دروس مفيدة لشيخنا الداعيه *أبي المنهال فايز بن محمد المغلسي* حفظه الله تعالى
جمع المسائل والأقوال في صيام الست من شوال
الجزء الثاني
المسألة الثانية *حكم صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان*
https://chat.whatsapp.com/J3dcqBbRwPeASqakTB0PzU
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه اجمعين
أما بعد:
أخذنا في الدرس الماضي مسألة متعلقة بفضل صيام الست وما لها من الأجر والثواب عند الله عزوجل وفي هذا الدرس نأخذ المسألة الثانية وهي
*حكم صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان*
شخص أصابه في رمضان مرض أو سفر أو عذر من الأعذار فحصل بسببه تأخير لبعض أيام رمضان
أو امرأة جاءها النفاس أو الحيض أو النفاس أو غير ذلك من الأعذار ثم انقضى رمضان ودخل شوال و أراد هذا المعذور أن يصوم الست قبل ما يصوم ما عليه من القضاء *فهل يصح ذلك أو لا*
اختلف العلماء على هذه المسألة على قولين
اختلف العلماء في تقديم الست على القضاء
فذهب جمهور العلماء أي أكثر العلماء إلى الجواز قالوا : يجوز لمن عليه قضاء أن يبدأ بصيام الست ثم بعد ذلك يصوم القضاء هذا قول جمهور العلماء ورجحه من المعاصرين العلامة الوادعي رحمة الله على الجميع
واستدل جمهور العلماء بأدلة من ذلك:
بحديث عائشة رضي الله عنها قالت كان يكون علي الصوم من رمضان فما استطيع ان اقضي الا في شعبان متفق عليه
وجه الدلالة من الحديث أن أمنا عائشة رضي الله عنها من خيرة نساء العالمين ومن احرصهن على طاعة رب العالمين فهل يتصور أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تصوم الست من شوال ومع هذا ما كانت تقضي الا في شعبان رضي الله عنها وأرضاها
الدليل الثاني قالوا
أن قضاء رمضان واجب موسع وليس مضيق فلا يمنع من التطوع والأمر بالقضاء مطلق كما قال الله عز وجل
*فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر*
فأطلق الأيام ولم يقيدها قال البطال في شرح البخاري
وأجمع أهل العلم على أن من قضى ما عليه من رمضان في شعبان بعده أنه مأدٍ لفرضه غير مفرط
إذاً قول جمهور العلماء أنه يجوز تقديم الست من شوال على قضاء رمضان بما سبق من الأدلة والتعليلات وذهب جمع من العلماء إلى البِدْءِ بقضاء رمضان ثم صيام الست من شوال واستدلوا بأدلة
من ذلك قول النبي ﷺ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم
فقوله ثم أتبعه ستاً من شوال قالوا ثم حرف عطف يدل على الترتيب و التعقيب فيدل على أنه لا بد من إتمام صيام رمضان أولاً
أداء أو قضاء ثم يكون بعده صيام ست من شوال حتى يتحقق الأجر الوارد في الحديث ولأن الذي عليه قضاء من رمضان يقال عنه صام بعض رمضان ولا يقال عنه صام رمضان وهذا تعليل جميل جداً ففي الحديث النبي ﷺ قال من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال لكن من صام جزء من رمضان ثم صام ستا من شوال فإنه لا ينطبق عليه الحديث لا يقال صام رمضان وإنما يقال صام بعضاً من رمضان أو جزءا من رمضان والنبي عليه الصلاة والسلام قال من صام رمضان ولا ينطبق هذا الكلام الا على من أتى بصيام رمضان كاملاً ثم أتبعه بست من شوال قال إمام العصر الشيخ عبدالعزيز رحمه الله *الصواب*أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل لقول النبي ﷺ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر رواه مسلم ومن قدم الست على القضاء لم يُتْبِعْها رمضان وإنما أتبعها بعض رمضان ولأن القضاء فرض وصيام الست تطوع والفرض أولى بالاهتمام انتهى كلامه
وقال فقيه العصر *العلامة محمد بن صالح* رحمه الله صيام ستة أيام من شوال لا يحسب ثوابها إلا إذا كان الإنسان استكمل شهر رمضان
فمن عليه قضاء من رمضان فإنه لا يصوم ستة أيام من شوال إلا بعد قضاء رمضان لأن النبي ﷺ يقول من صام رمضان ثم أتبعه بستة من شوال فمن عليه قضاء من رمضان لم يكن قد صام رمضان وعلى هذا فنقول لمن عليه القضاء صُمِ القضاء أولا ثم صم ستة أيام من شوال وأيضاً مما استدل به هؤلاء العلماء حديث عثمان بن وهب قال سمعت أبا هريره وسأله رجل قال إن عليَ رمضان يعني علي أيام من رمضان وأريد أن أتطوع في العشر فقال *لا* بل ابدأ بحق الله فقضه ثم تطوع بعد ما شئت رواه عبدالرزاق والبيهقي وسنده حسن
وقال كبار علماء العصر
جاء في فتاوى كبار علماء العصر ما يلي:
الذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولاً ثم يصوم سته أيام من شوال لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان بست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه انتهى (من المجلد العاشر)
إذاً الخلاصة أن الأَوْلَىٰ و الأحوط والأكمل لمن عليه قضاء من رمضان أن يبدأ بالقضاء ثم بعد ذلك يصوم الست ليتحقق الشرط الوارد في الحديث النبوي من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصوم الدهر
بقيت بعض المسائل نأتي عليها في الدروس القادمه
والله تعالى أعلم والحمدلله رب العالمين
تحيات إدارة *قناة المستعين بالله المزجاجي*
>>Click here to continue<<
