#التربية_فى_القرءان
#الحلقة٢
🌿نكمل معًا ما بدأنا من التأمل فى قصة خلق آدم عليه السلام، واستنباط ما بها من قيم تربوية.
🍃نفخ الله من روحه فى آدم، فأصبح بشًرا ينبض بالحياة، ذا عقل مفكر يساعده على التمييز بين الحق والباطل، وذا إرادة حرة تساعده فى اختيار طريقه مابين خير وشر.
🍃وقد فضله الله على كثير ممن خلق، أمر الملائكة بالسجود له، وفى هذا شرف عظيم، وقام سبحانه وتعالى بدور المعلم(وعلم ءادم الأسماء كلها)، وفى هذا فضل كبير، وأوضح له الخير والشر، وبيّن له عدوه الاول(الشيطان)، وأوجد له زوجة ليسكن إليها، وأسكنهما الجنة يتمتعا بما فيها، بإستثناء شجرة (ولا تقربا هذه الشجرة).
❣ولكن.. رغم تحذير الله له، غلبت آدم عليه السلام طبيعته البشرية، ونسى ان الشيطان عدوه، وساقه الفضول للأكل من الشجرة.
هنا لنا وقفة...
✨اولا: فضّل الله سيدنا آدم، وعلّمه بذاته سبحانه.
✨ثانيا: حذره من عدوه، ونهاه عن الأكل من الشجرة.
✨ثالثا: أسكنه الجنة، وهو على علم مسبق بما سيقع من خطأ(ألا يعلم من خلق).
🕊فى رحلة التربية، وباختلاف مراحلها العمرية، نحاول قدر المستطاع ان نوفر لأبنائنا ما يحتاجونه، ونود لو أننا نملك الجنة فنعطيهم إياها يعيشوا فيها رغدا، نسعى جاهدين لحسن تربيتهم، فندخلهم افضل المدارس(كلٌ بقدر استطاعته)، نشترك لهم فى حلقات تعليمية، وتدريبات بدنية، وغيرها.
🕊وعلى جانب أخر، نتمنى ان ينشأ كل منهم على خلق، متبعا للحق، سائرا فى طريق الخير، فنُحذرهم من الوقوع فى الخطأ، ونبين لهم الخير والشر، وما يضرهم وما ينفعهم، وننتظر أن نرى ثمرة هذا.
🕊تتوالى الأيام، ونواجه معهم مواقف، ويقعوا فى أخطاء، كم كنا نخاف أن يقترفوها، وكم حذرناهم منها، وكم تمنينا ألا تحدث.
👈طفلى ذو السنوات الأربع، كم قلت له ممنوع القفز من فوق السرير، وبينت له الضرر من هذا، لكنه مصمم على القفز من فوق السرير وأحيانا الدولاب.
👈طفلتى ذات السنوات السبع، كلما اشتريت لها لعبة، قرأت لها التعليمات، وشرحت لها كيف تلعب بها وتحافظ عليها، رغم هذا تفككها وتخربها.
👈ولدى ذو الاثنى عشر عامًا، نشأ على الصلاة فى المسجد، لكنه الآن ما عاد يصلى نهائيا.
👈ابنتى ذى الأربعة عشر عامًا، حذرتها كثيرا من صديقات السوء، وخطر هذا عليها، لكنها مصممة على رفقتهم.
وغيرهم الكثيييير من الأمثلة...
🌪ما المشكلة؟؟ وفرنا لهم حياة طيبة، بادرنا بالنصيحة والتحذير، لماذا يخالفون عن أمرنا؟؟ هل هذا جزاء ما قدمناه لهم؟؟
🤌مهلا.. تذكروا حال آدم عليه السلام، رأى الله وجها لوجه، تلقى منه العلم دون وسيط، نال كرما وشرفا وتفضيلا، سكن الجنة التى بها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، قابل عدوه وتعرف عليه، علم ما المطلوب منه وما المنهى عنه، ثم...
ثم أخطأ.. سهو بشرى(ولقد عاهدنا إلى ءادم من قبل فنسى)، وفضولا وطمعا(هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها)
⚡️ولا ننسى أن الله كان يعلم سلفًا أن آدم سيقع فى هذا الخطأ، ومع هذا كان صبورًا عليه حليمًا.
🌱هل أطفالنا أفضل من آدم عليه السلام؟
أم ترى انهم ملائكة، مجبورون على الطاعة، وعدم السهو؟!!
ألا يحق لهم الوقوع فى الخطأ حتى مع تحذيرنا لهم؟!!
🌱هل نحن نملك قوى خارقة؟
أيمكننا أن نسيطر عليهم، ونتحكم فى أفعالهم، فنمنعهم من الخطأ؟!!
🌱ألا تعلمنا من الله صفة الحلم؟
💌الحلم والصبر والتغافل، من الصفات الهامة، التى يجب توافرها فى المُربى، وكما يقال(ثلثا التربية فى التغافل).
💌ليس المطلوب ان نرى الخطأ فنشجعهم عليه، ولكن المقصد أن نتقبل ضعفهم البشرى، ونتعلم كيف يكون رد الفعل مناسبا لكل موقف.
يتبع...
#أمانى_عادل
#رسائل_تربوية
#مجرد_تدبر
https://hottg.com/R_T_amany
>>Click here to continue<<
