• من دقة تبويب المؤلف أنه خصّ في ترجمته (بعض) الأمة بعبادة الأوثان ولم يطلق الحكم، لعصمتها في الجملة أن تقع في الشرك، وقد ورد في الصحيح بقاءَ هذه الأمة [قائمة بأمر الله]، [ظاهرين على الحق]، [يقاتلون على الحق ظاهرين]، [على الحق حتى تقوم الساعة] ونحوها من الروايات.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: المراد بالأمة أمة الإجابة وهذا من دقة تبويب المصنف.
وأورده في سياق الأبواب المتعلقة ببيان ذرائع الشرك وحماية جناب التوحيد وضمّنه الرد على بعض من اعترض عليه ممن قال بعصمة هذه الأمة كما أشار إلى ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن، مَن استدلّ بحديث جابر [إنّ الشيطان أيِس أن يعبده المُصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم] من هؤلاء ابن السحيم وسليمان بن عبد الوهاب أخوه في حريملاء، وقد ردّ عليهم الشيخ سليمان ردودا مفصلة.
ويقال أنه كما قد ألّهت النصارى عيسى عليه السلام فقد وجُد ممن انتسب إلى هذه الأمة مَن ألّه عليّا رضي الله عنه وبعض أئمتهم كما صنعت الرافضة، ومن أنكر وجود الخالق من الفلاسفة فقد وُجد فيها من عطّل الخالق عن صفاته كغلاة الجهمية والقدرية والمعتزلة، وكما عُبدت الصالحين وبُنيت المساجد على القبور فقد وجُد في هذه الأمة من يسلك مسلكهم.
والنصوص في ذلك صريحة، منها -غير ما أورده المؤلف-: ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة: [لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس حول ذي الخلصة] وعند مسلم: [لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله]، وعند ابن عدي: [ليحملنَّ شرارُ هذهِ الأمةِ على سنَنِ الذينَ خلَوْا مِنْ قبلِي حذوَ القذةِ بالقذةِ]، و[لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتِي ما أَتى على بني إسرائيلَ حذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ، حتّى إنْ كان منهم مَن أتى أُمَّه علانيةً لكان في أُمَّتي مَن يصنعُ ذلك وإِنَّ بني إسرائيلَ تفَرَّقَتْ على ثنتينِ وسبعينَ مِلَّةً، وتَفْتَرِقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً، كلُّهم في النارِ إلّا مِلَّةً واحدَةً، ما أنا عليه وأصحابي] عند الترمذي والطبراني والحاكم.
- شرح شيخنا على كتاب التوحيد -
>>Click here to continue<<