*بيوت الصلاة قوارب النجاة*
تأملوا قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: "فإن الله جاعل له من صلاته في بيته خيرا"؛ فإن لنا معه وقفات:
أولا: المقصود بالصلاة هنا (النوافل)؛ ويلتحق بها صلاة الفريضة للنساء؛ ﻷن الأفضل أن تكون بالبيوت.
ثانيا: لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الصلوات في البيوت تستجلب الخير، وتزيد البركة والبر، وتقي من الشر، وتذهب بالضر.
ثالثا: في الحديث تنبيه ضمني إلى أن البيت الذي تعصف به المشكلات، يستحب ﻷهله الإكثار من الصلوات، والمسارعة في أصناف الخيرات.
رابعا: في الحديث توصيف لظاهرة كثرة وجود المشكلات بالبيوت سواء المتعلقة بالزوجين أو الأولاد أو الجيران أو البيت نفسه.
خامسا: في الحديث إشارة إلى أن الصلاة في أي مكان (مشروع) تستجلب له الخير، وتصرف عنه السوء والشر.
سادسا: كيف تتوقعون أن يكون حال قلب أدمن الصلوات، وجسد أكثر من تلك النوافل المباركات؟ فاعمروا القلوب بالصلوات، ليجعل الله لكم فيها أكبر نصيب من الخيرات، ويصرف عنها السوء والمكدرات.
سابعا: أقيموا الصلاة بالحكمة والموعظة الحسنة في أولادكم وأزواجكم وأصفيائكم، يجعل الله لكم من إقامتكم الصلاة فيهم خيرا.
ثامنا: هناك فرق بين الأجر والأثر؛ فبمجرد الصلاة المكتملة الأركان ينعقد الأجر، لكن أثر الصلاة ودورها لا ينعقد إلا بالإتيان بها على وجهها وإتمام خشوعها. وقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى ذلك.
اللهم ارزقنا أكبر حظ من الصلوات، ولا تحرمنا ما تستجلبه من بركات وخيرات.
اللهم أعنا على إصلاح حياتنا، وحل مشكلاتنا، بالإحسان في صلاتنا.
اللهم اغفر لنا تقصيرنا في الصلوات، وارفع عنا ما ترتب على ذلك من مشكلات.
رب اجعلني مقيم الصلاة
ومن ذريتي
ربنا وتقبل دعاء
>>Click here to continue<<