TG Telegram Group & Channel
| اسأل البيضاء | | United States America (US)
Create: Update:

#حسن_الظن #القدر

رقم | م/ ١٠٤
تاريخ | ٢٧ / ١٢ / ١٤٤٤ هـ



• السؤال:
مقطع يقول فيه صاحبه (واقعك مقسوم على توقعك، وحالك هو نتيجة خيالك).
ما مدى صحة هذا الكلام وهل هو من حسن الظن بالله؟ أو يدخل في قانون الجذب؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولا: المعنى الشرعي لحسن الظن بالله
تعالى يرتكز على معرفة العبد لربه بأسماءه الحسنى وصفاته العلى، التي تورثه الثقة بتدبير ربه وحكمه وحكمته سبحانه، (لا بما تشتهي نفسه ويصنعه خياله).

فحسن الظن (الشرعي) يأتي على أربعة أشكال:
- أن يحسن الظن بربه في قبول عمله الصالح إذا عمل، فلا ييأس.

- أن يحسن الظن بربه في قبول توبته من ذنبه إذا تاب، فلا يقنط.

- أن يحسن الظن بتقدير الله وتدبيره وشرعه، وفي عطائه ومنعه، وأنه تدبير قائم على علم وحكمة مطلقة فيرضى ويُسلّم.

-أن يحسن الظن بربه في دعائه وطلبه فلا يعجل ولا ييأس، ويعلم أن ما عند الله خير وأبقى من تحقق عين مراده.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا].


ثانيا: العبارة الواردة في السؤال هي أقرب لإساءة الظن بالله والاتهام له في حكمته وتدبيره؛ من إحسان الظن به جل وعلا، لما يلي:

▫️أنه يقتضي أن الله هو المأمور فمهما تمنى وتوقع العبد أو فكر وتخيل فسيقسم له ربه "عين توقعه وخياله"، ومن ظن أن حكمة الله تعالى مبنية على توقعات الناس و أهوائهم ومشتهياتهم أو أنها تابعة لخيالاتهم وأوهامهم؛ فقد أساء الظن بربه، فليست أماني البشر وتوقعاتهم مبنية على الحكمة، ولا معرفة المآلات والمصلحة، وليست كلها صحيحة وصالحة.

▫️أن هذه المقولة تتناقض مع ثلاث حقائق:
الحقيقة الأولى حسية: وهي مخالفتها للمشهود من أحوال الناس؛ فليس كل ما نتخيله يقع؛ فلو كان الأمر كذلك لما بقي فقير ولا مريض ولا بائس،
وقد ظن المنافقون بالله تعالى ظن السوء أن لن ينصر الله دينه، وحصل نقيض ظنهم ولم يجزهم الله تعالى بعين ظنهم، بل عاقبهم بضده.

الحقيقة الثانية عقلية: فلا يبعد اجتماع خيال شخصين على عين واحدة، ويستحيل تحقق كلا الخيالين.

الحقيقة الثالثة شرعية: وهي مخالفتها للقطعي من النصوص في كتابة القدر، فكيف يكون الخيال الآني خالقًا لما قد قُدّر وانتهى، فبهذا يكون المتأخر موجِدا للمتقدم، وإن كان المقصود أن الخيال سببًا تتحقق به النتائج، فمعلوم أن أعلى درجات الخيال ما يكون بمنزلة "النية"، ويُطبق عقلاء البشر على أن النية لا تأتي بنتيجة دون عمل يتوسط بينهما، وإلا كان هذا القول من دعاوى الكسالى.

▫️أن تقرير هذا الأمر يلزم منه حمل المسلم على ترك التوكل على الله ودعاءه وطلبه وصدق الالتجاء إليه، والالتفات للذات البشرية المخلوقة، فبخيالي وتوقعي أصنع، فماذا عسى أن تكون قدرة الله جل جلاله؟

▫️وأخيرا: أن رسول الله ﷺ وهو أكمل الناس إيمانا وأحسنهم ظناً بربه، لم تقع حياته وفق خياله، ولا قسمت له بناء على توقعات، بل ابتلي ابتلاء شديدا في سبيل الله تعالى.

فليس إحسان الظن يعني السلامة الدائمة ولا الأماني المحققة.

ولا إساءة الظن يعني وقوع الشرور و المخاطر والخسائر دائما.

فحسن الظن لا يتوجه للنتائج، بل يتوجه للإيمان بكمال عدل الله تعالى وتمام حكمته وتدبيره.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://hottg.com/ask_albaydha
.

#حسن_الظن #القدر

رقم | م/ ١٠٤
تاريخ | ٢٧ / ١٢ / ١٤٤٤ هـ



• السؤال:
مقطع يقول فيه صاحبه (واقعك مقسوم على توقعك، وحالك هو نتيجة خيالك).
ما مدى صحة هذا الكلام وهل هو من حسن الظن بالله؟ أو يدخل في قانون الجذب؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولا: المعنى الشرعي لحسن الظن بالله
تعالى يرتكز على معرفة العبد لربه بأسماءه الحسنى وصفاته العلى، التي تورثه الثقة بتدبير ربه وحكمه وحكمته سبحانه، (لا بما تشتهي نفسه ويصنعه خياله).

فحسن الظن (الشرعي) يأتي على أربعة أشكال:
- أن يحسن الظن بربه في قبول عمله الصالح إذا عمل، فلا ييأس.

- أن يحسن الظن بربه في قبول توبته من ذنبه إذا تاب، فلا يقنط.

- أن يحسن الظن بتقدير الله وتدبيره وشرعه، وفي عطائه ومنعه، وأنه تدبير قائم على علم وحكمة مطلقة فيرضى ويُسلّم.

-أن يحسن الظن بربه في دعائه وطلبه فلا يعجل ولا ييأس، ويعلم أن ما عند الله خير وأبقى من تحقق عين مراده.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا].


ثانيا: العبارة الواردة في السؤال هي أقرب لإساءة الظن بالله والاتهام له في حكمته وتدبيره؛ من إحسان الظن به جل وعلا، لما يلي:

▫️أنه يقتضي أن الله هو المأمور فمهما تمنى وتوقع العبد أو فكر وتخيل فسيقسم له ربه "عين توقعه وخياله"، ومن ظن أن حكمة الله تعالى مبنية على توقعات الناس و أهوائهم ومشتهياتهم أو أنها تابعة لخيالاتهم وأوهامهم؛ فقد أساء الظن بربه، فليست أماني البشر وتوقعاتهم مبنية على الحكمة، ولا معرفة المآلات والمصلحة، وليست كلها صحيحة وصالحة.

▫️أن هذه المقولة تتناقض مع ثلاث حقائق:
الحقيقة الأولى حسية: وهي مخالفتها للمشهود من أحوال الناس؛ فليس كل ما نتخيله يقع؛ فلو كان الأمر كذلك لما بقي فقير ولا مريض ولا بائس،
وقد ظن المنافقون بالله تعالى ظن السوء أن لن ينصر الله دينه، وحصل نقيض ظنهم ولم يجزهم الله تعالى بعين ظنهم، بل عاقبهم بضده.

الحقيقة الثانية عقلية: فلا يبعد اجتماع خيال شخصين على عين واحدة، ويستحيل تحقق كلا الخيالين.

الحقيقة الثالثة شرعية: وهي مخالفتها للقطعي من النصوص في كتابة القدر، فكيف يكون الخيال الآني خالقًا لما قد قُدّر وانتهى، فبهذا يكون المتأخر موجِدا للمتقدم، وإن كان المقصود أن الخيال سببًا تتحقق به النتائج، فمعلوم أن أعلى درجات الخيال ما يكون بمنزلة "النية"، ويُطبق عقلاء البشر على أن النية لا تأتي بنتيجة دون عمل يتوسط بينهما، وإلا كان هذا القول من دعاوى الكسالى.

▫️أن تقرير هذا الأمر يلزم منه حمل المسلم على ترك التوكل على الله ودعاءه وطلبه وصدق الالتجاء إليه، والالتفات للذات البشرية المخلوقة، فبخيالي وتوقعي أصنع، فماذا عسى أن تكون قدرة الله جل جلاله؟

▫️وأخيرا: أن رسول الله ﷺ وهو أكمل الناس إيمانا وأحسنهم ظناً بربه، لم تقع حياته وفق خياله، ولا قسمت له بناء على توقعات، بل ابتلي ابتلاء شديدا في سبيل الله تعالى.

فليس إحسان الظن يعني السلامة الدائمة ولا الأماني المحققة.

ولا إساءة الظن يعني وقوع الشرور و المخاطر والخسائر دائما.

فحسن الظن لا يتوجه للنتائج، بل يتوجه للإيمان بكمال عدل الله تعالى وتمام حكمته وتدبيره.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://hottg.com/ask_albaydha
.


>>Click here to continue<<

| اسأل البيضاء |




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)