دروس مفيدة لشيخنا الداعيه *أبي المنهال فايز بن محمد المغلسي* حفظه الله تعالى
جمع المسائل والأقوال في صيام الست من شوال
الجزء الاول
المسألة الأولى *فضل صيام الست من شوال*
https://chat.whatsapp.com/J3dcqBbRwPeASqakTB0PzU
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمدلله رب العالمين
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ
أما بعد:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} رواه مسلم
في هذا الحديث يرشد النبي ﷺ إلى صيام الست من شوال وإلى بيان ما فيها من الأجر والثواب عند الله عزوجل وفي هذا الحديث مسائل
ومع المسألة الأولى
وهي فضل صيام الست من شوال
المسألة الأولى فضل صيام الست من شوال
قال العلماء صيام الست من شوال أو ست من شوال بعد فريضة رمضان سنة مستحبة وليس بواجب
صيام ست من شوال بعد رمضان سنة مستحبة يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها فيشرع وينبغي للمسلم صيام الست من شوال لما في ذلك من الأجر والثواب الكبير كما قال النبي ﷺ من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر كما سبق في الحديث وهذا يدل على فضلها وعلى أجرها وعلى أن صيام الست مع رمضان كصيام الدهر فمن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كتب الله له صيام الدهر وهذا فضل عظيم وأجر كبير والحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر و الست بشهرين و قد فسر هذا المعنى النبي ﷺ بقوله من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وفي رواية جعل الله الحسنة بعشر أمثالها
فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنه رواه النسائي وابن ماجه وهو في صحيح الترغيب والترهيب للإمام الالباني رحمة الله عليه
قال فقهاء الحنابلة والشافعية صوم ستةِ أيامٍ من شوال بعد رمضان يعدلُ صيام سنه فرضا
واستمع إلى هذه الفائده اللطيفه والجميلة جداً
قال فقهاء الحنابلة والشافعية صوم ستةِ أيامٍ من شوال بعد رمضان يعدلُ صيام سنه فرضا
وإلا فإن مضاعفة الأجر عموماً ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشر أمثالها قال الإمام النووي رحمه الله قال العلماء وانما كان كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والسته بشهرين ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك قال قيل صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل فيكون له أجر صيام الدهر فرضا
ملخص هذه الفائده أن من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كتب الله له صيام الدهر فريضة
وجاء في صحيح البخاري أن النبي ﷺ قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر كصوم الدهر
قال عليه الصلاة والسلام صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله رواه البخاري
قال العلماء من صام ثلاثة أيام من كل شهر كتب الله له صيام الدهر نافلة ومن صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كتب الله له صيام الدهر فريضة
للمزيد حول هذه الفائده انظر ( لطائف المعارف للحافظ ابن رجب رحمه الله) وكتاب ( الحياة فرص لشيخنا الشيخ محمد باموسى حفظه الله تعالى) وتأمل رحمك الله إلى هذا الأجر العظيم الذي اختصت به هذه الأمه من دون سائر الأمم
لما كانت هذه الأمة أعمارها قصيره من الستين إلى السبعين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أعمار أمتي من الستين إلى السبعين وقليل من يتجاوز ذلك ضاعف الله لها الأجور والثواب فمن صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كتب الله له كأنه صام الدهر فريضة ومن صام ثلاثة أيام من كل شهر كتب الله له صيام الدهر نافلة وهذا يدلك على الثواب الكبير لهذه الأمه وكذلك الاجر العظيم لمن صام رمضان و أتبعه بستة أيام من شوال
كذلك من الفوائد المهمه لصيام ست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان والصائم الذي صام في رمضان لا يخلو من نقص ولا يخلو من تقصير فهذه النافلة التي هي صيام الست من شوال تكمل النقص الذي حصل في صيام رمضان فقد جاء في الحديث أن العبد إذا وقف يوم القيامه اول ما يحاسب عليه الصلاة فإن وجد في صلاته نقص قال الله انظروا هل لعبدي من تنقل أو من نافلة أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيجبر به النقص وسواء كان في الصلاة أو في الصيام أو في غير ذلك من العبادات
أيضا من الفوائد المهمه لصيام الست من شوال أنها تجعل المسلم حريصاً على الخير والى المبادرة والمسارعة والمسابقة في الخيرات
تجعل المسلم يمتثل قول الله *فستبقوا الخيرات*
وقول الله عزّ وجل *وسارعوا إلى مغفرة من ربكم*
أيضاً من الفوائد المهمه لصيام الست من شوال
انها دليل على شكر الصائم لربه تعالى فالصائم يشكر الله أن وفقه واعانه على صيام رمضان ومن تمام هذا الشكر أنه يأتي بصيام الست من شوال لأن من شُكر النعمه ومن شكر الحسنه الإتيان بحسنة أخرى قال الحافظ ابن رجب رحمه الله فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده فهو من فعل من بدل نعمة الله كفرا
>>Click here to continue<<
