اسْتَمْسَكَتْ كَفٌّ بها وَدَكُ

يُبادرُ الموتَ مِن قبل اخْتِطافَتِهِ
فإنَّ أَسْرَعَ شيءٍ قَولُهم: هلكوا
#نفثة :

إلى الله أشكو مضغة لا أنالها
وليس بكفّيْ حلُّها وعِقالُها

إلى الله أشكو لا إلى الناس، إنه
يُنيل إذا ما الناس شحّ نوالُها

ويعلمُ شكوى عبدِه قبل بثِّها
ويسترها حتى يحينَ زوالُها

أتيتُ الذي ينهى، وجانبتُ أمرَهُ
فأرْبى عطايا مُترَعَاتٍ سِجالُها

وأشْرَعَ للعاصي طريقَ خَلاصه
ومدّ له الأسبابَ فُتْلًا حبالُها

لك الحمدُ، إني كلما جار مقصدي
وحُلَّتْ عُرَى نفسي وضلَّ ضلالُها=

أبَنْتَ لها دربَ الرشادِ، وقُدتَّها
بلطفك للخيرات، والشكر حالُها

لك الحمد ما أعصيك إلا غَمَرْتَني
بألطافِ حِلْمٍ وارفاتٍ ظِلالُها

لك الحمد قد أسْبَغْتَ أثوابَ نعمتي
فأقدامُ شُكري أَعْـثَـرَتْـها طِوالُها

لك الحمد كم بَأْسَاءَ أَبْلَيتَني بها
فأبْدَتْ ليَ النعماءَ تُزْهى خِلالُها

لك الحمد قد أخلَصْتَني لك مُسلِمًا
إذِ الأرضُ غَشَّاها بِجَوْرٍ رِغَالُها

لك الحمد ما ظَاهَرْتُ دونك مجرِمًا
فكُنْ ليَ مَلْجًا حين يَطغى خَبالها
#نفثة

تصرّمَ الشهرُ ولمْ تبْرحي
يا نفسِ في مَرْتَعِكِ الأولِ

بصّرتَها يا ربِّ، لكنْ وَنَتْ
مُغْتَرَّةً بحِلْمِكَ المُمْهِلِ

لا عُذرَ لي آتي بهِ، إنما
يُعذَرُ من زلَّ ولم يَعقِلِ

فأيُّ عذرٍ شافع للذي
يعلمُ ما تنهى ولم يعملِ؟

أخشى عذابًا أنا أهلٌ له
مع طمَعي في مِنَّةِ المُجزِلِ

فاغفرْ لمن مدَّت له نفسُه
لكنّه باللهِ لم يَعْدِلِ
أَظَلَّكَ عيدٌ -لا تعِسْتَ- سعيدُ
تُوافِيكَ من وَفْدِ السرور وفودُ

لَبِستَ من الأيام ثوبَ مسرَّةٍ
تَرِثُّ به الأيامُ وهْوَ جديدُ

وفي كل عامٍ أنت شاهدُ فرحةٍ
لها عند ساعات الهموم شهودُ

ـ ١٤٤٥/١٠/١
تقبل الله طاعتكم. عيدكم مبارك. وكل عام وأنتم بخير، والمسلمون في نصر وعز وتمكين.
#نفثة

تمامُ العيدِ لو تمَّتْ رؤاكا
وأنَّ هوايَ يتبعهُ هواكا

فليس يتمُّ في الدنيا سرورٌ
إذا عُدِمَ الشريكُ، ومَن سِواكا؟

وما تُغني جموعُ الناس حولي
إذا ما كنتُ فيها لا أراكا؟

وما جدوى ممارستي القوافي
إذا ما صَمَّ عن شعري صَداكا؟

ـ ١٤٤٥/١٠/١
من كتب المختارات الشعرية الحسنةِ اختيارًا، المتقدمةِ زمانًا، التي ساء حظُّها في النشر إفسادًا وتصحيفًا= كتاب الزهرة لابن داود الظاهري (ت٢٩٧).

وله في تسمية أبوابه طرافة غير معهودة، وفي تعليقاته على بعض مختاراته إحسان.

ومن كان يداري في قلبه هوًى مكتومًا، وجوًى حارقًا، ويدافع شوقًا له عليه كرٌّ وفرٌّ= فأنا مما يلحقه بَراء!
#نفثة

شهدتُّ بأنّ وعدَ اللهِ حقٌّ
وأنَّ هلاكَ عاشقِها وَشيكُ

وأنَّ بهاءَ طَـلْعَـتِها دليلٌ
بأنَّ الله ليس له شريكُ

أحلَّ دمي لها طرْفٌ عفيفُ
وأبكاني لها ثغر ضَحوكُ

فدمعي مِن مَحَاجِرِها سَفيحٌ
وجرحي مِن تَرائِـبها سَفيكُ

ومَرعى حُسنِ طَـلْعَـتِها شفيعٌ
فلفظي في ملامتها رَكيكُ
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
#فائدة

الفِكْرُ متى مددتَّهُ امتَدَّ، ومتى كفَفْتَه انْكَفَّ. فلا يمنعنَّك جَولانُ خاطرك مرَّةً في مضمار مسألة أن تُجِيله كرةً أخرى إذا عَرَضَتْ لك، ولو كنتَ جنيت منها أوَّل مرة ما يحسن، فإنك واجدٌ في كل مرة ما لا تجده في سابقتها.

ولا شيء أضرَّ على المتعلم من رقدة الخاطر، ونومة الفكر، واسْتِنَامَتِهِ إلى تَلَقُّطِ الأجوبة من أفواه الناس من غير كدٍّ ولا نظر.

استطرد ابن جني -على عادته- في شرح مسألة من علم القوافي في كتابه التنبيه على مشكلات الحماسة، فلما قضى منها وَطَرَه قال: (وقد كان يجب أن يُودَعَ هذا الموضع كتابَنا في تفسير قوافي أبي الحسن [يعني كتابه: المُعرِب في تفسير كتاب القوافي للأخفش] لامتزاجه به ومُمَاسَّتِهِ إياه، لكنه لم يحْضُرْنا حين إذٍ. والخاطرُ أَجْوَلُ مما نذهب إليه، وأشدُّ ارتكاضًا وذهابًا في جهات النظر من أن يَقِفَ بك على انتهائه).
#نفثة

مهما يَطُلْ منها بك اعتلاجُ
فإنها لقلبك العلاجُ
صبرًا فعقبى صبرك انفراجُ
وحُلْكة الليل لها انبلاجُ
وكلُّ شدة لها فرّاج
وكل مُنْحَلٍّ له شَرَّاجُ
فادْعُ الذي أنت له محتاجُ
فدعوة الليل لها معراجُ
#نفثة

أستغفر الله مِن جهلي وإصراري
على تَرَادُفِ أنعامٍ مِن الباري

بَرٌّ لطيفٌ أحاطَتْ بي فضائلُهُ
والذنب يضربُ مِن حولي بأسوار

إذا هدمتُ لها ركنًا تَدَاركَهُ
ذنبٌ فعاد على هدمي بإعمار

ما زلتُ أَرْقَعُ أثوابي وأَخْرُقُها
حتى رجعتُ كمثل الحاسر العاري

أذنبتُ ذنبًا وأرجو منك مغفرةً
يا غافرَ الذنبِ فاعصمني من النار
(النبات في جبال السراة والحجاز)
لأحمد بن سعيد بن قُشَاش الغامدي


هذا كتاب نفيسٌ عظيم النفْعِ. وهو من مفاخر عصرنا حقًّا.
ولو كان في زمان أبي حنيفة الدينوري صاحب كتاب النبات لَقَدَرُوهُ حقَّ قَدْرِه، ولسَامَاهُ في منزلته، وربما فضَلَه في مواضع.

وهو على سمْت أسلافنا في الجمع بين النقل والسماع والمشاهدة، والتحقيق والتصحيح والقبول والرد.

وهو -في غير ذكر النبات- كتاب لغة، فيه تحقيق للغات المتقدمين، ولهجات أسلافهم من العرب المتأخرين، وبعض أخوات العربية من اللغات العروبيّة (السامية)، وتعريب الأعجمي والدخيل. وفيه علوم أُخر من وراء ذلك.
والمؤلف ممن له قدمٌ راسخة في اللغة، فهو محقق كتاب (إسفار الفصيح) للهروي.


والكتاب من آيات الجد والتدقيق وأخذ العلم بقوة. فقد جمع فيه صاحبه من النبات ٧٠٠ نوع*، وقف عليها كلها بنفسه، في أطوارها المختلفة، في أول بدوّها وعند إزهارها وإثمارها وجنْيها، في قُنّة جبل، أو بطن واد، من من جزيرة سقطرى جنوبيَّ اليمن إلى جبال تبوك شماليَّ المملكة، سنين عددًا، لم تكلّفه بذلك جامعة، ولم تدفعه إليه وظيفة، فليس إلا العلم وحده.
فجزاه الله خيرا.

ـــــــــــــــــ
* في طبعته الثانية غير التي في الرابط.
Forwarded from فعاليات نديم
يكتب أ. أيوب الجهني مقالاً بعنوان: الاستشارة في أدب العرب مستفيضاً في ثمرات الاستشارة مستشهداً بحكماء العرب وأقوالهم🗞️

لقراءة المقال عبر منصة مرايا:
https://www.maraya-alshabab.com/articles/adab

قراءة ماتعة ونافعة
في العلمِ مضايقُ لا تتسع لك إلا أن تدخلَها، ومغاليق لا تُفتح لك إلا أن تُدْمِنَ طَرْقَها، ودفائن لا تُنشر لك إلا أن تنبش عنها، وغاية لا تبلغها إلا أن تُدْلِجَ إذا نام الناس.
Forwarded from منصت
💡في جزالة نستمع لشرح باب الحماسة من كتاب الحماسة لأبي تمام
🎤مع أ. أيوب بن حميدان الجهني

🎧يأتيكم كل سبت بإذن الله
للاستماع لحلقات جزالة السابقة:
انقر هنا
HTML Embed Code:
2024/05/16 02:41:46
Back to Top