تركوا العمل للإسلام بسبب إحباطهم وتحطم آمالهم، ولم يزدادوا مع كل نازلة إلا يأساً؛ فمنهم من قذفته الشياطين في أودية الشبهات، ومنهم من غرق في أوحال الشهوات، وخيرهم الذي ظل -مع إحباطه- ممسكا بطرف الحبل على ضعف واضطراب لعلّ أملا يعيده إلى عزمه وسالف عهده.
وبعيدا عن أودية الضعف تلك: يسري ذوو العزائم والهمم، يغذون السير قاصدين مستمسكين، قد ملأ اليقين قلوبهم، وانطوت على الآمال صدورهم.
لم يزدهم القهر إلا إصرارا وغضبا، ولا قلة السالكين إلا ثباتا ورَشَدا.
ألجَؤوا إلى الرحمن ظهورهم، واستمدوا من وحيه مناهجهم، واتخذوا من رسوله قدوتهم.
ركبوا سفينة الربانيين، واهتدوا بأنوار النبيين.
فهم بحسن العاقبة موقنون، وبصلاح الأحوال واثقون، وبإدراك الغايات مؤمنون.
فلو علم اليائسون ما هم فيه من النعيم لما رضوا بغير منهاجهم طريقا، ولا اتخذوا غير مسلكهم سبيلا، ولطلقوا اليأس، وفارقوا الإحباط، وهجروا الدعة، وتساموا عن الدُّون.
>>Click here to continue<<