TG Telegram Group & Channel
أَرْيٌ وَّشَرْيٌ! | United States America (US)
Create: Update:

يروى فيما يروى من أحاديث الشعراء أن البحتري قال عن نفسه: "كنت في حداثتي أروم الشعر، وكنت أرجع فيه إلى طبع سليم، ولم أكن وقفت له على تسهيل مأخذ ووجوه اقتضاب، حتى قصدت أبا تمام وانقطعت إليه واتكلت في تعريفه عليه، فكان أول ما قال لي: يا أبا عبادة تخير الأوقات، وأنت قليل الهموم صفر من الغموم، واعلم أن العادة في الأوقات، إذا قصد الإنسان تأليف شيء أو حفظه أن يختار وقت السحر".

وهذا من أبي تمّام حُسن طوية وتمام سجية وخُلُق عال؛ إذ لم يضن على تلميذه بما يفعله في خاصة نفسه ويستعين به على افتعال شعره، فله من بائية:

يا خاطبًا مدحي إليه بجوده
ولقد خطبت قليلة الخُطّاب

خذها ابنة الفكر المهذّب في الدجى
والليل أسود رقعة الجلبابِ

فهو يمتدح قصيدته بأنها وليدة الأفكار المهذبة في هدأة الليل البهيم.

وكان محمود شاكر إذا استبهم عليه نفاذ الرأي: عدل بأفكاره إلى جنح الليل؛ لأنه أحصن لها وأجمع، يقول: "فإذا كان الليلُ، وهدأتِ النائرةُ، وأوى الناسُ إلى مضاجِعهم، واستكنت عقاربُ الحياةِ في أجحارِها، تفلتُّ من مكاني إلى غرفتي أُسدِلُ ستائرها وأغلِّقُ أبوابها ونوافذها، وأصنعُ لنفسي ليلًا مع الليل، وسكونا مع السكون، ثم أقعد متحفزا متجمعًا خاشِعًا أملأ عيني من ظلام أسود، ثم أدعُ أفكاري وعواطفي وأحلامي تتعارف بينها ساعة من زمان، حتى إذا ماجت النفس موجها بين المد والجزر، ثم قرَّت وسكنت، وعاد تيارها المتدفق رهوًا ساجيًا كسعادة الطفولة، دلفت إلى مكتبي أستعين الله على البلاء".

يروى فيما يروى من أحاديث الشعراء أن البحتري قال عن نفسه: "كنت في حداثتي أروم الشعر، وكنت أرجع فيه إلى طبع سليم، ولم أكن وقفت له على تسهيل مأخذ ووجوه اقتضاب، حتى قصدت أبا تمام وانقطعت إليه واتكلت في تعريفه عليه، فكان أول ما قال لي: يا أبا عبادة تخير الأوقات، وأنت قليل الهموم صفر من الغموم، واعلم أن العادة في الأوقات، إذا قصد الإنسان تأليف شيء أو حفظه أن يختار وقت السحر".

وهذا من أبي تمّام حُسن طوية وتمام سجية وخُلُق عال؛ إذ لم يضن على تلميذه بما يفعله في خاصة نفسه ويستعين به على افتعال شعره، فله من بائية:

يا خاطبًا مدحي إليه بجوده
ولقد خطبت قليلة الخُطّاب

خذها ابنة الفكر المهذّب في الدجى
والليل أسود رقعة الجلبابِ

فهو يمتدح قصيدته بأنها وليدة الأفكار المهذبة في هدأة الليل البهيم.

وكان محمود شاكر إذا استبهم عليه نفاذ الرأي: عدل بأفكاره إلى جنح الليل؛ لأنه أحصن لها وأجمع، يقول: "فإذا كان الليلُ، وهدأتِ النائرةُ، وأوى الناسُ إلى مضاجِعهم، واستكنت عقاربُ الحياةِ في أجحارِها، تفلتُّ من مكاني إلى غرفتي أُسدِلُ ستائرها وأغلِّقُ أبوابها ونوافذها، وأصنعُ لنفسي ليلًا مع الليل، وسكونا مع السكون، ثم أقعد متحفزا متجمعًا خاشِعًا أملأ عيني من ظلام أسود، ثم أدعُ أفكاري وعواطفي وأحلامي تتعارف بينها ساعة من زمان، حتى إذا ماجت النفس موجها بين المد والجزر، ثم قرَّت وسكنت، وعاد تيارها المتدفق رهوًا ساجيًا كسعادة الطفولة، دلفت إلى مكتبي أستعين الله على البلاء".


>>Click here to continue<<

أَرْيٌ وَّشَرْيٌ!




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)