أهمية الرفق واللين في دعوة المخالفين:
قال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: ٤٣ - ٤٤].
قال السعدي رحمه الله:
﴿فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا﴾ أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، ﴿لَعَلَّهُ﴾ بسبب القول اللين ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ ما ينفعه فيأتيه، ﴿أَوْ يَخْشَى﴾ ما يضره فيتركه،
↤ فإن القول اللين داعٍ لذلك،
↤ والقول الغليظ منفِّرٌ عن صاحبه،
◉ وقد فسَّر القول اللين في قوله: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ فإنَّ في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل:
① فإنه أتى بـ (هل) الدالة على العرض والمشاورة التي لا يشمئز منها أحد.
② ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر من الشرك الذي يقبله كل عقل سليم.
③ ولم يقل (أزكِّيك) بل قال: (تزكَّى) أنت بنفسك.
④ ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي رباه وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها، فقال: ﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾
¤ فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخُذُ حُسنُهُ بالقلوب عُلم أنه لا يَنجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
تفسير السعدي (ص ٥٠٦).
قناة فوائد الشيخ السعدي
https://hottg.com/alsaadi4
>>Click here to continue<<