TG Telegram Group & Channel
قصص 🌹الانبياء🌙 | United States America (US)
Create: Update:

*لابان يطارد يعقوب*

وبعد ثلاثة أيام عرف لابان أن يعقوب قد غافله ورَحَل. فجمع لابان قومِه وانطلقوا وراء النبي يعقوب، وبعد سبعة أيام لحقوا به عند منطقة جِلْعَادَ جنوب دمشق. ونصب لابان وجماعته خيامهم هم أيضًا بالقرب من خيم النبي يعقوب. وفي تلك الليلة حذر الله لابان في المنام وقال له: أحذر أن تؤذي يعقوب أو تمسه بسوء! وفي الصباح ذهب لابان وقال للنبي يعقوب: يا يعقوب، لماذا غافلتني وسقت بناتي أمامك مثل الجواري؟ ما الذي جعلك تهرب دون أن تخبرني؟ لو كنت عرَفتَني أنك عازم على الترحال، لكنت ودعتك بوليمة وإحتفال. ولما منعتني من توديع بناتي ومن تقبيل أحفادي؟ كانت تلك حماقةً منك يا يعقوب. وأنا قادر على أَنْ أُؤْذِيَكَ، لكن إِلَهَ أَبِيكَ حذرني ليلة أمس في المنام وقال لي: أحذر أن توذي يعقوب أو تمسه بسوء! قد أتفهم يا يعقوب أنك رحلت حنيناً إلى بيت أبيك، لكن ما الذي دعاك لسرقة تماثيل الهتي التي أتبارك بها؟

لكن النبي يعقوب لم يكن يعلم أن راحيل قبل أن ترحل قد سرقت التماثيل التي كان يتبارك بِّها أبوها. فَقال النبي يَعْقوب للابان: يا خال، خشيت أن ترفض وتأخذ بناتك مني غصباً عني، فرحلت دون علمك. أما تماثيل آلهتك فلا علم لي بها، فإن مع أحد منا وجدتها، فالموت له جزاء سرقتها. ها هم أقاربك بيني وبينك شهود، وإن كان لك عندي حق فهو مردود.

ففتش لابان وبدأ بخيمه النبي يعقوب ولم يجد شيئاً له فيها، ثم دخل خيمة لَيئة وخيمة الجاريتَين وفتش ولم يجد له أيضًا شيئاً فيها، ثم خرج وتوجه ليفتش خيمه راحيل. لكن راحيل كانت قد وضعت التماثيل في رَحْل الجَمَل وجَلسَت عَليها. فحين دخل أبوها عليها بادرته بقولها: سامحني يا أبي إن كنت لا أستطيع الْوُقُوفَ لك، فإن عادة النساء قد جَاءَتْنِي. فبحث لابان في خيمة راحيل لكنه لم يجد تماثيل آلهته التي خبئتها راحيل وجلست عليها.

فتملك الغيظ من النبي يعقوب وعَنَّفَ خاله لابان وصاح فيه قائلاً: ما الذي فعلت وبه إليك اسئت؟ ولماذا تطاردني وكأنني اجرمت؟ ها وقد بحثت في كل ما عندي وفتَشت، فضع أمام أقاربنا ما يخصك وعندي وجدت، وليحكموا هم بيننا فيما ادعيت! طوال عشرين سنة خدمتك فيها، لم تُسْقّط غنمك واحدة من مواليدِها، ولا يوماً حتى أكلت من لحومِها. وَلَا أَحْضَرْتُ لَكَ بقايا غنم الْوُحُوشُ مَزَّقَتْهَا، بل كُنْتُ أنا مَن يتَحمَّل خَسَارَتها، وما كان يُسرق بليلٍ أو نهارٍ منها، من يدي كنت تطلب عوضاً عنها. وكَم تحملت من حر النهار يأكل جلدي، وصقيع ليل جعل النوم يخاصم عيني. عشرين سنة عندك خدمتَها، أربعة عشر سنة منها مهر أبنتيك، وست سنوات مقابل الغنم التي أتفقنا عليها، لكنك راوغتني عشر مرات بعد أتفاقنا. ولولا أن إله أبائي إبراهيم وإسحاق يؤيدني، لكُنتَ خالي الوفاض صرفتني، لكن إله أبائي حفظني، فهو عالم بتعبي وكم في خدمتك قد أرهقتني، فوبخك على ما فعلت معي (وحذرك ليلة أمس من أن تمَسَنّي).

فرد عليه لابان: يا يعقوب، إنما البنات بناتي، وأولادهنّ أولادي، والغنم في الأصل غنمي، وكلّ ما تملك هو في الأصل ملكي. لكن الآن ماذا أفعل بهم، فلا حيلة لي في بناتي ولا أولاد بناتي؟ فلنقطع أذن بيننا عهداً يشهد بيني وبينك. فاراد النبي يعقوب أن ينصب عموداً ليكون توثيقاً للعهد بينهما. فأمَرَ النبي يعقوب رجاله أن يجمعوا حجارة ويرصوها في كومةٍ، ثم جلسوا واكلوا وليمة العهد بجانبها. وأطلقوا على الكومة التي تعاهدوا عندها أسم كومة الشهادة، ومعناهاجَلْعِيدَ بلغة النبي يعقوب العبرية، ويَجَرْ سَهْدُوثَا بلغة لابان الآرامية. وبعدها قال لابان: يا يعقوب، من اليوم تكون هذه الكومة شاهدًا وحَدْاً بيننا. ورب الأرباب رقيب علينا حين نفترق عن بعضنا. عاهدني على ألا تؤذي بناتي وألا تتخذ عليهما زوجة أخرى، حتى وإن لم يعلم بك أحداً، فالله حَكَماَ بيننا. وليكن هذا العمود وهذه الكومة حدوداً لنا، لا أتجاوزها أنا لأُسيء إليك، ولا تتجاوزها أنت لتسيئ إليّ أبداً. وإله جدك إبراهيم وإله جدي ناحور شاهداً على عهدِنا والحَكَم بيننا. فتعاهدا وأقسم له النبي يعقوب بإله إسحاق أبيه. فقام النبي يعقوب بتقديم أضحية تقرباً لله، وأقام وليمة إحتفالاً بالمعاهدة دعا فيها كل الموجودين، فأكلوا وباتوا ليلتهم في الجبل آمنين. وفي الصباح قام لابان فقبّل أحفادِه ودعا بالبركة لأبنتَيْه، وأنطلق مع قومِه إلى بيتِه في آرام شمال أرض ما بين النهرين.

*لابان يطارد يعقوب*

وبعد ثلاثة أيام عرف لابان أن يعقوب قد غافله ورَحَل. فجمع لابان قومِه وانطلقوا وراء النبي يعقوب، وبعد سبعة أيام لحقوا به عند منطقة جِلْعَادَ جنوب دمشق. ونصب لابان وجماعته خيامهم هم أيضًا بالقرب من خيم النبي يعقوب. وفي تلك الليلة حذر الله لابان في المنام وقال له: أحذر أن تؤذي يعقوب أو تمسه بسوء! وفي الصباح ذهب لابان وقال للنبي يعقوب: يا يعقوب، لماذا غافلتني وسقت بناتي أمامك مثل الجواري؟ ما الذي جعلك تهرب دون أن تخبرني؟ لو كنت عرَفتَني أنك عازم على الترحال، لكنت ودعتك بوليمة وإحتفال. ولما منعتني من توديع بناتي ومن تقبيل أحفادي؟ كانت تلك حماقةً منك يا يعقوب. وأنا قادر على أَنْ أُؤْذِيَكَ، لكن إِلَهَ أَبِيكَ حذرني ليلة أمس في المنام وقال لي: أحذر أن توذي يعقوب أو تمسه بسوء! قد أتفهم يا يعقوب أنك رحلت حنيناً إلى بيت أبيك، لكن ما الذي دعاك لسرقة تماثيل الهتي التي أتبارك بها؟

لكن النبي يعقوب لم يكن يعلم أن راحيل قبل أن ترحل قد سرقت التماثيل التي كان يتبارك بِّها أبوها. فَقال النبي يَعْقوب للابان: يا خال، خشيت أن ترفض وتأخذ بناتك مني غصباً عني، فرحلت دون علمك. أما تماثيل آلهتك فلا علم لي بها، فإن مع أحد منا وجدتها، فالموت له جزاء سرقتها. ها هم أقاربك بيني وبينك شهود، وإن كان لك عندي حق فهو مردود.

ففتش لابان وبدأ بخيمه النبي يعقوب ولم يجد شيئاً له فيها، ثم دخل خيمة لَيئة وخيمة الجاريتَين وفتش ولم يجد له أيضًا شيئاً فيها، ثم خرج وتوجه ليفتش خيمه راحيل. لكن راحيل كانت قد وضعت التماثيل في رَحْل الجَمَل وجَلسَت عَليها. فحين دخل أبوها عليها بادرته بقولها: سامحني يا أبي إن كنت لا أستطيع الْوُقُوفَ لك، فإن عادة النساء قد جَاءَتْنِي. فبحث لابان في خيمة راحيل لكنه لم يجد تماثيل آلهته التي خبئتها راحيل وجلست عليها.

فتملك الغيظ من النبي يعقوب وعَنَّفَ خاله لابان وصاح فيه قائلاً: ما الذي فعلت وبه إليك اسئت؟ ولماذا تطاردني وكأنني اجرمت؟ ها وقد بحثت في كل ما عندي وفتَشت، فضع أمام أقاربنا ما يخصك وعندي وجدت، وليحكموا هم بيننا فيما ادعيت! طوال عشرين سنة خدمتك فيها، لم تُسْقّط غنمك واحدة من مواليدِها، ولا يوماً حتى أكلت من لحومِها. وَلَا أَحْضَرْتُ لَكَ بقايا غنم الْوُحُوشُ مَزَّقَتْهَا، بل كُنْتُ أنا مَن يتَحمَّل خَسَارَتها، وما كان يُسرق بليلٍ أو نهارٍ منها، من يدي كنت تطلب عوضاً عنها. وكَم تحملت من حر النهار يأكل جلدي، وصقيع ليل جعل النوم يخاصم عيني. عشرين سنة عندك خدمتَها، أربعة عشر سنة منها مهر أبنتيك، وست سنوات مقابل الغنم التي أتفقنا عليها، لكنك راوغتني عشر مرات بعد أتفاقنا. ولولا أن إله أبائي إبراهيم وإسحاق يؤيدني، لكُنتَ خالي الوفاض صرفتني، لكن إله أبائي حفظني، فهو عالم بتعبي وكم في خدمتك قد أرهقتني، فوبخك على ما فعلت معي (وحذرك ليلة أمس من أن تمَسَنّي).

فرد عليه لابان: يا يعقوب، إنما البنات بناتي، وأولادهنّ أولادي، والغنم في الأصل غنمي، وكلّ ما تملك هو في الأصل ملكي. لكن الآن ماذا أفعل بهم، فلا حيلة لي في بناتي ولا أولاد بناتي؟ فلنقطع أذن بيننا عهداً يشهد بيني وبينك. فاراد النبي يعقوب أن ينصب عموداً ليكون توثيقاً للعهد بينهما. فأمَرَ النبي يعقوب رجاله أن يجمعوا حجارة ويرصوها في كومةٍ، ثم جلسوا واكلوا وليمة العهد بجانبها. وأطلقوا على الكومة التي تعاهدوا عندها أسم كومة الشهادة، ومعناهاجَلْعِيدَ بلغة النبي يعقوب العبرية، ويَجَرْ سَهْدُوثَا بلغة لابان الآرامية. وبعدها قال لابان: يا يعقوب، من اليوم تكون هذه الكومة شاهدًا وحَدْاً بيننا. ورب الأرباب رقيب علينا حين نفترق عن بعضنا. عاهدني على ألا تؤذي بناتي وألا تتخذ عليهما زوجة أخرى، حتى وإن لم يعلم بك أحداً، فالله حَكَماَ بيننا. وليكن هذا العمود وهذه الكومة حدوداً لنا، لا أتجاوزها أنا لأُسيء إليك، ولا تتجاوزها أنت لتسيئ إليّ أبداً. وإله جدك إبراهيم وإله جدي ناحور شاهداً على عهدِنا والحَكَم بيننا. فتعاهدا وأقسم له النبي يعقوب بإله إسحاق أبيه. فقام النبي يعقوب بتقديم أضحية تقرباً لله، وأقام وليمة إحتفالاً بالمعاهدة دعا فيها كل الموجودين، فأكلوا وباتوا ليلتهم في الجبل آمنين. وفي الصباح قام لابان فقبّل أحفادِه ودعا بالبركة لأبنتَيْه، وأنطلق مع قومِه إلى بيتِه في آرام شمال أرض ما بين النهرين.


>>Click here to continue<<

قصص 🌹الانبياء🌙




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)