التواضع: بوصلة الأخلاق في ضوء سورة لقمان
تتجلى في سورة لقمان أمثلة الحكمة القرآنية، التي ترشد المؤمنين، إلى أسس التواضع والسلوك الأخلاقي الرفيع.
وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ
هذه الآيات ليست مجرد تعاليم دينية، بل هي دعوة للتأمل في جوهر الطاعة والسلوك الإنساني
الود والتواضع في التعامل ( لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ): الصعر، في اللغة، يعني تحريك العنق والوجه بغطرسة.
تحثنا هذه الآية على تجنب الكبرياء والتكبر في التعامل مع الناس، وتشجع على الود والتواضع، مما يعكس جوهر الأخلاق الإسلامية.
التواضع في الحركة والسكنات (لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً): "المرح" يعبر عن الفرح المفرط الذي يصاحبه تكبر. تذكرنا هذه الآية بأهمية السلوك المتواضع حتى في أبسط تصرفاتنا مثل المشي بتواضع، معتبرة ذلك جزءاً من العبادة والتقرب إلى الله.
توجيه السلوك وفق محبة الله وبغضه ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ ): تحمل هذه العبارة دعوة للتأمل في ما يحبه الله وما يكرهه، وتوجيه السلوك ليتوافق مع هذه القيم، فالتواضع وتجنب الكبرياء هما من الخصال المحببة إلى الله.
التحرر من الوهم والغرور (مُخْتالٍ): يحذرنا الله من خطر الوقوع في فخ الغرور والتكبر، ويدعونا لنكون واقعيين ومتواضعين، متجنبين الخيلاء.
تجنب التفاخر (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ): تؤكد هذه الآية على أهمية التواضع والبعد عن التفاخر، معتبرة أن التواضع هو من أسمى الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن.
في ختام هذه التأملات، نجد أن سورة لقمان تقدم نموذجاً للسلوك الأخلاقي المثالي في الإسلام، ولا يُعد التواضع فضيلة أخلاقية فقط، بل هو أيضاً مظهر من مظاهر العبادة والطاعة يعكس الإيمان الحقيقي ويدعو إلى السلام والتفاهم بين الناس.
طالوت الشروگي
الثلاثاء ١١ رجب ١٤٤٥هـ
>>Click here to continue<<
