TG Telegram Group & Channel
تِشرين. | United States America (US)
Create: Update:

خِذلان وَطن | أمَاني البُريهي.

الرَابعةُ مساءً
تَنهيدات كَثيرة، ودُخانٌ مُعتم، مَساء مرير، وأحَلام مُبعثرة، وأرَض مُلطخة بالدِماء، وسَماء مُعتمة، هَكذا كانت تبدو اللوحة قَبل أن أغمضَ عينيّ.

الثَانيةُ مساءً
الشمسُ حَارة، الأيَام مُرهقة، لكن الأمَل مازال يَنبض في قُلوبنا، المَدينة مُمتلئة برائحةِ الخُبزِ والأمَان، الجَميع يبستم رُغم أرهاق الحَياة لهَم، حَركةُ الشَوارع، الشَغف الموجود فِي ابنائها يَجعلك تقع في حُبِ المَدينة مُجددًا، كنتُ أقف أتَأمل كم أنّ القُوة تحتوي هَؤلاء، كيف يَستيقظُوا كل يوم بأملٍ جَديد، كأنَّ الأمَس لم يكن مُرهق، مُفعمة هَذه المدينة بالحياةِ رُغم المَوت.

الثَالثةُ مساءً
دويّ انفِجار، أشَلاء تَتبعثر، أرَواح تُزهق، وأصَوات بوح مكتُوم، أمَل مرتجف، وغُصات لا تُحكى، هَكذا هِي الحَرب، تَهجُم فجأةً تسلب الأمَان، تقتلُ أرواح، تَمحي الفرح، ولا تمضِ، "دويّ انفِجار آخر، وآخر، وآخر.."
سَاد المَدينة دُخان الأسَى، سَاد المدينة الحُزن، الخِذلان، وسُقيتْ بدماءِ ابنائها.

كنتُ هُنا أقف بنصفِ روحٍ شَاحبة، أرجوهُ ألا تَتدمر المدينة أكثر، سُلبَ صوتي، الصدى يَتكرر، لا شيء سِوى أنّي كنتُ أتنهد، هل أركُض؟
هَل أترك المَدينة هذهِ، أم أبكِي هُنا؟.

الخَامسةُ مساءً
بأنصافِ أطَراف، كنتُ استوطنَ سَرير المَشفى المُكتظ بِضحايا الوطن، كنتُ لا أشعر بشيءٍ سِوى الخذلان، أكَان عليَّ أن أركُض؟
أكان عليَّ أن أتخلى أنا أيضًا؟
بكيتُ لأولِ مرةٍ بخذلانِ وطن، وبكبرياءِ رجل، بكيتُ بصوتي المَبحوح، وبنصفِ أطرافي التي اُسقيت دمائي بهَا الأرض، ذات الأرَض التي خذلتنِي، ذات الأرَض التي سَلبت منِي الحَياة، فتركتنِي هُنا، تلك الجُثة التي تَتنفس الآن ليست أنا، لقد مات الوَطن، ومتُ أنا.

خِذلان وَطن | أمَاني البُريهي.

الرَابعةُ مساءً
تَنهيدات كَثيرة، ودُخانٌ مُعتم، مَساء مرير، وأحَلام مُبعثرة، وأرَض مُلطخة بالدِماء، وسَماء مُعتمة، هَكذا كانت تبدو اللوحة قَبل أن أغمضَ عينيّ.

الثَانيةُ مساءً
الشمسُ حَارة، الأيَام مُرهقة، لكن الأمَل مازال يَنبض في قُلوبنا، المَدينة مُمتلئة برائحةِ الخُبزِ والأمَان، الجَميع يبستم رُغم أرهاق الحَياة لهَم، حَركةُ الشَوارع، الشَغف الموجود فِي ابنائها يَجعلك تقع في حُبِ المَدينة مُجددًا، كنتُ أقف أتَأمل كم أنّ القُوة تحتوي هَؤلاء، كيف يَستيقظُوا كل يوم بأملٍ جَديد، كأنَّ الأمَس لم يكن مُرهق، مُفعمة هَذه المدينة بالحياةِ رُغم المَوت.

الثَالثةُ مساءً
دويّ انفِجار، أشَلاء تَتبعثر، أرَواح تُزهق، وأصَوات بوح مكتُوم، أمَل مرتجف، وغُصات لا تُحكى، هَكذا هِي الحَرب، تَهجُم فجأةً تسلب الأمَان، تقتلُ أرواح، تَمحي الفرح، ولا تمضِ، "دويّ انفِجار آخر، وآخر، وآخر.."
سَاد المَدينة دُخان الأسَى، سَاد المدينة الحُزن، الخِذلان، وسُقيتْ بدماءِ ابنائها.

كنتُ هُنا أقف بنصفِ روحٍ شَاحبة، أرجوهُ ألا تَتدمر المدينة أكثر، سُلبَ صوتي، الصدى يَتكرر، لا شيء سِوى أنّي كنتُ أتنهد، هل أركُض؟
هَل أترك المَدينة هذهِ، أم أبكِي هُنا؟.

الخَامسةُ مساءً
بأنصافِ أطَراف، كنتُ استوطنَ سَرير المَشفى المُكتظ بِضحايا الوطن، كنتُ لا أشعر بشيءٍ سِوى الخذلان، أكَان عليَّ أن أركُض؟
أكان عليَّ أن أتخلى أنا أيضًا؟
بكيتُ لأولِ مرةٍ بخذلانِ وطن، وبكبرياءِ رجل، بكيتُ بصوتي المَبحوح، وبنصفِ أطرافي التي اُسقيت دمائي بهَا الأرض، ذات الأرَض التي خذلتنِي، ذات الأرَض التي سَلبت منِي الحَياة، فتركتنِي هُنا، تلك الجُثة التي تَتنفس الآن ليست أنا، لقد مات الوَطن، ومتُ أنا.


>>Click here to continue<<

تِشرين.




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)