كان الصحابة رضوان الله عليهم يستدلون بآيات الشرك الأكبر على الشرك الأصغر لعموم اللفظ وللترهيب، من ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أنْدادًا﴾ قالَ: الأنْدادُ هو الشِّرْكُ أخْفى مِن دَبِيبِ النَّمْلِ عَلى صَفاةٍ سَوْداءَ، في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ. وهو أنْ يَقُولَ: واللَّهِ، وحَياتِكَ يا فُلانَةُ، وحَياتِي، ويَقُولُ: لَوْلا كَلْبُهُ هَذا لَأتانا اللُّصُوصُ، ولَوْلا البَطُّ في الدّارِ لَأتى اللُّصُوصُ. وقَوْلُ الرَّجُلِ لِصاحِبِهِ: ما شاءَ اللَّهُ وشِئْتَ، وقَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلا اللَّهُ وفُلانٌ. لا تَجْعَلْ فِيها فُلانًا، فَإنَّ هَذا كُلَّهُ بِهِ شِرْكٌ". أوردها ابن جرير وصحّحها وكذلك ابن كثير، وفي الأثر عن حذيفة رضي الله تعالى عنه واستدلاله بقوله تعالى: ﴿وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] على رجل يلبس خيطا في يده لدفع الحمى.
- شرح شيخنا على كتاب التوحيد -
>>Click here to continue<<