تاهوا ثم عادوا ..
من يقرأ في التاريخ بل كذلك من ينظر في الواقع لا تخطئ عينه هذا النوع من الناس .. يتوه عن الحق بعدما كان عليه .. ثم يعود بعد ذهاب شطرا من عمره ؟!
لماذا تاه؟ وكيف عاد؟
لماذا لم يحفظ كما حفظ غيره؟ ولماذا عاد ولم يعد غيره؟
من أشهر الأمثلة التاريخية بعض من كان من أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ترك وارتد ثم عاد في حياته وكذلك ما وقع في حادثة الردة ..
كيف يكفر الرجل بل ويصل به الحال إلى ادعاء النبوة = طليحة بن خويلد الأسدي ويدخل بسببه فئام النار ثم يتوب ويعود ويصدق في ذلك !
ومن ذلك قصة صاحب الرغيف التي ذكرها أبو موسى الأشعري لأبنائه قبل الوفاة:
رجل عبد الله سبعين سنة ثم زين له الشيطان الفاحشة سبع ليال ثم كشف عن الرجل الغطاء فخرج تائبا يصلي ويسجد مع كل خطوة حتى آواه الليل إلى دكان به مساكين فأخذ نصيب أحدهم من الرغيف ثم لما اشتكى صاحبه دفعه إليه وهو أحوج ما يكون إليه ! فأصبح ميتا من الجوع !
قال أبو موسى: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي، ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف.
ثم قال: يا بني اذكروا صاحب الرغيف .
سبب التوهان المعصية وغالبا ما يكون هو الاعتماد على النفس والغفلة عن نسبة الفضل إلى الله هذا الذنب القاهر للإيمان الذي يلج منه الشيطان -دائما- على العاملين للإسلام ..
وسبب العودة والرجوع = العمل الصالح القديم والسر الخفي بين العبد وربه .. يسقطه الذنب وينجيه العمل ..
يعلمه الله قبل الموت بأن الهداية والعبادة والثبات محض فضل الله عليه حتى لا يلق الله وهو يرى بأن له فضل أو منة في ذلك ..
الفضل فضله والعطاء عطاؤه والمنة له وحده في كل ذلك ..
>>Click here to continue<<