#فائدة
الفِكْرُ متى مددتَّهُ امتَدَّ، ومتى كفَفْتَه انْكَفَّ. فلا يمنعنَّك جَولانُ خاطرك مرَّةً في مضمار مسألة أن تُجِيله كرةً أخرى إذا عَرَضَتْ لك، ولو كنتَ جنيت منها أوَّل مرة ما يحسن، فإنك واجدٌ في كل مرة ما لا تجده في سابقتها.
ولا شيء أضرَّ على المتعلم من رقدة الخاطر، ونومة الفكر، واسْتِنَامَتِهِ إلى تَلَقُّطِ الأجوبة من أفواه الناس من غير كدٍّ ولا نظر.
استطرد ابن جني -على عادته- في شرح مسألة من علم القوافي في كتابه التنبيه على مشكلات الحماسة، فلما قضى منها وَطَرَه قال: (وقد كان يجب أن يُودَعَ هذا الموضع كتابَنا في تفسير قوافي أبي الحسن [يعني كتابه: المُعرِب في تفسير كتاب القوافي للأخفش] لامتزاجه به ومُمَاسَّتِهِ إياه، لكنه لم يحْضُرْنا حين إذٍ. والخاطرُ أَجْوَلُ مما نذهب إليه، وأشدُّ ارتكاضًا وذهابًا في جهات النظر من أن يَقِفَ بك على انتهائه).
>>Click here to continue<<