حين تسرق الغيبة أجور الصالحين
في ذلك اليوم العظيم، حيث تُوزن الأعمال، ويرى المرء حصاد عمره، يكتشف البعض أن حسناتهم قد تسرّبت إلى ميزان غيرهم! أي حسرة أعظم من أن يجد الإنسان طاعته قد زُحزحت عن موضعها، لتكون زادًا لمن أساء إليه بلسانه؟
يقول ابن الجوزي رحمه الله: «فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين! وكم أحبطت من أجور العامِلِين! وكم جلبت من سخط ربِّ العالمين!» إنها داء خفيّ، يتسلل بين المجالس، يلبس ثوب النصيحة حينًا، ورداء العفوية أحيانًا، لكنه في كل حالاته نار تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
فالعاقل من يزن كلماته قبل أن ينطق بها، يدرك أن كل لفظٍ يسجَّل، وكل غيبة تُنقل، وكل كلمة تخرج منه سترافقه في كتابٍ يُعرض عليه يوم القيامة. فهل ترضى أن يكون لك أثرٌ في إحباط حسناتك بيدك؟
اللهم اجعل ألسنتنا عامرةً بذكرك، لا تنطق إلا بالخير، ولا تخوض في أعراض عبادك، واحفظ لنا أجورنا، كما حفظت ماء وجه عبادك المتقين.
>>Click here to continue<<