تلك الليلة… كيف أفشلت إيران انقلابًا خفيًّا أدارته تل أبيب؟ لندن - راغب ملّي في تلك الليلة، لم تكن إيران على موعد مع هجوم مباغت وواسع من إسرائيل، كما أوحت بعض التحليلات الأولية. ما جرى، وفقًا لمصادر مطلعة داخل إيران وأخرى مقرّبة من الحرس الثوري، كان أخطر من مجرد قصف أو ضربة محدودة. تشير المعطيات إلى مخطط مُحكم أعدّته إسرائيل بالتعاون مع عناصر داخلية نافذة في مؤسسات الدولة الإيرانية، بهدف إسقاط النظام من الداخل في عملية وُصفت بأنها “انقلاب مدبّر تحت جنح الظلام”. المصادر – التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها – تؤكد أن التنسيق شمل قيادات رفيعة في الجيش وبعض مراكز القرار الأساسية، بل وحتى شخصيات داخل الحرس الثوري نفسه. الهدف كان توجيه ضربة شاملة ومفاجئة تُطيح بالقيادات العليا التي تتحكم بمفاصل القوة داخل إيران، وعلى رأسهم المرشد الأعلى. تفاصيل العملية – بحسب التسريبات – تضمنت خططًا دقيقة لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي، وشبكات الاتصال، والخدمات اللوجستية الحيوية التي تربط الوحدات الدفاعية، ما يفسر “الشلل الكامل” الذي شهدته إيران تلك الليلة. هذا التواطؤ الداخلي لعب الدور الحاسم في تمكين المخطط من الوصول إلى مراحل متقدمة. لكن لماذا فشل هذا “الانقلاب السري”؟ الجواب، بحسب الرواية المسرّبة، يكمن أولاً في فشل عملية اغتيال المرشد الأعلى. فبينما تشير بعض التقارير إلى أن الهجوم استهدف أماكن كان يتواجد بها، يُرجّح أن الإجراءات الأمنية المشددة وحلقة الحماية الضيقة حوله حالت دون إصابته أو حتى الوصول إليه. ثانيًا، كان رد الفعل الإيراني أسرع مما توقعه المخططون. في وقت قصير، استطاعت الأجهزة الإيرانية السيطرة على الوضع، توقيف المتورطين، وإعادة تفعيل الأنظمة الدفاعية المعطّلة، ما سمح باستعادة زمام المبادرة وإفشال المخطط. وتتفق هذه الرواية مع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في فجر تلك الليلة، والذي جاء بشكل مباشر وصريح، داعيًا الإيرانيين إلى الانقلاب على النظام. لم يكن هناك تلميح أو غموض: الرسالة كانت واضحة ومعلنة. أما على الجانب الأميركي، فقد ألقت “زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب” الأخيرة إلى المنطقة بظلال ثقيلة على المشهد. الزيارة – التي جاءت قبل أسابيع فقط من هذا التصعيد – أعطت انطباعًا واضحًا بأن ترامب لا يرغب في اشتعال حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات كبيرة: “هل كانت هناك خطة أميركية-إسرائيلية مشتركة نُفّذت بخديعة من الطرفين لإسقاط النظام الإيراني؟” أم أن إسرائيل قررت تنفيذ العملية منفردة دون تنسيق كامل مع واشنطن؟ اليوم، وبعد أن كانت إسرائيل تتحدث علنًا عن “إسقاط النظام الإيراني”، بات خطابها أكثر تواضعًا، يركّز على “تعطيل البرنامج النووي”. هذا التراجع يعزز من احتمال أن ما جرى لم يكن سوى فصل من محاولة انقلاب فاشلة… وأشعل في المقابل مواجهة قد لا تهدأ قريبًا – وقد يكون ثمنها باهظًا على إسرائيل.
#راغب_ملّى
*الوعي الأمني🛡*
https://hottg.com/+E1KaD35S0sViYjI8
>>Click here to continue<<